/28/ قرية بريف الحسكة بلا كهرباء بسبب القصف التركي والقوات الروسية لم تفِ بوعودها

الحسكة – دلسوز يوسف – نورث برس

 

يعاني سكان عشرات القرى شمال مدينة الحسكة، شمال شرقي سوريا من انقطاع التيار الكهربائي بعد تضرر شبكات التوتر العالي وأكبال الكهرباء جراء القصف التركي المتكرر، في حين لا تستطيع ورش الكهرباء الوصول إلى منطقة الأعطال لوقوعها على خط التماس مع الجيش التركي والفصائل التابعة له، فيما تنتقد مديرية الكهرباء القوات الروسية التي لم تفِ بوعودها للتعاون بهدف صيانة الأضرار.

 

ويعيش سكان /28/ قرية على طول الخط الواصل بين بلدتي تل تمر وزكان بريف الحسكة الشمالي، منذ ستة أشهر بلا كهرباء، وسط دوي القصف المتبادل بين قوات الحكومة السورية والجيش التركي والمخاوف الأمنية في المنطقة.

 

وقالت أنيسة عبي (44 عاماً)، والتي عادت لقريتها باب الخير عقب نزوحها مع وصول الهجمات التركية إلى مشارف قريتها، إنهم يعيشون منذ أشهر بلا كهرباء، "في المساء نعاني من الظلام، ونتدبر أمورنا أحياناً بالاعتماد على بطارية صغيرة".

 

وأضافت أن عدم قدرتهم على تشغيل الآبار مع عدم توفر الكهرباء من ناحية، وعدم استطاعتهم شراء المياه بشكل يومي بسبب عدم توفر إمكانات مادية من ناحية أخرى، زاد أوضاعهم سوءاً، بالإضافة إلى المخاوف التي ينشرها القصف المستمر من قبل القوات التركية وفصائل المعارضة على المنطقة.

 

مصاريف طائلة

 

كما قال ولات أحمد، وهو شاب في العقد الثالث من العمر من سكان قرية باب الخير، لـ"نورث برس"، إن انقطاع الكهرباء منذ وصول القوات التركية والمعارضة إلى مشارف بلدة أبو راسين/ زركان وقصفهم للمنطقة ومحولات الكهرباء، "أدى لمنع تشغيل الآبار السطحية لتأمين المياه، فنضطر لتشغيل المولدات المنزلية، ما يحملنا مصاريف طائلة إضافة إلى تكاليف الحياة المعيشية في ظل هذا الغلاء".

 

وأضاف أنهم يدفعون مبلغ /1000/ ليرة لصهاريج بلدية الشعب في تل تمر مقابل ملء خزان مياه واحد (سعته خمسة براميل، مشيراً إلى أن "بعض العوائل لا يمكنها دفع هذا المبلغ يومياً، خاصة وأننا مقبلون على فصل الصيف ويتم استهلاك المياه بكثرة".

 

وأدى القصف العشوائي المتكرر على أرياف بلدة تل تمر، /40 كم/ شمال مدينة الحسكة، من قبل الجيش التركي والفصائل التابعة له على القرى الآهلة بالسكان، إلى تضرر خطوط الكهرباء نحو /10/ مرات إلى جانب شبكات المياه والمراكز الحيوية بالمنطقة، بحسب مديرية الكهرباء في تل تمر.

 

وعود روسية

 

وتنتقد مديرية الكهرباء في تل تمر القوات الروسية المتواجدة فيها لأنها أخلفت بوعودها في العمل على التوسط لدى القوات التركية للسماح لعمال الصيانة بإصلاح الشبكات المتضررة.

 

وقال فهد سمعيلة، رئيس مديرية الكهرباء في بلدة تل تمر، لـ "نورث برس"، إنهم يسعون للتنسيق مع القوات الروسية التي وعدتهم بالتعاون معهم في صيانة خطوط الكهرباء المتضررة بسبب انقطاع الأكبال وخطوط التوتر العالي جراء قصف الجيش التركي، "لكن دون استجابة وتعاون بشكل جدي".

 

وكان وفد عسكري روسي قد التقى مع وجهاء عشائر عربية وإدارة مجلس بلدة تل تمر، في الـ /12/ من نيسان/ أبريل الفائت، وتعهد بتلبية مطالب سكان المنطقة بخصوص الأمور الخدمية مثل "المياه والكهرباء" التي تشهد انقطاعاً متكرراً بسبب القصف المتكرر من قبل الجيش التركي والفصائل المعارضة المسلحة على المنشآت الحيوية بالمنطقة.

 

وأوضح سمعيلة أن /28/ قرية على طول الخط الواصل بين بلدتي تل تمر وزكان بريف الحسكة، بقيت دون كهرباء منذ ستة أشهر، "هذه القرى آهلة بالسكان ويعانون كثيراً جراء انقطاع التيار الكهربائي، فمعظم هذه القرى تعتمد على الآبار للحصول على المياه، لكن لا يمكنهم تشغيل الغطاسات بسبب عدم توفر الكهرباء".

 

وأضاف "لا نستطيع تصليح الأضرار دون وجود كاسحة ألغام أمامنا، لأنه سبق وأن انفجر لغم بآلية تابعة لنا وأًصيب عدد من العمال على أثرها، إلى جانب إطلاق الجيش التركي الرصاص الحي علينا أثناء ذهابنا للمنطقة".

 

وأدى  انفجار لغم زرعه الجيش التركي والفصائل الموالية له، في الـ /26/ من شباط/ فبراير الماضي بريف بلدة زركان/أبو رأسين إلى إصابة سبعة عمال من مكتب الطاقة التابع للإدارة الذاتية، أثناء محاولتهم صيانة خطٍ للتوتر العالي.

 

وتتوزع الأضرار "الكبيرة" على مسافة //600 م على خط التماس بين قوات الحكومة السورية وفصائل المعارضة المسلحة التابعة لتركيا، بحسب مديرية الكهرباء في بلدة تل تمر.