أصحاب الحصادات في كوباني يشتكون قلة مخصصاتهم من المحروقات
كوباني- فتاح عيسى/ فياض محمد – نورث برس
يشتكي بعض أصحاب الحصادات في مدينة كوباني، شمالي سوريا، من عدم كفاية كمية المازوت المخصصة لهم، بسبب وجود آليات أخرى مرافقة للحصادة مثل الجرار والسيارة الخاصة بتأمين طلبات العمال، إضافة لوجود حصادات لم يتم تسجيلها لدى مديرية الزراعة.
وقال محمود حسين حسن (56 عاماً) وهو صاحب حصادة من قرية القنايا بريف كوباني الغربي إن مديرية الزراعة خصصت كمية /300/ ليتر يومياً لحصادتهم من أجل العمل خلال الموسم الزراعي الحالي.
الكمية قليلة
وأوضح حسن أن الكمية المخصصة من مادة المازوت "قليلة نسبياً كون هناك جرار زراعي يعمل إلى جانب الحصادة، ويحتاج أيضاً إلى مادة المازوت"، مطالباً بزيادة /100/ ليتر إضافية، "/400/ ليتر يومياً ستكون كافية لنا".
وكانت مديرية الزراعة في "مقاطعة كوباني" قد خصصت في الـ/4/ من الشهر الجاري كمية تتراوح ما بين /2000-5000/ ليتر من مادة المازوت، وذلك بحسب أنواع الحصادات وقياسها، على أن يتم توزيعها على أصحاب الحصادات المسجلة لديها مرة كل عشرة أيام.
كما خصصت مديرية الزراعة /1500/ ليتر من المازوت في كل دفعة لحصادات التبن، إضافة لتخصيص كمية /1000/ ليتر من المازوت في كل دفعة لحصادات التبن المعلقة بالجرار الزراعي.
وحول إجراءات تسجيل الحصادات وطريقة الحصول على مادة المازوت، قال "حسن" إن الإجراءات تعتبر "جيدة" مقارنة مع العام الفائت، منوهاً أنه سينتقل للعمل في ريف مدينة منبج على أن يعود إلى أراضي "مقاطعة كوباني" في الـ/20/ من شهر أيار/ مايو الجاري، بحسب تعهد وقع عليه في مديرية الزراعة، على أن يغرم في حال التأخر بالعودة.
ولفت حسن إلى أن سبب قرارهم بالذهاب إلى خارج "المقاطعة" للعمل في هذه الفترة هو أن "المحاصيل تكون جاهزة للحصاد في هذه الأوقات بينما يتأخر موعد حصادها في كوباني إلى نهاية شهر أيار/مايو".
ويتخوف حسن من فقدان فرصة حصد مساحات من المحاصيل في حال عودته للمنطقة، وخاصة أنه قام بتجهيز الحصادة بتكاليف بلغت نحو /20/ مليون ليرة سورية، منها ستة ملايين ليرة سورية كمصروف للجرار الزراعي والعمال.
وأشار إلى أنه في حال توفر عمل لحصادته ضمن المنطقة سيفضل البقاء فيها "وخاصة أن الموسم الحالي يعتبر جيداً".
وكانت هيئة الاقتصاد في "إقليم الفرات" أصدرت في 28 نيسان/ أبريل الفائت، تعميماً يمنع بموجبه خروج الحصادات الزراعية من الحدود الإدارية "لإقليم الفرات" إلا بعد موافقة خطية من مديرية الزراعة في "مقاطعتي كوباني وتل أبيض".
وبلغ عدد الحصادات الزراعية في "إقليم الفرات" خلال الموسم الحالي حتى نهاية شهر نيسان/ أبريل الفائت، /719/ حصادة جاهزة للعمل خلال الموسم الزراعي الحالي، بحسب ما أكدته الرئيسة المشاركة لهيئة الاقتصاد في "إقليم الفرات" روجين محمد علي في تصريح سابق لـ "نورث برس".
اللجنة لم تصل
ويشتكي علي فيصل السالم (46 عاماً) صاحب إحدى الحصادات وهو من سكان قرية جب الصفا في ريف بلدة القادرية جنوب بلدة صرين /25/ كم (جنوب كوباني /60/ كم) من أن "اللجنة التي كانت تقوم بإحصاء الحصادات من أجل منحهم مادة المازوت أثناء الموسم الزراعي لم تصل لقريتنا".
ولفت السالم إلى أن موسم الحصاد في منطقتهم قد حان "ولكنهم يعانون من عدم وصول مخصصاتهم من المازوت بسبب عدم تسجيل الحصادة لدى مديرية الزراعة".
وأوضح أن سبب عدم تسجيل حصادته وحصادات أخرى، يعود برأيه إلى "عدم التنسيق بين لجنة الزراعة في القادرية ولجنة إحصاء الآليات والحصادات في كوباني".
تنظيم التوزيع
وأوضح الناطق باسم لجنة الاقتصاد في "مقاطعة كوباني" خليل شيخ مسلم، أن الهدف من تسجيل الحصادات هو "تنظيم توزيعها للعمل في خارج وداخل المقاطعة"، منوهاً إلى أن الأفضلية للحصادات ذات الحجم الكبير في العمل خارج المنطقة.
وأثَّرَ خروج أغلب الحصادات من "مقاطعة كوباني" إلى المناطق الشرقية العام الفائت، سلباً على الموسم الزراعي في ريف كوباني، حيث تسبب تأخر حصاد المحاصيل الزراعية في أغلب قرى "المقاطعة" بخسائر كبيرة نتيجة الحرائق التي اجتاحت عدة مناطق في "إقليم الفرات".
وقال شيخ مسلم إن هناك حصادات ستمنح أذن خروج للعمل خارج المنطقة على أن تعود في مدى أقصاها 20 أيار/ مايو الجاري للعمل في المنطقة، لافتاً إلى أنهم سيأخذون بعين الاعتبار تأخرهم ليوم أو اثنين إذا كان السبب خارج إرادتهم (إذا حدثت مشاكل فنية في الحصادة).
وسيغرم كل مالك حصادة يتأخر بالرجوع إلى "مقاطعة كوباني" بغرامة مالية قدرها /200/ ألف ليرة سورية عن كل يوم تأخير، بحسب قرار مديرية الزراعة ولجنة الاقتصاد.
وبلغ عدد الحصادات المسجلة في "مقاطعة كوباني" حتى الآن /600/ حصادة، حيث سيتم السماح لنحو /300/ حصادة بالخروج للعمل خارج المنطقة دون العودة إليها، فيما باقي الحصادات ستبقى داخل المنطقة.
وبحسب شيخ مسلم فإن الحصادات التي ستعمل داخل المنطقة سيتم تأمين كميات مازوت لها من قبل مديرية المحروقات في كوباني، بينما تحصل تلك التي تعمل خارج المنطقة على الكمية المخصصة لها من المازوت من مديريات المحروقات في المناطق التي تعمل فيها، وسيتم منح الحصادة فقط من /200 إلى300/ ليتر لتصل إلى وجهتها.
وستبدأ مديرية الزراعة بتوزيع كميات المازوت المخصصة على الحصادات عبر التنسيق مع مديرية المحروقات بدءاً من العاشر من شهر أيار/مايو الجاري، بحسب لجنة الاقتصاد في "مقاطعة كوباني".
المازوت المخصص
وأشار شيخ مسلم إلى أنهم سيأخذون بعين الاعتبار حاجة الحصادات إلى المزيد من الكميات "كون جميع الآليات المرافقة للحصادة من سيارات وجرارات ومولدات الكهرباء تعمل على مادة المازوت"، وذلك بعد مراقبة عملها من قبل "كومينات" القرى واللجان الزراعية والاقتصادية فيها.
وفيما يتعلق بالحصادات التي لم يتم تسجيلها حتى الآن، قال شيخ مسلم إن مديرية المواصلات والنقل قامت بتسجيل الحصادات في المنطقة وإرسال البيانات إلى مديرية الزراعة.
وبيَّن أنه سيتم تسجيل الحصادات التي قدم أصحابها شكاوى بسبب التأخر في تسجيلها، "بشكل استثنائي كي تحصل على مادة المازوت خلال الأسبوع القادم".