تراجع تربية الأسماك في سهل الغاب بسبب الحرب

إدلب – نورث برس

 

تراجعت مهنة تربية الأسماك في منطقة سهل الغاب بريف حماة الغربي، خلال الأشهر القليلة الماضية على مراحل عدّة، إلى أن فقدت المنطقة قسم كبيراً من ثروتها السمكية بعد الحملة العسكرية الأخيرة لقوات الحكومة السورية والتي انتهت بسيطرتها على معظم قرى وبلدات سهل الغاب.

 

و يبعد سهل الغاب في ريف حماة الغربي حوالي /50/ كلم عن مركز مدينة حماة، ويعد من أهم المناطق السورية في مجال تربية الأسماك، حيث تمثل الثروة السمكية في هذه المنطقة مصدراً مهماً من المصادر الاقتصادية التي يعتمد عليها أبناء المنطقة، إلّا أنّ عدم توفر غذاء الأسماك والأعلاف من جهة و ظروف الحرب من جهة أخرى، أجبرت العاملين في هذا القطاع على تركه وبالتالي تراجع موسم إنتاج الأسماك، بعد أن كان يصدر حوالي /500/ طن من أجود أنواع أسماك "المشط – الكرب" إلى باقي أنحاء سوريا.

 

وارجع المهندس فواز الرحيل من أبناء سهل الغاب لـ "نورث برس" سبب تراجع تربية الأسماك في المنطقة إلى "سيطرة قوات الحكومة السورية على أكثر من /90/ بالمئة من سهل الغاب منتصف العام الفائت، إضافةً إلى ارتفاع كلفة الإنتاج مقارنة بأسعار المبيع، وعدم وجود أسواق لتصريف الإنتاج، ما يضطر المزارع لتصريف إنتاجه في المناطق التي تسيطر عليها القوات الحكومية.

 

وأضاف الرحيل أنّ ارتفاع كلفة الإنتاج تعود لارتفاع أسعار الأعلاف والمحروقات والأدوية البيطرية التي غالباً، ما تكون غير متوفرة في الأسواق، ويضطر المزارع لاستخدام أدوية الدواجن والأبقار التي عادة ما يكون سعرها مرتفع جداً.

 

وقال أبو خزعل (اسم مستعار) وهو أحد مربي الأسماك في سهل الغاب، لـ "نورث برس": "نواجه صعوبات كثيرة في تربية الأسماك، لا سيّما بعد سيطرة قوات الحكومة السورية على معظم المنطقة، وقرب معظم  المزارع الخاصة بالأسماك من خطوط التماس، إضافة إلى ارتفاع أسعار الأعلاف والوقود وانقطاع التيار الكهربائي، وارتفاع كلفة الصيانة العامة في المزرعة من تجريف الأحواض وصيانة المحركات والمضخات".

 

وتابع أبو خزعل أن ضعف الجدوى الاقتصادية في مشاريع تربية الأسماك، هو أحد العقبات في استمرارها، فانخفاض سعر السمك عند المبيع يجعله لا يصل إلى الحد الذي يغطي تكاليف الإنتاج.

 

وأوضح مهدي الحسين وهو بائع أسماك مهجّر من ريف حماة، لـ "نورث برس" أن أسواق الشمال السوري تفتقر لعدة أنواع من الأسماك بعد سيطرة قوات الحكومة السورية على سهل الغاب، كذلك ارتفاع أسعار المتوافر منها، خاصّة بعد توقف استيرادها من المعابر التجارية.

 

وأشار الحسين إلى أنّ "ارتفاع أسعار الأسماك دفع الكثير من الأهالي للاعتماد على الأنواع المثلجة، والتي يتم استيرادها من تركيا، وتباع بأسعار أقل بكثير من الأسماك السورية، مع علمهم أنّ طعمه مغاير تماماً لطعم الأسماك السورية، والتي تمتاز بطراوة لحمها ورائحتها الشهية".

 

واشتهرت منطقة سهل الغاب في ريف حماه، بكثرة الينابيع والأراضي الزراعية الخصبة ووفرة الإنتاج الزراعي إلى جانب تربية المواشي، إلّا أنّ الازمة السورية والعمليات العسكرية التي تبعتها دفعت قسماً كبيراً من المزارعين ومربي المواشي للنزوح إلى مناطق إدلب.

 

وخلف انتشار التنظيمات المتطرفة كالحزب الإسلامي التركستاني وهيئة تحرير الشام "جبهة النصرة سابقاً" في المنطقة، إضافة إلى العديد من الفصائل المتأثرة بأفكار هذه التنظيمات، تضييقاً على السكان وتفاقماً لمعاناتهم مع إلحاق خسائر اقتصادية وبشرية كبيرة بغالبية المنطقة.

 

ويوفر وجود مثل هذه التنظيمات ذريعة لعودة العمليات العسكرية إلى هذه المناطق في ظل استمرار مطالبة الروس وقوى دولية أخرى من تركيا الفصل بين هذه الفصائل المصنفة على لوائح الإرهاب العالمية، وتلك التابعة لها.