نقص عدد سيارات الإطفاء ومستلزمات الحرائق في بلديات كوباني

كوباني – فتاح عيسى/ فياض محمد- نورث برس

 

يتخوف مشرفون ومسؤولون محليون في مدينة كوباني وريفها، شمال شرق حلب، من نقص عدد سيارات الإطفاء التي يمكنها التعامل مع حرائق محتملة خلال الموسم الزراعي الحالي، في ظل مخاوف المزارعين من تكرار ما حدث خلال الموسم الفائت من حرائق التهمت عشرات آلاف الدونمات من محاصيلهم قبيل حصادها.

 

وتحتاج مقاطعة كوباني إلى /15/ سيارة إطفاء لتتمكن من التعامل مع الحرائق التي قد تندلع في المحاصيل الزراعية، بحسب لجنة البلديات في كوباني.

 

"ثلاث سيارات"

 

وقال عمار حاجك (42 عاماً)، من مركز الإطفاء في مدينة كوباني والذي يعمل كرجل إطفاء منذ /17/ عاماً، لـ"نورث برس"، إنهم لا يمتلكون هذا العام سوى ثلاث سيارات إطفاء فقط من أصل خمس سيارات كانت متوفرة العام الماضي، بعد تخصيص إحداها لقسم الصرف الصحي في البلدية وإرسال أخرى إلى الإدارة العامة للبيئة.

 

وأضاف، "نفتقد أيضاً مستلزمات للإسعافات الأولية، وألبسة واقية من الحرائق، بالإضافة إلى عدم وجود أجهزة إطفاء "بودرة" خاصة بالسيارات لإطفاء الحرائق التي تتعرض لها سيارات الإطفاء نفسها أثناء عملها"،  لافتاً إلى أن إحدى حرائق العام الفائت تسببت باحتراق سيارة إطفاء وتعرض معاون السائق لحروق أثناء عمله.

 

وكان فريق الإطفاء في مدينة كوباني قد تمكن، العام الفائت، من إطفاء نحو /400/ حريق في ريف المدينة باستخدام سيارات الإطفاء الخمس وصهاريج تابعة للمؤسسات العسكرية، بحسب مركز الإطفاء في مدينة كوباني.

 

كما لا يمتلك مركز الإطفاء في مدينة كوباني أي أجهزة أوكسجين خاصة برجال الإطفاء، "ليستطيعوا العمل خلال الحريق، حيث تقل نسبة الأوكسجين في الهواء أثناء دخولهم الأراضي الزراعية المحترقة ما يؤدي إلى تعرضهم للإغماء أحياناً"، بحسب حاجك.

 

وأشار عضو مركز الإطفاء في كوباني إلى دور السكان في نجاح عمليات الإطفاء، وناشدهم للمساعدة عند حدوث حرائق في المحاصيل من خلال إفساح المجال لمرور سيارات الإطفاء في الطرق أثناء تشغيل أجهزة الإنذار، حتى يتمكنوا من الوصول إلى الحرائق بأقصى سرعة والسيطرة عليها.

 

 صهاريج غير مجهزة

 

وقالت رحيمة علي، الرئيس المشارك لبلدية "بيندر" في ريف كوباني الغربي، إن نسبة كبيرة من أضرار حرائق المحاصيل في العام الفائت، حدثت "بسبب عدم وجود إطفائيات في البلدية".

 

وأضافت أنهم كانوا يعتمدون في بلدية "بيندر" على صهريج صغير بدون مضخة لإطفاء الحرائق، الأمر الذي كان يجبرهم على الاتصال ببلدية القنايا أو مدينة كوباني لطلب المساعدة، حيث "كانت سيارات الإطفاء تصل إليهم بعد تعرض نسبة كبيرة من المحاصيل للاحتراق".

 

وتتبع بلدية بيندر /62/ قرية، يعتمد أغلب سكانها على زراعة محاصيل القمح والشعير وأشجار الزيتون والفستق.

 

وتطالب علي بإرسال سيارة إطفاء واحدة على الأقل إلى البلدية قبل موعد نضوج المحاصيل، مشيرة إلى أنهم تقدموا مرتين بطلب إلى مجلس البلديات لتأمين إطفائية، لكن "دون رد حتى الآن لا بالإيجاب ولا بالنفي"، على حد قولها.

 

وتؤكد الرئيس المشارك لبلدية "بيندر" أن المخاطر ستكون كبيرة إذا لم يتم تأمين سيارة إطفاء لهم هذا العام، "لأن الصهريج الذي لدينا حجمه صغير وهو لا يكفي للتعامل مع أراضي /62/ قرية، ناهيك عن وجود/24/ قرية بحاجة إلى مياه الشرب يقوم الصهريج بتأمينها".

 

مناهل مياه جديدة

 

وقال الرئيس المشارك لبلدية ناحية شيران (شرق كوباني)، نزار إبراهيم شيخو، إنه كان لديهم سيارة إطفاء واحدة وقديمة، لكن وصلتهم هذا العام إطفائية أخرى تتم صيانتها، مشيراً إلى أن "سيارتين للإطفاء لا تكفيان للمساحة الواسعة من الأراضي في قرى ناحية شيران".

 

وأضاف شيخو أن تدابيرهم الجديدة تقتصر على تجهيز مناهل المياه لتعبئة الصهاريج وسيارات الإطفاء، "حيث تسبب وجود منهل واحد فقط في الريف الشرقي العام الفائت بوقوف سيارات إطفاء وصهاريج في طوابير لتعبئة المياه".

 

وتتبع بلدية شيران /33/ قرية، تم إنشاء أربعة مناهل مياه جديدة في قرى (عليشار، تل حاجب، طاشلوك وخانيك)، إضافة للمنهل السابق الموجود في بلدة شيران، بحسب إبراهيم.

 

وتحتوي "مقاطعة كوباني" على /11/ بلدية، واحدة منها في المدينة واثنتان في الريف الغربي هما بلديتا (بيندر والقنايا)، وثلاث بلديات تتبع بلدة صرين في الريف الجنوبي هي (صرين، القادرية والرمالة)، وخمس أخرى في الريف الشرقي والجنوبي الشرقي وهي بلديات (الجلبية، بلك، تل غزال، طاشلوك وشيران). 

 

من جانبه، قال الرئيس المشارك للجنة البلديات في "مقاطعة كوباني"، حجي أحمد، إنهم قدموا عن طريق هيئة الإدارة المحلية والبيئة في "إقليم الفرات" طلباً إلى الهيئة العامة للبلديات في شمال وشرقي سوريا لتأمين سيارات إطفاء لهم "ولكنهم لم يتلقوا رداً حتى الآن".

 

وأوضح أن عدد سيارات الإطفاء "النظامية" في كافة بلديات "مقاطعة كوباني" هي أربع سيارات فقط، فيما بقية سيارات الإطفاء عبارة عن صهاريج ماء تم تركيب أجهزة ضخ عليها لاستخدامها كسيارة إطفاء.

 

وأضاف أحمد أن لجنة البلديات تعمل "لتأمين أجهزة إطفاء (بودرة) خاصة بالسيارات، بالإضافة للحاجة إلى سترات واقية وأجهزة لاسلكي خاصة برجال الإطفاء".

 

وبلغ إجمالي المساحات الزراعية التي أحرقتها النيران في "مقاطعة كوباني" خلال موسم العام الماضي 2019، /11.396/ دونماً زراعياً، بينها /2.202/ دونم مزروعة بالقمح، و/9.194/ دونماً مزروعة بالشعير، بالإضافة إلى احتراق /17.989/ شجرة أغلبها أشجار زيتون وفستق، بحسب تصريح سابق للجنة الاقتصاد في "المقاطعة".