حلب.. مهجّرو كفريا والفوعة بين واقع مرير وأمل العودة

حلب – نورث برس

 

بعد مرور أكثر من عامين على تهجير آخر دفعة من سكان بلدتي الفوعة وكفريا في ريف إدلب، لا تزال حوالي /10/ آلاف عائلة نازحة في منطقة المرجة بحلب تعاني ظروفاً حياتية بالغة القسوة في ظلّ البطالة التي طالت الشباب منهم وغياب أي دخل مادي ثابت لهذه الأسر التي تركت كل شيء تملكه داخل البلدتين الشيعيتين الوحيدتين في محافظة إدلب.

 

 وكانت آلاف العوائل قد تعرضت لحصار خانق فرضته فصائل المعارضة المسلّحة، ليتم نقل أعداد كبيرة منها في العام 2018 وسط وعود من الحكومة السورية بتأمين أوضاع معيشية ملائمة للأسر المهجّرة.

 

وقال أبو حسن العجمي، وهو رجل ستيني مهجّر من الفوعة ويقيم حالياً في حي المرجة بحلب، لـ "نورث برس"، إنهم تلقوا وعوداً كثيرة بتوفير حياة أفضل، "ولكن صدمتنا كانت كبيرة حين وصولنا إلى حلب، فتم وضعنا في مراكز حكومية مهجورة في منطقة جبرين شرق حلب، بدون أي رعاية ولا حتّى غذاء مناسب".

 

وأضاف: "بعد أسبوعين تم نقلنا لمساكن جهزت على عجل أو تم تجهيزها بمرافق معيشية بسيطة في منطقة المرجة، ولم تتحقق الوعود الحكومية، ولا زلنا ننتظر العودة إلى ديارنا".

 

وأوضح العجمي أنهم أجبروا على هذا الواقع بسبب أوضاع بالغة القسوة عاشوها إبّان الحصار على الفوعة وكفريا، "فقدنا عدداً من أطفالنا وشيوخنا بسبب الحصار ونقص الخدمات الطبية والصحية، خروجنا من الفوعة وكفريا لم يكن بإرادتنا وإنما جراء ضغط الحصار وهرباً من الموت إمّا جوعاً أو قصفاً".

 

وقال زين العابدين المصري، نازح من بلدة كفريا ويقيم في منطقة المرجة بحلب، إنه فقد عمله ومشروعه الزراعي الذي كان يعتمد عليه في معيشته.

 

وأضاف: "اليوم أعيش عاطلاً عن العمل، رغم أنني حاولت العمل ببيع الخضار، ولكن كانت الخسارة نصيبي، كلنا نترقب طريقاً للعودة لكفريا والفوعة، فلا عمل ولا معيشة كريمة ولا راحة في غير ديارنا".

 

وأوضح الحاج منتظر (اسم مستعار)، وهو مشرف على المساكن التي يسكنها مهجّرو الفوعة وكفريا في منطقة المرجة، إنهم وضعوا مولدات كبيرة لإمداد المنازل السكنية بالطاقة الكهربائية مدة /12/ ساعة يومياً، لأن المنطقة كانت تفتقر إلى الكهرباء.

 

وأضاف: "نؤمّن للعوائل معونة شهرية عبارة عن سلّة غذائية ومبالغ مالية للأسر عديمة الدخل (..) ونحاول ضمن الإمكانات المتاحة توفير مستلزمات الحياة لهم".