انحسار زراعة الشمندر السكري في سهل الغاب

إدلب – نورث برس

 

تراجعت زراعة الشمندر السكري في الآونة الأخيرة في منطقة سهل الغاب الخاضع لسيطرة فصائل المعارضة بريف حماة الغربي، نتيجة الأعمال العسكرية التي شهدتها المنطقة، وفقدان وسائل تأمين المستلزمات وتصريف الإنتاج بعد انقطاع التواصل مع مناطق سيطرة الحكومة السورية.

 

وتشتهر منطقة سهل الغاب بإنتاج الشمندر السكري على مستوى سوريا، نظراً لوفرة المياه فيها وخصوبة تربتها، إلّا أنّ سنوات الحرب انعكست سلباً على زراعة الشمندر السكري بعد سيطرة قوات الحكومة السورية على معظم منطقة سهل الغاب منتصف العام الماضي 2019.

 

وقال إبراهيم اليوسف، وهو مزارع من منطقة سهل الغاب، لـ "نورث برس"، إنّ تكلفة زراعة الشمندر عالية وتتطلب جهداً كبيراً ولفترة طويلة، قياساً بزراعة محاصيل أخرى كالقمح والشعير. كما أنّ مراحل إنتاج الشمندر متعددة ومتعثرة في بعض الأحيان، وأنه ليس بإمكانه تمويل زراعة الشمندر طوال العام ولموسم واحد، إذا لم تحقق له ربحاً يعادل ما يبذله من تكلفة وجهد.

 

وأوضح اليوسف أنّ ارتفاع أسعار الأدوية الزراعية والأسمدة وصعوبة تأمينها، تجبره على الانتقال إلى زراعة أقل تكلفة، كالزراعات التي تتحمل العطش، وبعض أنواع الخضراوات الشتوية التي تعتمد على مياه الأمطار.

 

ويزيد احتياج محصول الشمندر السكري لمياه وفيرة من تكاليفه، ما يحصر زراعته في المزارعين القادرين على تأمين تلك المصاريف.

 

وكان سهل الغاب قد دخل في الاستثمار الزراعي منذ العام 1959، بعد أن كان عبارة عن مجموعة مستنقعات، وتم البدء بتجفيفها في العام 1954، ليتحول بعد ذلك إلى واحدة من أكبر المناطق الإنتاجية الزراعية في سوريا.

 

وقال أحمد العبود، وهو عضو الجمعية الفلاحية في بلدة الأربعين بريف حماة، إن السبب الأساسي لتراجع زراعة وإنتاج الشمندر السكري هو الارتفاع الكبير بأسعار مادة المازوت وأنواع البذار والأسمدة المخصّصة لهذا المحصول.

 

وأضاف "وصل سعر برميل المازوت الواحد إلى أكثر من /150/ ألف ليرة سورية،  وهو ما يعجز المزارع عنه، كما أن محصول الشمندر يحتاج لمياه وفيرة وكثيرة لسقايته".

 

وتعتبر زراعة الشمندر السكري في منطقة سهل الغاب من الزراعات الاستراتيجية في المنطقة، مثل القطن والقمح، حيث يزرع على مرحلتين، خريفية تزرع من 15 تشرين الأول/ أكتوبر إلى 15 كانون الأول/ ديسمبر، ومرحلة أخرى شتوية، زراعتها نادرة جداً، وتُزرع من بداية كانون الثاني/ يناير إلى منتصف شهر شباط/ فبراير.

 

وقال المهندس الزراعي أنس طربوش، إنّ زراعة محصول الشمندر السكري بدأ يتراجع خلال سنوات الحرب في سوريا، " لعدم قدرة المزارع على عملية تسويق هذا المحصول بسبب تواجد معامل السكر داخل المناطق الخاضعة لسيطرة قوات الحكومة السورية، وبالتالي عزوف المزارعين عن هذه الزراعة".

 

وأضاف أنّ فقدان البذور التي كانت تستورد من بلجيكيا ودول أخرى، والتي كانت تستوردها الحكومة السورية سابقاً، هو ما أدى إلى عدم توفر بذور ذات جودة في المناطق الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة، "وإن توفرت فأسعارها مرتفعة جداً، حيث وصل سعر علبة من بذور الشمندر "وحيد الجنين"، في العام الماضي 2019، إلى نحو /22/ ألف ليرة سورية والتي يعجز المزارع عن شرائها".