في ظل الغلاء.. عائلات في ريف حلب الشمالي تلجأ إلى الزراعة المنزلية

حلب – نورث برس

 

دفع ارتفاع أسعار الخضروات بعض سكان قرى ريف حلب الشمالي، مؤخراً، إلى بدء زراعة الخضار في مساحات صغيرة ملحقة بمنازلهم، ما اعتبره البعض تمهيداً لعودة مشاريع صغيرة للزراعات الصيفية والبيوت البلاستيكية في المنطقة.

 

وترى عائلات في هذا التقليد الريفي عوناً لهم في تخفيف حدة الغلاء مع حلول شهر رمضان وفي ظل إجراءات الحظر للوقاية من فيروس كورونا.

 

وقال محمد حسن مرعي، وهو من سكان بلدة تلجبين في ريف حلب الشمالي، لـ "نورث برس"، إنهم كانوا يعتمدون عادة على زراعة البقوليات والحبوب في هذه المساحات الملحقة بالمنزل، أو يتركونها لتربية المواشي، "لكن الظروف الحالية التي نمر بها دفعت العوائل لاستغلال هذه المساحات بزراعة الخضروات، لاسيّما مع ارتفاع أسعارها".

 

وتؤمن زراعة دخل مادياً بسيطاً للأسر التي تتمكن من زرع مساحة أكبر، وذلك من خلال بيع محاصيلها في الأسواق الريفية أو في المدن القريبة.

 

وقال أبو حميد طيجان، وهو مختار بلدة حردتنين بريف حلب الشمالي، لـ "نورث برس"، إن الحرب وما خلفته من دمار تسببت بإيقاف المشاريع الزراعية، وهجّرت الكثير من سكان المنطقة ما أدى لتراجع الزراعة، "لكن ارتفاع أسعار الخضار مؤخراً شكّل حافزاً لمعظم السكان لزراعة مساحات بسيطة ضمن حرم منازلهم، لتوفير مستلزمات العائلة".

 

ويأمل أن يكون للزراعة المنزلية انعكاساً إيجابياً قريباً، من خلال "عودة زراعة الخضروات بشكل مهني وتجاري وضمن البيوت البلاستكية والزراعة المروية، ما سيوفر فرص عمل ودخل لسكان الأرياف، وستلعب دوراً كبيراً في خفض أسعار الخضار في مناطقنا وربما في عموم حلب".

 

ويرى سكان في ريف حلب الشمالي أن الزراعة في أفنية المنازل (الأحواش) هي تقليد ريفي شائع بكثرة في المنطقة وليس وليد ارتفاع الأسعار، فالسكان في ريف حلب كانوا يزرعون أمام منازلهم أصنافاً معينة من الخضار طلباً لغذاء نظيف وآمن وثمار طازجة.

 

وقال المهندس الزراعي زكريا سلطان، وهو من سكان بلدة الزهراء في ريف حلب الشمالي، لـ "نورث برس"، إن فكرة الزراعة في أحواش المنازل وفي المساحات الزراعية الصغيرة "هي تقليد ريفي عريق في مناطقنا، لكنها غابت خلال فترة الحرب".

 

ولفت إلى أنّ هذه الزراعة "بحاجة لتطوير ودعم ليتطور الانتاج والمحصول الزراعي، ولتعود الزراعة مصدراً اقتصادياً هاماً كما كانت".