ريف حلب الغربي.. خدمات معدومة ووعود طويلة الأمد

حلب – نورث برس

 

لا تزال معظم قرى وبلدات ريف حلب الغربي تفتقد إلى الخدمات وشروط الحياة الأساسية، رغم مرور أكثر من ثلاثة أشهر على بسط الحكومة السورية سيطرتها على المنطقة، بعد اشتباكات عنيفة مع فصائل المعارضة المسلّحة في بداية العام الجاري 2020، وفتح الطرقات بين مدينة حلب وريفها الغربي.

 

وتخيم آثار الحرب، حتى الآن، على مجمل المنطقة التي لم يرجع إليها سوى القليل من العائلات التي كانت تقطن في مدينة حلب.

 

وقال أبو عماد السحاري، من سكان قرية أورم الكبرى في الريف الغربي لحلب، لـ "نورث برس"، إنه ترك منزله منذ بداية عام  2013 خوفاً من تهديدات فصائل المعارضة المسلّحة التي سيطرت على بلدته ومجمل المنطقة، "اضطررت للمغادرة إلى حلب لأنني موظف متقاعد في شركة الإسمنت".

 

وأضاف أنه يحاول بعد كل هذه السنوات أن يرمم بيته في أورم الكبرى كي يصبح صالحاً للسكن، ولكن "لا خدمات حكومية، ولا مراكز خدمية باستثناء مركز صحي بخدمات فقيرة، ولا ماء أو كهرباء، والبلدة لا تزال خاوية لم يعد معظم أهلها للسكن فيها، فهناك من يأتي بشكل دوري لتفقد ممتلكاته فقط".

 

ويبقى الريف الغربي لحلب، كغيره من الأرياف التي تنتظر خطوات جدية من الحكومة السورية بعد سيطرتها، إلا أن تنفيذ الوعود لن يكون قريباً بحسب تقدير سكان من المنطقة. 

 

أما عبد الحميد أبو زياد (اسم مستعار)، وهو أحد سكان بلدة بابيص في الريف الغربي لحلب، فقال ما إن تمّ فتح الطريق لبلدته حتى عاد للسكن فيها، رغم عدم توفر خدمات كافية.

 

"تشهد البلدة حركة مقبولة وعودة لبعض الأهالي، والحكومة وعدتنا بإيصال الكهرباء والمياه وإعادة المدارس والمؤسسات الخدمية، لكننا نعلم أنّ هذه الوعود صعبة المنال وربما يتطلب تنفيذها مدة زمنية طويلة".

 

ورغم اشتهارها بالزراعة وبأراضيها الخصبة، إلا أن عدم توفر الخدمات الأساسية في قرى وبلدات ريف حلب الغربي يمنع سكانها من العودة إلى منطقتهم.

 

وقال ياسين نحاس، وهو من سكان مدينة حلب ويملك مزرعة في منطقة "خان العسل"، لـ"نورث برس"، إنه يقصد مزرعته التي تعرضت لدمار كبير وسرقت معظم محتوياتها، لكي يعيد بناءها، "لكن المنطقة لا تزال غير مأهولة".

 

وأضاف أنّه لابدّ من إجراءات حكومية "تعيد الحياة لهذا الريف الحيوي الذي يعتبر بوابة حلب الغربية، وفيه أعداد كبيرة من المزارع والمعامل التي إذا ما تم تأهيلها إلى جانب زراعة الأراضي واستثمارها، ستعود بالنفع على الاقتصاد، وسيزيد الاستقرار.

 

وأوضحت نورهان رشيد، وهي عضو في مجلس محافظة حلب، لـ "نورث برس" أنّ محافظة حلب وضعت خططاً لتأهيل الريف الغربي وإعادته للحياة الطبيعية، لكن أزمة كورونا وما تبعها من فرض حظر للتجول أخّرا هذه الخطط.

 

"الخطوات الأولى ستكون بتأهيل المدارس والمراكز الصحية والمجالس البلدية، ومن ثم سيتم إيصال الكهرباء والماء وباقي الخدمات".