حلب: تجار في سوق النحاسين الأثري مستاؤون من قلة الدعم الحكومي
حلب – علي الآغا – نورث برس
انتقد تجار وأصحاب محال في سوق النحاسين بمدينة حلب عدم تقديم الجهات الحكومية أي دعم لهم أسوة بأسواق تراثية أخرى في المدينة.
وكان العمل قد عاد إلى السوق من جديد بجهود تجاره، بعد تعرض قسم منه للدمار خلال سنوات الأزمة السورية التي تخللتها الاشتباكات بين فصائل المعارضة المسلّحة وقوات الحكومة السورية في أحياء من المدينة.
ويعتبر سوق النحاسين من أقدم الأسواق في مدينة حلب، حيث يعود تاريخ بنائه إلى العام /1539/، ويضم أكثر من /200/ محل، ويبعد مسافة /800/ متر عن قلعة حلب.
وباشر تجار سوق النحاسين في العام 2018بترميم محلاتهم بجهودهم الخاصة في الوقت الذي كانت منظمة مقربة من الحكومة السورية تقوم بترميم الأسوق الأثرية المتضررة من الحرب السورية والتي تجاور سوق النحاسين.
وقال محمد حسين نمرة، وهو تاجر يعمل في مهنة النحاس بسوق النحّاسين منذ أكثر من /30/ عاماً، لـ "نورث برس"، إنهم عادوا للسوق مع عودة سيطرة الحكومة السورية وقاموا بترميم محلاتهم بأنفسهم، دون مساعدة أي جهة، "مقارنة مع باقي الأسوق كسوق السقطية الذي تمّ منح كل تاجر في السوق مليوني ليرة سورية، مقدمة من المنظّمة التي تقوم بترميم الأسواق الأثرية المتضررة من الحرب".
وأضاف أن " السوق بدأ بالإقلاع من جديد بعد غياب طويل، ما أدى لتراجع الطلب بنسبة 45% في السوق الداخلي، أمّا السوق الخارجي فشهد ازدياداً في الطلب بعد غياب دام ست سنوات".
وكان السوق قد شهد توقفاً للعمليات القتالية في العام 2016، بعد انتقال الاشتباكات من الأحياء الشرقية للمدينة إلى الأحياء الغربية.
وأوضح محمد هبش (70 عاماً)، وهو تاجر في سوق النحاسين أيضاً، لـ "نورث برس"، إنه لم يتمكن من إعادة محله كما كان في السابق، بل قام بترميم أجزاء منه، وذلك "بسبب تدني الظروف المعيشية وعدم تقديم أي مساعدة لنا كحرفيين لنقوم بترميم محلاتنا".
وأشار هبش، الذي يعمل في حرفة النحاسة منذ أكثر من /50/ عاماً، أن قسماً من تجار سوق النحاسين المعروفين موجودون في تركيا ويعملون هناك، ولذلك لم تعد السوق إلى حالها بعد.
وبلغ عدد المحلات التي افتتحت في سوق النحاسين /20/ محلاً من أصل /200/ محل كانوا يعملون في السوق سابقاً، بحسب تجار من السوق.
ودفعت الحرب في سوريا العديد من تجار ومحترفي بعض المهن إلى الهجرة إلى دول أخرى ومزاولة أعمالهم فيها.
وقال رئيس اتحاد الحرفيين في مدينة حلب، بكور فرح، إن منظمة "الآغا خان" ومديرية الآثار و المتاحف لم تقدما الدعم لسوق النحاسين لأنه لم يكن يحتاج إلى عملية ترميم كاملة، كباقي الأسواق الأخرى التي تضررت البنية التحتية فيها بالكامل، "فقررت المنظمة ترميم تلك الأسواق وإعادة أحجارها كما في السابق".
وأضاف لـ "نورث برس" أنهم يقومون الآن بترحيل الأنقاض في سوقي المحمص والنحاسين، وإعادة الكهرباء إلى السوقين بأقصى سرعة من أجل تسهيل عمل التجار والمحال.