تضاعف أسعار فاكهة ومنتجات عفرين بأسواق حلب منذ السيطرة التركية

حلب – علي الآغا – نورث برس

 

يشتكي تجّار في مدينة حلب من ارتفاع كبير في أسعار المنتجات الغذائية والأساسية التي تأتي من منطقة عفرين بريف حلب الشمالي منذ سيطرة الجيش التركي والفصائل المعارضة المسلحة التابعة له عليها قبل أكثر من عامين، ما أدى إلى تراجع مبيعاتها داخل الأسواق السورية.

 

وكانت منطقة عفرين تمد أسواق حلب بعشرات المنتجات الأساسية من فاكهة وخضراوات وخاصة الزيتون والرمان، حيث تعد عفرين ثاني مصدر لزيت الزيتون في سوريا بعد إدلب، بالإضافة للعديد من المنتجات كالفستق الحلبي والتين والسفرجل والتفاح والمشمش والكرز والجوز واللوز وأنواع من التوابل.

 

جهد وتكلفة

 

وقال محمد زعرور (46 عاماً)، وهو تاجر زيت الزيتون بسوق باب الفرج، لـ "نورث برس" إن مدينة عفرين كانت مصدرهم الأساسي لتوفير الزيت للزبائن، " ولم يكن تأمين الزيت من عفرين يستلزم أي جهد في السابق لسهولة الحصول عليه حتى من منتجيه المتواجدين داخل مدينة حلب، بينما يصعب إحضاره الآن".

 

وأوضح "زعرور" أن أسعار الزيت ازدادت أضعافاً عما كانت عليه قبل سيطرة تركيا والفصائل التابعة لها على عفرين في آذار/ مارس 2018.

 

"صفيحة الزيت نوع أول كانت تباع بـ /16/ ألف ليرة سورية قبل سيطرة تركيا على عفرين، فيما بلغ سعرها الآن /38/ ألف ل.س".

 

ووفق إحصاء لموقع "عفرين بوست" المحلي في شباط / فبراير 2020، تم الاستيلاء على /140/ معصرة زيتون من أصل /300/ معصرة، بالإضافة إلى نهب أكثر من /70/ ألف طن من زيت الزيتون وبيعه في الأسواق العالمية ومنها (إسبانيا) كمنتج تركي.

 

وذكرت تقارير صحفية لوسائل إعلام دولية، بداية العام 2019، أن "أشجار الزيتون التي يتجاوز عددها في عفرين 18 مليون شجرة تحولت إلى مصدر دخل لفصائل المعارضة السورية ولتركيا منذ احتلالها للمنطقة".

 

وقال حازم عليلي (60 عاماً)، وهو تاجر صابون في سوق "باب جب القبة" إن معامل تصنيع الصابون في مدينة عفرين كانت تؤمن بضاعة ذات جودة عالية وبأسعار جيدة، "ولكن الآن بات الحصول عليه صعب جداً بسبب سرقة المعامل من قبل المسلحين، بالإضافة للأسعار المرتفعة جداً".

 

" كان كيلو الصابون نخب أول يباع بسعر يتراوح بين /1000/ و/1050/ ليرة، فيما يصل سعرها الآن إلى ثلاثة آلاف ليرة".

 

إتاوات

 

ونشرت منظمة حقوق الإنسان بعفرين تقريراً في تشرين الثاني/ نوفمبر 2018، بيّنت فيه أن عدد معامل (البيرين) في منطقة عفرين كانت تبلغ /18/ معملاً، لا يزال يعمل /11/ معملاً منها مع اضطرار أصحابها لدفع (اتاوات) كبيرة للحفاظ عليها، بينما خرجت /7/ معامل من الخدمة بسبب تعرضها للسرقة والسطو المسلح.

 

وفي السياق نفسه، أكد أحد السائقين العاملين بين منطقة عفرين ومدينة حلب، فضّل عدم الكشف عن هويته، أن حاجز لقوات الحكومة السورية تفرض /500/ دولار أمريكي على كل سيارة شحن كبيرة، بينما يدفع السائقون لحاجز الفصائل المسلحة مبلغ /2000/ دولار في كل شهر، وهذا ما يسبب ارتفاع أسعار البضاعة لدى أصحابها.

 

الأسواق

 

وقال محمد التنجي (55 عاماً)، وهو تاجر فاكهة في سوق الهال بالحمدانية، إن سبب ارتفاع أسعار الخضروات والفواكه بمدينة حلب هو خروج مدنية عفرين من قائمة المناطق التي تؤمّن بعض أنواع الفواكه والخضار بعد سيطرة الفصائل عليها، "ووضع يدهم على الإنتاج الزراعي في المنطقة ما أثّر سلباً على اقتصاد مدينة حلب وتجارتها".

 

وأضاف أن " ارتفاع سعر الرمان بنسبة 90 % بعد فقدانه في الأسواق خلال السنتين الماضيتين إثر توقف جلبه من عفرين، بالإضافة إلى نقص وغلاء أنواع أخرى كالتين وورق العنب والمشمش والتفاح، حيث وصل سعر كيلو التفاح مؤخراً إلى /1,300/  ليرة سورية".

 

ومن جهته، قال عضو لجنة ضابطة التموين بمديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك في حلب، خليل عليجي، لـ "نورث برس"، إنهم لم يضبطوا أسعار البضائع التي تأتي من مدينة عفرين لأنها بدون فواتير نظامية، ليبقى تسعير الزيت والصابون بموجب أسعار المعامل التي تعمل في مدينة حلب.

 

وأكد "عليجي" أن بعض التجار يقومون بخلط البضائع التي تأتي من طرق "غير شرعية" مع البضائع النظامية من أجل تفادي المخالفة، وأنهم كمديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك "لم نقم بضبط الوضع بشكل جيد، لكن نتعرض لمشاكل مثل هذه بين الحين والآخر".