ارتفاع الأسعار في إدلب يحرم أطفالاً نازحين من ثياب العيد
إدلب – نورث برس
تشهد أسواق محافظة إدلب شمال غربي سوريا، ارتفاعاً كبيراً في أسعار الألبسة مع قرب انقضاء شهر رمضان وقدوم عيد الفطر الذي يعد موسماً تجارياً تنشط فيه مبيعات الألبسة بشكلٍ مضاعف مقارنة بالفترات الأخرى من السنة، وذلك بالتزامن مع غياب الرقابة التموينية في المنطقة.
وقال إبراهيم السوادي 43) عاماً)، وهو تاجر للألبسة في بلدة أطمة شمال إدلب، لـ "نورث برس"، إنّ هذا الموسم يشهد إقبالاً ضعيفاً على شراء الملابس، "ونعاني من قلّة البيع وخصوصاً في هذه الأيام التي تعتبر موسماً تجارياً مع اقتراب عيد الفطر".
وأكّد السوادي أنّ أسعار الملابس ارتفعت بنسبة 200% عن موسم العيد السابق، بسبب ارتفاع أسعار المحروقات وأسعار صرف الدولار مقابل الليرة السورية، والوضع المعيشي السيء الذي يعيشه سكان محافظة إدلب.
ووصل سعر صرف الدولار الأمريكي الواحد خلال نفس الفترة من العام الماضي /600/ ل.س، في حين يصل سعر صرفه إلى /1450/ ل.س، بحسب صرافي عملات في إدلب.
وتحتاج الأسرة المتوسطة، بحسب سكان من المدينة، لأكثر من /60/ ألف ليرة سورية، لتغطية احتياجاتها خلال موسم العيد، وهذا ما يعجز عنه معظم سكان المخيمات الذين يعانون من أوضاع اقتصادية صعبة.
وأدى ارتفاع أسعار الألبسة إلى إقبال كثير من الزبائن على محلات الملابس المستعملة ذات الأسعار الرخيصة نسبياً والمنتشرة بكثرة في مخيمات إدلب، بحسب أحد أصحاب تلك المحلات.
وعزف ناجي الذياب 35) عاماً)، ، وهو نازح يسكن في مخيمات أطمة، هذا العيد عن شراء أي ألبسة جديدة، بل اتّجه للألبسة المستعملة (البالة) "لأنّها أرخص بحوالي عشرة أضعاف من الجديدة"، وفق قوله.
يقول الذياب إنه استطاع إكساء عائلته المؤلفة من أربعة أطفال من البالة بـ 20 ألف ليرة سورية فقط، وذلك بعد أن باع السلّة الإغاثية، "كانوا يحتاجون لأكثر من 100 ألف ليرة لشراء ألبسة جديدة".
وقال أحمد العبد الله 38) عاماً)، وهو نازح من شمال حماة ويسكن في ضواحي مدينة إدلب، إنّ تجار الألبسة والأقمشة "لا ينظرون إلى معاناة الناس في ظل هذه الضغوط الاقتصادية، بل يستغلون الطلب المتزايد بسبب العيد".
وأضاف أن "الألبسة تتراوح أسعارها بين /5/ آلاف ليرة سورية و/25/ ألف ليرة سورية للقطعة الواحدة، وذلك بحسب النوعية ومكان البيع والشركة المصنعة.