منبج.. استمرار إجراءات الوقاية الصحية في المعابر التجارية
منبج- صدام الحسن- نورث برس
في معبر تايهة التجاري على أطراف قرية أبو كهف، جنوب مدينة منبج شمال سوريا، ينتظر فريق طبي مختص عبور آليات تحمل بضائع وسلعاً غذائية من مناطق سيطرة الحكومة السورية، لفحص السائقين والتأكد من سلامتهم في ظل إجراءات وقائية فرضتها الإدارة المدنية لمنع تفشي فيروس كورونا المستجد في المنطقة.
ولم يشهد المعبر المعروف بمعبر (أبو كهف)، أي تقييد على الحركة التجارية بل اقتصر الإغلاق فقط على عبور المدنيين، على خلاف معبري أم جلود وعون الدادات، اللذين يربطان مدينة منبج من الجهتين الشمالية والغربية بمناطق "درع الفرات" التي تسيطر عليها فصائل مسلحة مدعومة من تركيا، حيث عمدت الفصائل إلى إغلاقهما بشكل كامل، لأكثر من شهر بدءاً من 13 آذار/ مارس لغاية 18 نيسان/ أبريل للعام الحالي.
وقال عمر خليل، مدير معبر التايهة، إن البضائع القادمة من مناطق الحكومة السورية من مواد غذائية وخضار وبضائع أخرى تدخل إلى مدينة منبج بشكلٍ يومي، فالمعبر لم يغلق أمام الحركة التجارية أبداً، بل اقتصر الإغلاق فقط على حركة المدنيين.
وطالبت هيئة الصحة التابعة للإدارة الذاتية في وقتٍ سابق، قوى الأمن الداخلي (الآساييش) في مناطق شمال شرقي سوريا، بتشديد إجراءاتها فيما يتعلق بتطبيق حظر التجول والتنقل بعد تسجيل إصابات في مناطق شمال وشرقي سوريا.
وقالت سوسن محمد، نائب رئاسة لجنة الصحة بمدينة منبج، لـ "نورث برس"، إن "مهمة الفرق الطبية المتواجدة في المعابر هو فحص القادمين من مناطق سيطرة الحكومة السورية أو الفصائل المسلحة في منطقة درع الفرات، وكذلك تعقيم الآليات المحملة بالبضائع قبل دخولها إلى الساحات المخصصة لها في المعابر لإفراغ الحمولة".
وفي الجهة الأخرى، يشهد كل من معبري أم جلود وعون الدادات، حركة عبور محدودة للبضائع بسبب إتاوات مالية تفرضها فصائل مدعومة من تركيا، على البضائع المتوجهة الى منبج، الأمر الذي يدفع التجار إلى التوجه لاستخدام معبر أبو التايهة بغرض التجارة.
وتشهد أسعار مختلف السلع الغذائية خلال الفترة الأخيرة "ارتفاعاً باهظاً" في أسواق المدينة، الأمر الذي أدى إلى ضعف القوة الشرائية لدى السكان، بالرغم من استمرار دخول البضائع إلى أسواق المدينة، حيث تعتبر منبج من المراكز الاقتصادية الهامة في المنطقة الشمالية من سوريا.
وتقول عبير العكلة، الرئيسة المشاركة للجنة الاقتصاد في المدينة، لـ "نورث برس"، إن دخول البضائع إلى أسواق المدينة أثر بشكل طفيف جداً على انخفاض أسعار السلع وسط "انهيار قيمة الليرة السورية أمام الدولار وكذلك ضعف القدرة على ضبط الأسعار".
وسجلت الليرة السورية خلال الأيام الماضية مستويات انهيار غير مسبوقة في صرفها أمام الدولار، حيث تجاوز الدولار الواحد /1.450/ ليرة سورية في سوق الصرافة المحلية بمدينة منبج، الاثنين، فيما كان سعر صرفه /1.050/ ليرة قبل بدء إجراءات حظر التجول والإغلاق لمواجهة تفشي فيروس "كورونا" في المنطقة.
وجددت الإدارة الذاتية لشمال وشرقي سوريا، أول أمس الاثنين، تمديد فترة حظر التجول والإغلاق حتى نهاية عطلة عيد الفطر، مع السماح لكافة المحلات والمهن بمزاولة عملهم من الساعة السادسة صباحاً وحتى السابعة مساءً، مع مراعاة قواعد الوقاية الصحية وإجراءات السلامة العامة.