برقيات للتهنئة بعيدهم.. وعمال في القامشلي على رأس عملهم
القامشلي – زانا العلي – نورث برس
ينهمك بلال حسو، وهو عامل في مجال البناء، في قص القضبان الحديدية أمام بناء قيد الإنشاء في حي ميسلون بمدينة القامشلي، شمال شرقي سوريا، في حين يهتم عمال آخرون حوله كل بعمله بعد انقطاع لأكثر من شهر بسبب حظر التجول، بينما ينشغل مسؤولون وسياسيون بإصدار بيانات تهنئة بمناسبة عيد العمال في الأول من أيار/ مايو.
ولا يهتم العامل الأربعيني كثيراً بتاريخ اليوم ولا ببرقيات التهنئة على مواقع التواصل الاجتماعي، بقدر تركيزه على عمله لتأمين قوت عائلته اليومي.
رسائل تهنئة
ونشرت الإدارة الذاتية لشمال وشرقي سوريا، بالإضافة إلى أحزاب يسارية وشيوعية خصوصاً، رسائل تهنئة بالمناسبة حيَّت فيها العمال، وعبرت عن آمالها في أن تكون الفرص في سوريا "الديمقراطية الجديدة" متكافئة على أسس العدالة والمساواة، وأن يتم "ضمان دور العمال والكادحين في تقدم المجتمع".
وقال حسو، الذي يعيش مع زوجته وأولاده الستة، بالإضافة إلى والديه، في منزل آجار بحي جودي/ قناة السويس في الجهة الشرقية للمدينة, إن "الأيدي العاملة في هذه المنطقة ميتة" في إشارة إلى سوء أوضاع العمال المعيشية.
وأضاف أن أجرته اليومية تقدر بخمسة آلاف ليرة سورية (أقل من خمسة دولارات أمريكية)، "لا تكفي معيشة أفراد عائلتي".
وزادت أزمة "كورونا" التي يعاني منها العالم بشكل عام من معاناة العمال ومن بينهم السوريون. حيث قال حسو "بقيت في منزلي لأكثر من شهر والمصاريف تزيد، فمن أين سيأكل العامل إذا لم يعمل".
وأردف "بدأت بالعمل منذ أسبوع فقط، لأنني لم أستطع مقاومة قساوة الحياة وظروف الحظر".
ولفت حسو إلى عدم تلقيه مساعدات غذائية من أي منظمة ولا من الإدارة الذاتية التي قامت بتوزيع سلال غذائية على بعض العائلات.
وكان المجلس التنفيذي لشمال وشرقي سوريا، قد أصدر في نهاية شهر آذار/ مارس الماضي، قراراً يقضي بتوزيع سلال غذائية على العائلات "المحتاجة" في المنطقة، في فترة حظر التجول المفروض لتفادي انتشار "كورونا".
العمل في يوم العيد
ويبدو عمر الزركان، وهو عامل أربعيني يعمل لدى لجنة الطاقة والاتصالات التابعة للإدارة الذاتية لشمال وشرقي سوريا في "إقليم الجزيرة"، مقتنعاً بالعمل في يوم عيده، إذ قال وهو يقف جانب رافعة الطوارئ الخاصة بصيانة خطوط الكهرباء إن "مصلحة الناس أهم من العطلة والاحتفال بعيد العمال".
ويضيف الزركان، إنه يعيش مع زوجته وأولاده الثمانية في منزل بحارة طي في مدينة القامشلي, ويعمل اليوم "كعامل مناوب في يوم العطلة الرسمية".
ويستلم الزركان راتباً شهرياً من الإدارة الذاتية قدره /85/ ألف ليرة سورية (ما يعادل 80 دولاراً أمريكياً)، ويشير إلى أن لجنة الطاقة والاتصالات في "إقليم الجزيرة" منحوهم "هدايا رمزية" بمناسبة الأول من أيار.
عجز الدخل
ويعمل محمود بشير الحسين، في يوم عيده في مجال البناء أيضاً في القامشلي، بعد أن نزح من مدينة دير الزور شرقي سوريا نتيجة المعارك التي دارت بين قوات سوريا الديمقراطية من جهة وتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) من جهة أخرى خلال الأعوام الماضية.
وقال الحسين، الذي تظهر عليه ملامح الاستحياء من الوقوف أمام الكاميرا، "أعمل بأجر يومي يتراوح بين أربعة وخمسة آلاف ليرة سورية، ومصروف عائلتي اليومي يقدر بحوالي ستة آلاف ليرة سورية".
"عملي ما بيكفّي مصروف البيت، لهيك أنا مضطر أتديّن من الدكان (..) المعيشة على الله".
ويقيم الحسين مع زوجته وأولاده الأربعة في منزل يدفع /10/ آلاف ليرة سورية كإيجار شهري له.
ويوجد في "إقليم الجزيرة" /12.500/ عامل حاصلين على بطاقة تعريف من منسقية اتحاد الكادحين في شمال وشرقي سوريا. بحسب الرئاسة المشتركة للاتحاد.
وقال شيرو محمد شرو، الرئيس المشارك لاتحاد الكادحين، في تصريح لـ"نورث برس"، إن الإدارة الذاتية لم تحدد بعد الراتب الخاص بذوي الخبرة ممن يعملون في مؤسساتها، في حين تساعدهم البطاقة التعريفية على العمل لفترات كموظفين في منظمات محلية أو دولية عاملة في المنطقة بناء على طلب وحاجة تلك المنظمات.