الشدادي: شكاوى من استمرار انقطاع الكهرباء بالتزامن مع تحكم تركيا بالوارد المائي للسدود

الشدادي – باسم الشويخ – نورث برس

 

يشتكي أهالي مدينة الشدادي وأريافها، جنوب الحسكة، من الانقطاع والتقنين المستمر للتيار الكهربائي، إذ باتت مدة التغذية في أحياء المدينة لا تتجاوز الساعتين على مدار اليوم، ما دفع بأصحاب المحالات إلى الاعتماد على المولدات الخاصة (الأمبير) لتغطية النقص الحاصل بالكهرباء.

 

وقال خليل الجيجان (31 عاماً)، من سكان ريف مدينة الشدادي، لـ" نورث برس"، إن فترة توفر الكهرباء في المدينة وريفها "لا تتجاوز ساعتين يومياً".

 

وأضاف أن شركة الكهرباء في الشدادي وعدت السكان بتزويد المنطقة بالكهرباء من خلال العنفات الغازية التي تم إنشاؤها في معمل غاز الشدادي منذ أشهر قليلة، "لكنها لم توفر الكهرباء للمنطقة حتى الآن".

 

"تحكم"

 

وأشار الجيجان إلى أن أصحاب المولدات الكهربائية "الأمبير" يضغطون على السكان من خلال تخفيض ساعات تشغيل المولدات من أجل رفع سعر الأمبير الواحد من /1500/ إلى /2000/ ليرة سورية ، في ظل "غياب الرقابة".

 

 

وقال خضر الحمد (24 عاماً)، وهو من سكان مدينة الشدادي، إنهم باتوا يعتمدون على المولدات الكهربائية الخاصة (الأمبير) بشكل خاص في ظل غياب الكهرباء العامة.

 

وأشار إلى أن الساعات القليلة التي تأتي فيها الكهرباء العامة، "غالباً ما تتزامن مع ساعات تشغيل المولدة مساءً، فلا يستفيد منها السكان لأنهم دفعوا أجرة تلك الساعة لأصحاب المولدات".

 

معاناة

 

واشتكى غسان الهايس (36 عاماً)، وهو بائع لحوم من سكان مدينة الشدادي، من الصعوبات التي باتت تواجه عمله من جراء انقطاع التيار الكهربائي، "فجهاز التبريد لحفظ اللحوم ومكنة الفرم وكل عملي يعتمد على الكهرباء التي لا تتوفر".

 

وأشار إلى أنه يعتمد على المولدات الكهربائية لاستكمال عمله وهو ما يزيد من تكاليف بيع اللحوم بحسب قوله، مطالباً بزيادة ساعات تشغيل التيار الكهربائي.

 

من جانبه، قال عبد الحميد الصويلح، الرئيس المشارك لشركة كهرباء الشدادي، إن محطة كهرباء الشدادي "يتم تغذيتها من "سد تشرين" ست ساعات يومياً بمعدل /10/ ميغا واط فقط، بينما تتطلب "الطاقة الفعلية لتغطية المدينة وأريافها /32/ ميغا واط في اليوم، موزعة على /11/ خطاً".

 

وأضاف الصويلح أنهم في الوقت الحالي لا يستطيعون تزويد كل خط بالكهرباء "سوى ساعة واحدة باليوم أو ساعتين".

 

نقص الوارد

 

وأشار إلى أن كمية إنتاج العنفات تراجعت في سد تشرين، بسبب "نقص كميات المياه في السد والتي تم قطعها عمداً من قبل الدولة التركية".

 

أما بخصوص محطة توليد الكهرباء التي تم إنشاؤها سابقاً في معمل غاز الشدادي "الجبسة"، فقال الصويلح، "إن ورشات الصيانة لا تزال تعمل بها وتم إنهاء/96/ بالمئة من المشروع"، مشيراً إلى أن المشروع بات في مراحله الأخيرة ، وما أن ينتهي العمل على "دارات تبريد العنفات، ستصبح المحطة قيد الخدمة". على حد قوله.

 

وكان مكتب الطاقة والاتصالات في "إقليم الجزيرة"، قد اتهم تركيا بتعمد تقليل كمية المياه الواردة من نهر الفرات إلى مناطق الإدارة الذاتية، الأمر الذي أدى لنقص في توفر الكهرباء في مناطق الإدارة الذاتية.

 

ونشر المكتب على حسابه في موقع "فيس بوك"، الشهر الماضي، توضيحاً قال فيه إن سبب انخفاض منسوب مياه السدود، هو قيام "الدولة التركية منذ مطلع هذا شهر بتقليل كمية المياه الواردة إلى دون النصف، وهذا ما أدى إلى تغيير اضطراري في برنامج تشغيل عنفات السدود".

 

وقالت آهين سويد، الرئيس المشارك لمكتب الطاقة والاتصالات في "إقليم الجزيرة"، لـ "نورث برس"، إن "تركيا تستطيع حجز مليارات المكعبات من المياه، حيث توجد العشرات من السدود على نهر الفرات قبل دخوله الأراضي السورية، وسعة آخر سد موجود على النهر قبل دخوله  لشمال شرقي سوريا تتجاوز /48/ مليار متر مكعب للمياه في حين لا تتجاوز سعة سد تشرين /1,9/ مليار مكعب".