/500/ إصابة باللشمانيا في ريف حلب الشمالي والأدوية غير كافية

دجلة خليل – ريف حلب الشمالي – نورث برس

 

في منطقة دمرتها الحرب وألقت بآثارها على سكانها، يقيم الكثير من مهجري منطقة عفرين وسكان مدينة تل رفعت وقرى وبلدات أخرى بريف حلب الشمالي في شروط صحية ومعيشية "صعبة للغاية"، وسط مخاوف من تحول المنطقة إلى بؤرة لتفشي مرض اللشمانيا وأمراض أخرى.

 

وتقول منظمة الصحة العالمية إن وباء اللشمانيا ( حبة السنة) غالباً ما يرتبط بالهجرة وانتقال الأشخاص غير الممنعين إلى مناطق تشهد دورات انتقال المرض، كما "يزيد الفقر من احتمالات الإصابة بداء الليشمانيات. وقد يزيد سوء الظروف السكنية والظروف الصحية في المنازل من مواقع تكاثر ذباب الرمل واستراحتها، فضلاً عن إمكانية وصولها إلى البشر".

 

وهذا هو الحال في قرى ومخيمات ريف حلب الشمالي والتي تسكنها عوائل مهجرّة من عفرين، حيث تعجز المنظمات الطبية العاملة هناك في تقديم علاج مناسب لهم.

 

وقالت فريدة إبراهيم (33 عاماً)، من مهجري عفرين القاطنين في قرية تل شعير بريف حلب الشمالي، إن ثلاثة من أطفالها أصيبوا بالمرض، "نقدم لهم حقناً موضعية وعضلية ولكن القرية مليئة بالأنقاض والأتربة. غيرت مسكني ثلاث مرات منذ سنتين لكن تكررت معاناة أطفالي من إصابات جديدة في كل عام".

 

وبحسب إحصاءات رسمية للهلال الأحمر الكردي ومستوصف "فافين" الطبي، سجلت المنطقة خلال العام الماضي 2019 حوالي /2000/ حالة إصابة حتى نهاية شهر آب/ أغسطس، فيما بلغ عدد الإصابات منذ بداية فصل الربيع هذا العام /500/ إصابة.

 

ولا يختلف الحال في مخيمات مهجرّي عفرين، حيث يتركز انتشار المرض في مخيمي "برخدان" و"سردم" وفي مدينة تل رفعت وقرى تل شعير وحلصية وبابنس الواقعة في ريف حلب الشمالي.

 

وقالت سونيا حسن (37 عاماً)، وهي مهجرة تعيش في مخيم سردم، إنها لم تتمكن من نقل ابنتها المصابة إلى مستوصف فافين وإتمام علاجها بسبب فرض الحجر الصحي على المخيم. "لا تتوفر الحقن في المخيم وتزداد حالتها سوءاً".

 

وقدرت منظمة الصحة العالمية، في تقرير نشرته في الثاني من آذار/ مارس الماضي، حدوث ما يقدر من /700/ ألف إلى مليون حالة إصابة جديدة بمرض اللشمانيا حول العالم.

 

وقالت مجدولين زينو، وهي إدارية في منظمة الهلال الأحمر الكردي، إن "الحقن التي تصلنا قليلة ولا تكفي جميع الإصابات، لأن حواجز الأمن التابعة للحكومة السورية تمنع إدخال الأدوية إلى المنطقة، لذا نتأخر في الجرعات المقررة للمريض مما يتسبب بتهيج الحبة من جديد".

 

وأضافت "طالبنا الكثير من المنظمات الصحية الدولية لتقديم المساعدة في مكافحة داء اللشمانيا منذ عامين، ولكن لم نتلقَّ أي استجابة أو مساعدة منها".