الغلاء يغيب أطباقاً ومأكولات رمضانية عن موائد الإفطار في ديريك

ديريك – سولنار محمد – نورث برس

 

تغيب عن موائد الإفطار الرمضانية هذا العام، أطباق ومأكولات رمضانية اعتاد عليها سكان مدينة ديريك وريفها، أقصى شمال شرقي سوريا، بسبب الوضع المعيشي المتردي في ظل تدهور قيمة الليرة السورية وارتفاع أسعار المواد الغذائية.

 

وتعجز ظاهرة الحجي (53 عاماً) من قرية "جم جيلك" بريف مدينة ديريك، عن تأمين طبق إفطار رمضاني مناسب لعائلتها بسبب تردّي وضعها المعيشي والارتفاع الباهظ في أسعار السلع الغذائية التي تحتاجها تلك المأكولات.

 

تقول "الحجي"، والتي تعيل ثمانية أولاد بينهم طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة، لـ "نورث برس": "نتدبر أمرنا باللبن الذي نحضره من حليب الغنم الموجودة لدينا، لكن لم يعد في إمكاننا إعداد أي طبق من الأطباق الرمضانية التي كنا نحضرها في الأعوام السابقة، لأن الأسعار مرتفعة جداً".

 

ويقول عبد الباقي أحمد (65 عاماً)، وهو من سكان ريف ديريك، إن "مستلزمات إعداد الأطباق والمأكولات الرمضانية باتت باهظة الثمن ويصعب علينا شرائها. أصبحت المعيشة صعبة جداً بالنسبة لمحدودي الدخل أمثالي".

 

ولا يختلف الوضع كثيراً بالنسبة لسكان مدن وأرياف شمال شرقي سوريا الأخرى في رمضان هذا العام، حيث تغيب مأكولات وأطباق رمضانية مشهورة عن موائد الإفطار والتي كانت تحظى باهتمام السكان، سيما بعد نهارٍ طويل من الصيام.

 

كما تشهد الأسواق "ارتفاعاً باهظاً" في أسعار مختلف المعجنات والمشروبات الرمضانية وأطباق السحور، حيث يتراوح سعر الرغيف الواحد من "المعروك" في ديريك ما بين /400/  و /500/ ليرة سورية بعد أن كان ثمنه /150/ ليرة في العام الماضي، فيما بلغ سعر كيلو واحد من الطحينة /3000/ ليرة، بحسب سكان من المنطقة.

 

وكان سكان ديريك يعتبرون التمر والمعروك والتمر الهندي وعرق السوس والحلويات من المواد الحاضرة خلال الإفطار وبعده، وكذلك أطباق السحور كالحلاوة والمربى والطحينية وغيرها.

 

أما يوسف حميد محمد (65عاماً) فيشير إلى أن سعر علبة التمر وصلت في رمضان العام الجاري إلى /7500/ ليرة سورية، فيما كان ثمنها العام الماضي لا يتجاوز /3500/ ليرة.

 

وشهد رمضان هذا العام ارتفاعاً في سعر كيلو لحم الغنم إلى /8500/ ليرة، دون القدرة على شرائه، الأمر الذي دفع "مـحمد" إلى الاستعاضة منه بشراء الفروج بسعر يصل إلى /1600/ ليرة للكيلو الواحد، "أما الحلاوة والكثير من المواد الأخرى لم نشتريها نتيجة الغلاء، فقد غابت تلك المأكولات عن موائدنا".

 

ومن جانبه يقول علي عبدالله (55 عاماً)، وهو تاجر مواد غذائية من مدينة ديريك، إن "سعر كيلوغرام من التمر يتراوح ما بين الـ /1000/ و /5000/ ليرة سورية وذلك بحسب جودته"، مشيراً إلى أن الأسعار ازدادت عموماً بمقدار /500- 700/ ليرة على تلك المواد.

 

ويرى عبدالله أن الزيادة في أسعار المواد لا تعتبر كبيرة بالمقارنة مع أسعار صرف الدولار وتدهور قيمة الليرة السورية.

 

وسجلت الليرة السورية خلال هذا الإسبوع مستويات انهيار غير مسبوقة في سعر صرفها أمام الدولار، حيث تجاوز الدولار عتبة الـ /1650/ ليرة سورية في أسواق الصرافة المحلية، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع باهظ في أسعار السلع والبضائع وبالتالي ضعف القدرة الشرائية لدى السكان.