مصاعب صحية ومعيشية تفاقم معاناة نازحي مخيمات ريفي إدلب واللاذقية

إدلب ـ نورث برس

 

يقف قاطنو مخيمات "الشمال السوري" في ريف إدلب، شمالي سوريا، عاجزين عن معالجة مرضاهم في ظل نقص الرعاية الصحية بسبب غياب المراكز الطبية، واستمرار انتشار الأمراض خاصة بين الأطفال.

 

ومن بين تلك المخيمات مخيم "أهل التح" جنوب مدينة إدلب، الذي يشتكي سكانه من ظروف معيشية واقتصادية سيئة جداً، وسط حاجتهم اليومية للكثير من مقومات الحياة.

 

حالات مرضية

 

وقال عبد السلام أبو يوسف، مدير مخيم "أهل التح"، " لـ "نورث برس"، إنه "يوجد عدة حالات مرضية مزمنة مثل مرض السكري، إضافة لحالات الإصابة بالشلل والإعاقات المتنوعة، كما يوجد أمراض منتشرة بين الأطفال مثل حبة السنة "اللشمانيا"، إضافة لأمراض جلدية أخرى، لذلك فالمعاناة كبيرة جدا حيث لا يوجد أي مركز صحي في المخيم، إضافة لمخاوفنا من تسلل فيروس كورونا كون التجمع كبير".

 

ويؤوي المخيم، بحسب "أبو يوسف" /225/ أسرة نازحة من بلدة "التح" وجميعهم يطالبون بمعونات إغاثية وصحية، خاصةً أن المخيم يعاني من غياب المنظمات التي من المفترض أن تكفله بسلال غذائية شهرية.

 

وفي هذا الصدد قال "أبو يوسف" إن "من أهم الاحتياجات هو السلال الغذائية كون المخيم غير مكفول بسلة شهرية، كما أننا نحتاج أيضا لمادة الخبز ووجبات الطعام الرمضانية، فهذا كله يحتاجه النازحون".

 

ونقل "أبو يوسف" شكاوى قاطني المخيم من شح المساعدات وقال إن "آخر مساعدة إغاثية دخلت للمخيم كانت منذ خمسة أشهر، وفي حال كان هناك توزيع فإن المساعدات لا تغطي كامل الاحتياجات".

 

البطالة

 

ويشتكي سكان المخيم من البطالة وسط ظروف اقتصادية سيئة حيث الجميع عاطل عن العمل، في حين أن مصروف العائلة الشهري يصل إلى حدود /4000/ ليرة سورية بشكل يومي، والأهالي يحتارون كيف يتدبرون أمورهم ومصروفهم الحياتي اليومي، وفق ما ذكر "أبو يوسف".

 

ومن بين المشاكل التي يعانيها قاطنو المخيم هو سوء شبكات الصرف الصحي التي تساهم بانتشار الأمراض، إضافة لسوء الطرقات المؤدية للمخيم والتي تزيد من المعاناة خاصة في فصل الشتاء، حسب "أبو يوسف".

 

غياب النقطة الطبية

 

ولا يقتصر الحال على مخيم "أهل التح" جنوبي إدلب، بل يشمل معظم مخيمات الشمال السوري، ومن بينها مخيم "الإتقان" بريف اللاذقية، الذي يعاني قاطنوه من عدم وجود نقطة طبية تعالج الحالات المرضية المنتشرة في المخيم.

 

وحول ذلك قال مدير المخيم "حسان درويش" لـ "نورث برس"، إن "المرضى يعانون بشكل كبير خاصة وأن أقرب نقطة طبية تبعد عن المخيم حوالي /1/ كم، في حين أن الحالات المرضية الصعبة مثل البتر والشلل أو الضمور الدماغي فيتم نقلهم لمشافي منطقة إدلب".

 

ويقطن المخيم حوالي /400/ عائلة نازحة من جبل الأكراد بريف اللاذقية، يحتاجون لكل شيء، حسب "درويش"، ومن أهم الاحتياجات الإغاثة والأمور المادية.

 

وقال "درويش"، إن مصروف العائلة يتراوح ما بين /8/ و/10/ آلاف ليرة سورية بشكل يومي، و"أغلب الأهالي يعيشون على الديون، فهم يضطرون للاستدانة من البقاليات القريبة من المخيم".

 

وأشار إلى أن "الديون تراكمت عليهم، لذلك فالناس وضعها سيء جداً من الديون والفقر".

 

وفيما يتعلق بموضوع المعونات الإغاثية قال "درويش" إن "إحدى المنظمات وزعت قبل أيام معونات إغاثية تكفي النازحين لعشرة أيام فقط"، مضيفا أن "عدداً كبيراً من الأسر تترقب توزيع الإغاثة عليها بشكل شهري من أجل بيعها وتدبر أمور حياتهم اليومية".

 

ومع وجود عشرات الآلاف من النازحين والمهجرين على الحدود السورية التركية أو في مخيمات عشوائية بالقرب منها، يبقى غياب المنظمات الإغاثية وخاصة التركية هو العنوان العريض لحجم المأساة التي يمر بها النازحون الذين يشتكون في الوقت ذاته من المحسوبيات خاصة عند توزيع المساعدات الإغاثية -إن توفرت- لمخيمات على حساب مخيمات أخرى ربما تكون متضررة بشكل أكبر.