سكان من مدينة هجين يضطرون لشراء احتياجاتهم من المازوت من السوق السوداء
هجين – جيندار عبدالقادر – نورث برس
يشتكي سكان مدينة هجين، شرق دير الزور، بعد عام ونصف من عودتهم إلى مدينتهم، من قلة مخصصات المحروقات الخاصة بالآليات، ما يجبرهم على اللجوء إلى السوق السوداء لتأمين احتياجاتهم من المحروقات وخاصة مادة المازوت.
وكان عدد سكان هجين يبلغ نحو /100/ ألف نسمة، بناءً على إحصائيات سابقة للحكومة السورية، وتم طرد تنظيم "الدولة الاسلامية" أواخر عام 2018 ليعود إليها سكانها مطلع العام 2019 بعد سيطرة قوات سوريا الديمقراطية على المدينة وتنظيفها من مخلفات الحرب والألغام والدمار الذي لحق بالطرق الحيوية والرئيسية في المدينة.
وانتقد ثابت الحماد (52عاماً)، من سكان هجين، عمل لجان المحروقات في المدينة وقلة الكميات الواصلة إلى المدينة، وأشار إلى أن خزاناً واحداً (صهريج بسعة تقريبية 40 الف لتر) يرسل للمدينة خلال مدة تتراوح بين /30/ إلى /60/ يوماً، على حد قوله.
وأضاف "كمية المحروقات الممنوحة للسيارات تختلف بحسب أحجامها، حيث أن الصغيرة تمنح لها كمية تقدر بنحو /25/ لتراً، و/35/ لتراً للسيارات المتوسطة، ونحو /45/ لتراً للشاحنات والجرارات الزراعية والآليات الكبيرة، لكن هذه الكمية تنتهي خلال يومين أو ثلاثة، وبالتالي يضطر الأهالي لشرائها من السوق السوداء بأسعار غالية".
ولفت الحماد إلى أن سعر اللتر الواحد من المازوت في السوق السوداء يبلغ /200/ ليرة سورية على الأقل، لكنها تتوفر بشكل دائم، وأن هذا الأمر يزيد من تكاليف المعيشة وأعباء الأمور الحياتية الأخرى، بحسب قوله.
وبعد نحو عام ونصف على عودة السكان إلى مدينتهم، لا يختلف الحال كثيراً بالنسبة لكميات المحروقات المخصصة لمولدات جر المياه من الفرات إلى الأراضي الزراعية والجمعيات الفلاحية ومولدات الاشتراك (الأمبير)، إذ أنها أفضل بقليل من مخصصات الآليات والسيارات والشاحنات، بحسب سكان من مدينة هجين.
وينتقد السكان عمل مجلس دير الزور المدني والجهات الإدارية التابعة له على وجه الخصوص، من ناحية عدم توفير كمية المحروقات المخصصة للمدينة، لافتين إلى أن مناطقهم تعاني من نقص حاد في توفر مشتقات النفط رغم أنها تُنتجه.
وقال قاسم عبدالحميد (36 عاماً)، وهو صاحب "محطة الشعب" للوقود في هجين، إن الكميات التي يتم تسليمها للمحطة (الكميات المخصصة للتوزيع على الآليات بمختلف أحجامها وأنواعها) تنتهي خلال أيام.
وأضاف أنه يتم تخصيص كمية تتراوح بين /35/ و/40/ ألف لتر من المازوت للآليات بمدة تتراوح بين شهر إلى شهر ونصف، وهذه الكمية يتم توزيعها على السكان بمبلغ /75/ ليرة للتر الواحد.
"هذه الكمية تنتهي خلال عدة أيام، وبالتالي يضطر السائقون لشراء المازوت من السوق السوداء والمحطات الصغيرة غير المرخصة بأسعار تصل لـ /200/ ليرة للتر الواحد".
من جانبه، قال هتيمي اللوحة، الرئيس المشارك لبلدية الشعب في مدينة هجين، لـ"نورث برس"، إن توفير المحروقات هي مطلب أساسي للمواطنين، وأنهم طالبوا مجلس دير الزور المدني بضرورة زيادة الكميات المخصصة لهم، "لكن الاستجابة لمطالبهم بطيئة جداً"، حسب تعبيره.
كما انتقد الرئيس المشارك لبلدية هجين سوء نوعية المحروقات المقدمة بشكل عام، مشيراً إلى أنه في حال لم تتمكن لجنة المحروقات في مجلس دير الزور المدني من تأمين كميات كافية للمدينة، "فإن بلدية الشعب على استعداد لإنشاء حراقات بدائية لتأمين المازوت للسكان، وخاصة أن آبار النفط لا تبعد سوى /25/ كم عن هجين"، بحسب قوله.
في حين برر الدكتور غسان اليوسف، الرئيس المشارك لمجلس دير الزور المدني، في حديث لـ"نورث برس"، نقص مادة المازوت بأن "البنية التحتية في مناطق شرق الفرات بدير الزور كانت مدمرة بشكل شبه كامل مع انتهاء المعارك، وتحتاج للكثير من العمل في هذا المجال، وتتجه الأمور نحو الأفضل لكنها تحتاج إلى المزيد من الوقت"، بحسب قوله.