استياء أصحاب حصادات في الرقة من تكاليف الصيانة التي وصلت لثلاثة أضعافها
الرقة – أحمد الحسن – نورث برس
يواجه أصحاب الحصادات في الرقة ومناطق شمال شرقي سوريا عقبات كثيرة يواجهونها خلال موسم حصاد هذا العام، تتجلى بارتفاع أسعار قطع التبديل بسبب الصعود المتسارع لأسعار صرف الدولار مقابل الليرة السورية، إلى جانب تقييد حركة العمال والصناعيين في ظل استمرار المخاوف من تفشي فيروس كورونا المستجد في المنطقة.
ويقوم أصحاب الحصادات في شهر آذار/مارس من كل عام، بالتحضير لاستقبال موسم الحصاد الزراعي، من خلال صيانة دورية لحصاداتهم، لكن تلك الأعمال تأخرت هذا العام وسط الحظر وتقييد حركة الأعمال التي أعلنتها الإدارة الذاتية منذ /23/ آذار/ مارس الماضي.
وقال أحمد الجاسم (٣١ عاماً) وهو صاحب حصادة زراعية في "مزرعة تشرين" بريف الرقة الغربي، لـ "نورث برس"، "هذا الموسم كان مختلفاً بكل المقاييس، ارتفاع صرف الدولار الأمر فرض علينا تكاليف باهظة، حيث ارتفعت تكلفة الصيانة عدّة أضعاف مقارنةً بالسنوات الماضية".
وبلغ سعر صرف الدولار الأمريكي /1.430/ ليرة سورية، أي ما يقارب ثلاثة أضعاف سعر الصرف في موسم الحصاد العام الماضي، وهو ما يؤثر مباشرة في أسعار قطع الغيار التي تستورد من الخارج غالباً.
وأثرت قيود الإغلاق وحظر التجوال على عمل المزارعين وأصحاب الآليات الزراعية بشكل مباشر، حيث سمحت الإدارة الذاتية بفتح ورشات الخراطة و صيانة الآليات بالعمل في ساعات محددة، ما دفع الورش الصناعية لاستقبال أكبر عدد ممكن من الحصادات في وقت واحد. وترتب على ذلك إهمال دقة مقاييس الصيانة وجودة العمل، بحسب أصحاب حصادات بريف الرقة.
وأضاف الجاسم "كنا نشتري سابقاً قطع الغيار من منبج والحسكة وكوباني، لكننا هذا العام وبسبب حظر التجوال أُجبِرنا على شراء القطع من أماكن محددة في مدينة الرقة بأضعاف ثمنها الحقيقي، حيث تم استغلال هذه الظروف ورفع الأسعار دون وجود أي رقابة".
وتابع "لا يوجد لدي مصدر دخل آخر سوى هذه الحصادة والتي تعيل أكثر من ست عائلات بالإضافة الى طواقم العمال"، الأمر الذي يجعلهم يبنون آمالاً كبيرة على موسم الحصاد الذي انتظروه طيلة العام ليعينهم على تأمين احتياجات لهم.
ورغم مشقة العمل تحت أشعة الشمس، يعتبر موسم الحصاد من المواسم الرئيسية للكثيرين في شمال شرقي سوريا ويسهم في خلق فرص عمل لكثير من السكان حيث يبلغ عدد الاجمالي للحصادات في عموم المنطقة /3800/ حصادة زراعية، وفقاً لما أفاده الرئيس المشارك لهيئة الاقتصاد والزراعية التابعة للإدارة الذاتية، سلمان بارودو، لـ "نورث برس" في وقت سابق.
وقال أحمد العبيد (٤٥عاماً) وهو نازح من ريف حلب يعمل ميكانيكياً وسائقاً لحصادة في الرقة، إن الفترة الزمنية لموسم الحصاد "قصيرة جداً" وقد لا تتجاوز شهراً واحداً، لذلك فهم يعملون "جاهدين رغم كل الظروف لتجهيز الحصادات على أكمل وجه كي لا تتعطل خلال موسم الحصاد".
أما عزيز شيخ أحمد (٢٦ عاماً) من مدينة كوباني فقد توجه الى "مزرعة تشرين" لصيانة حصادته وتعديلها لكي يحصد بها الحقول المروية لأن "موسم البعل هذا العام دون المستوى المطلوب"، حسب قوله.
ويقول "شيخ أحمد": "في الأعوام الماضية كانت التكلفة لا تتجاوز مليون ليرة سورية ولكن هذا العام قد تجاوزت أضعاف السنوات الماضية، وفي المقابل النسبة التي حددتها الإدارة الذاتية كأجور للحصاد غير منصفة نظراً لارتفاع أسعار القطع وتكاليف للصيانة ".
ومن جانبه، قال ابراهيم القصاب (٤٠ عاماً)، وهو صاحب محل قطع الغيار في "مزرعة تشرين"، إن تكلفة الصيانة العالية تعود إلى أسباب كثيرة منها ارتفاع أسعار صرف الدولار وإغلاق المعابر.
"الوضع مختلف تماماً هذا العام، منذ أكثر من عشر سنوات أزوّد اصحاب الحصادات بقطع الغيار ولكن ارتفعت الأسعار حالياً إلى ثلاثة أضعاف بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار".