جامعة كوباني.. الفصل الدراسي الثاني عبر "التعليم عن بعد" وسط صعوبات تقنية

كوباني – فتاح عيسى/ فياض محمد – نورث برس

 

بدأت جامعة كوباني الفصل الدراسي الثاني لهذا العام، الأحد الفائت، عبر استخدام نظام "التعليم عن بعد"، وسط صعوبات جمة أغلبها تقنية يعاني منها طلاب الجامعة.

 

وقررت الإدارة الذاتية لشمال وشرقي سوريا في الـ14 من آذار/ مارس الماضي، تعليق الدوام في كافة المدارس والمعاهد والجامعات حتى إشعار آخر، لمواجهة خطر انتشار فيروس "كورونا".

 

صعوبات

 

وقال مروان أحمد، طالب سنة أولى في كلية العلوم في جامعة كوباني، إنهم يواجهون صعوبات في نظام التعليم الجديد (التعلم من المنزل عبر الانترنت)،  "بسبب ضعف شبكة الانترنت، كما أن حجم البرامج المستخدمة في التعليم لا تتوافق مع جميع أجهزة الموبايل لدى الطلاب، إضافة إلى مشاكل تتعلق بانقطاع التيار الكهربائي".

 

ويفضل أحمد نظام التعليم التقليدي، "حيث كان الطلاب يسألون المحاضر أو المدرس عن أي فكرة أو نقطة لم يستوعبوها ويستفيد منه بقية الطلاب"، مشيراً إلى أن طرح أسئلة على المحاضرين عبر التعليقات يعتبر "تفاعلاً جامداً".

 

التعليم عن بعد

 

وأفادت نائب الرئاسة المشتركة لجامعة كوباني شيرين مسلم "نورث برس" أن نظام "التعليم عن بعد" يعتمد في مرحلته الأولى على استخدام ثلاث برامج تعليمية هي (زوووم، تليغرام، والغرف التعليمية في غوغل ""classroom).

 

ويتم تسجيل الدروس كمقاطع فيديو حيث يشارك الطلاب في منصة "classroom" ويتم إرسال الفيديوهات لهم وفق برنامج محدد من قبل إدارة الجامعة.

 

وأوضحت مسلم أن الجامعة كانت ستستخدم برنامج "زووم" فقط، والذي يشبه إلى حد ما الدروس المباشرة، ولكن الصعوبات المتعلقة بانقطاع الكهرباء ومشاكل الانترنت، "أجبرت إدارة الجامعة على تسجيل مقاطع فيديو خلال إعطاء الدرس وإرساله للطلاب فيما بعد، على أن يتابع المحاضرون دروسهم مع الطلاب عبر برامج التواصل".

 

وتتضمن المرحلة الثانية من التعليم عن بعد، "التقييم" والتي ستكون عبر برنامج "زووم" حيث يستطيع المحاضر فيه معرفة مستوى الطلاب عبر إجراء اختبارات لهم، وتقييمهم خلال مشاركتهم في المحاضرات عبر نظام "التعليم عن بعد"، إضافة لتقديمهم مشاريع متعلقة بدراساتهم.

 

وسيتم تخصيص وقت إضافي من قبل المدرسين والمحاضرين في الجامعة، للإجابة على أسئلة الطلاب واستفساراتهم عبر النظام الجديد.

 

ومدة الفصل الدراسي الثاني تصل لحوالي أربعة أشهر، تبدأ من الثالث من شهر أيار/ مايو الجاري، وتنتهي في الـ29 من شهر آب/ أغسطس المقبل، بحسب نائب الرئاسة المشتركة لجامعة كوباني.

 

وتضم جامعة كوباني عدة كليات، هي كلية الآداب والتي تضم فرع الأدب الكردي، وكلية العلوم التي تضم أقسام (الفيزياء، الكيمياء، الرياضيات، العلوم) إضافة لقسم المخبر الطبي.

 

وفيما يتعلق بالمواد العلمية التي تتطلب إجراء تجارب مخبرية، أوضحت شيرين مسلم، أن المحاضرين سيقومون بإجراء تجاربهم مباشرة أمام الطلاب عبر برنامج "زووم"، إضافة لتسجيل هذه التجارب وإرساله للطلاب الذين لم يستطيعوا المتابعة بسبب انقطاع الكهرباء أو الانترنت.

 

التفاعل

 

من جهته أوضح المحاضر فاضل فاضل في قسم الرياضيات أن الأوضاع الحالية أجبرتهم على إعطاء دروسهم عبر التعليم عن بعد عبر برامج (زوووم، تليغرام، الغرف التعليمية في غوغل ""classroom)، مشيراً إلى أن التفاعل يتم عبر هذه البرامج مع الطلاب بعد إرسال الفيديوهات لهم عبر الإجابة عن استفساراتهم وتساؤلاتهم.

 

وأقر "فاضل" أن التفاعل في التعليم التقليدي أفضل من التعليم عن بعد، لافتاً إلى أنهم يقومون بتجهيز ملفات تعليمية وإرسالها للطلاب ومن ثم تقييمها وإجراء اختبارات لهم عبر هذه البرامج.

 

بدوره قال الإداري في كلية الأدب الكردي ومدرس مادة التاريخ عكيد ناصرو، أن طريقة إعطاء المحاضرة تختلف من درس لآخر، حيث يمكن إعطاء بعض المحاضرات عبر الحوار والمناقشة، فيما تحتاج محاضرات أخرى لاستخدام اللوح التعليمي.

 

ولفت ناصرو إلى أن نظام التعليم عن بعد، يعتبر "جديداً على الطلاب والمحاضرين في آن واحد وسيواجه صعوبات في مراحله الأولى ولكن سيتم حل هذه المشاكل بالتدريج".

 

وأضاف ناصرو أنه "لا يمكن تقييم أسلوب التعليم عن بعد حالياً كونه نظام جديد وهو يحتاج إلى فترة ليتمكن المحاضرون والطلاب من تقييم أسلوب التعليم"، مشيراً إلى أن نجاح التجربة تعتمد على مدى جدية الطلاب في متابعة دروسهم عن بعد وهو أمر يختلف عن المحاضرات التقليدية التي يكون فيه للمحاضر دور كبير في التحكم بجذب انتباه الطلاب لمتابعة المحاضرة.

 

ويبلغ عدد طلاب جامعة كوباني نحو /400/ طالب في السنوات الثلاثة ويشرف عليهم أكثر من /25/ مدرساً ومحاضراً، بحسب إدارة الجامعة.