"لا تحل أزمة الغلاء" ..سكان دمشق ينتقدون مبادرة حكومية لتخفيض الأسعار
دمشق – نورث برس
انتقد سكان ومرتادو أسواق شعبية، افتتحت حديثاً، في ساحات دمشق مبادرة "من الفلاح إلى المواطن" معتبرين أنها لم تستطع تحقيق هدفها في التأثير على الارتفاع المستمر لأسعار الخضروات والفواكه، بما فيها المنتجات المحلية والموسمية.
وأرجعوا السبب إلى أن الباعة "المزارعين"، يبررون ارتفاع أسعار منتجاتهم المعروضة بتكاليف النقل وأجور العمال.
وكان مجلس محافظة دمشق قد حدد منذ مطلع هذا الشهر خمس ساحات عامة في العاصمة لتكون أسواقاً لبيع المنتجات من المزارعين إلى السكان مباشرة، دون وساطة في محاولة لكسر الأسعار التي ترتفع يوماً بعد آخر.
وقال معاذ العبد، وهو مزارع من مدينة الزبداني، لـ "نورث برس"، إنه يبيع منتجاته على بسطة في السوق الشعبي الذي "يوفر خضروات تتميز بأسعار أقل من باقي المحال التجارية، إلى جانب أنها معروفة المصدر ويتم سقايتها بمياه نظيفة".
وتهدف الأسواق الشعبية، بحسب وسائل الإعلام الرسمية، إلى أن تكون المنتجات أرخص من المحال والأسواق في مدينة دمشق، عن طريق منح المحافظة مساحات مجانية للمزارعين وتجاوز "تاجر الجملة" لتباع البضائع من المزارع المنتج إلى المستهلك مباشرة، لكن مرتادي هذه الأسواق تحدثوا عن إضافة تكاليف تحت مسميات أجور للنقل والعمال لتتجاوز الأسعار مثيلاتها في أسواق أخرى.
وقال أبو رشيد (اسم مستعار)، وهو رب عائلة أربعيني، لـ "نورث برس"، إنه لم يتلمس فائدة من الأسواق الشعبية، " فالباعة المتواجدون في السوق يقومون بوضع تكاليف عالية للنقل وأجرة العمال ما يجعل أسعارهم أعلى من أسعار الأسواق.
وذكر أن سعر مادة البطاطا في سوق الهال /275/ ليرة، بينما في السوق الشعبي بـ /400/ ليرة".
وتوزعت الأسواق الخمسة في دمشق على أحياء ركن الدين في ساحة بجانب مشفى ابن النفيس، وساحة الريجة في حي القنوات، وجانب مركز الإطفاء في نهر عيشة، وجانب مطعم الشعار في الزاهرة، بالإضافة إلى ساحة في حي الزاهرة.
وقال رياض ربواني، وهو من سكان حي ركن الدين، إن السوق لم تقدم فائدة تذكر للسكان، "فسعر الخيار في المحال التي تبيع بالمفرّق هو /250/ ليرة سورية، وفي السوق الشعبي يباع الخيار ما بين /300/ إلى /400/ ليرة سورية".
واضاف أنه لا جدوى من افتتاح أسواق جديدة تغيب عنها الرقابة، "لأن حل مشكلة الغلاء يكمن في تدخل وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك لضبط الأسعار".
وكانت مديرة دوائر الخدمات في محافظة دمشق، ملك حمشو، قد قالت الأسبوع الماضي لوكالة "سانا" الرسمية، إنه تم تجهيز وتأمين البنية التحتية للساحات وتخطيطها على شكل مربعات بمساحة مترين بمترين لكل بائع، مشيرة إلى أنه سيتم العمل على إيجاد ساحات جديدة لتغطي كل المدينة.