عائلات في منبج تستغني عن المشروبات والمعجنات الرمضانية هذا العام

منبج- صدام الحسن – نورث برس

 

رغم استثناء محالها، تناقصت حركة بيع المعجنات والمشروبات الرمضانية هذا العام في مدينة منبج، شمال شرق حلب، متأثرة بعوامل تتعلق بالأوضاع المعيشية وتبدلات الطقس هذا العام، ما جعل بعض السكان يصف المعجنات والمشروبات الرمضانية بالكماليات التي يمكن الاستغناء عنها.

 

وقال محمد تلجبيني (45 عاماً)، وهو صاحب محل معجنات في مدينة منبج، إن إقبال السكان على المعجنات والمشروبات الرمضانية بقي نسبياً هذا العام على الرغم من مخاطر تفشي فيروس "كورونا" والحظر المفروض في المدينة، مشيراً إلى دور استجابة الإدارة لمطلبهم بفتح محال الحلويات والمعجنات قبيل شهر رمضان المبارك.

 

وأضاف، لـ "نورث برس"، أنه رغم الارتفاع النسبي للأسعار إلا أنها لم تزد عن مستوى ارتفاع المواد الأساسية لصناعة المعجنات كالطحين والخميرة والسكر، "حالياً نبيع قرص المعروك بـ\800\ ليرة سورية بينما كان سعره في العام الماضي \500\ ليرة".

 

وكانت الإدارة الذاتية لشمال وشرقي سوريا قد فرضت بدءاً من 23 آذار/ مارس الماضي، حظراً للتجول في مناطقها، شمل كافة المحلات التجارية من بينها محال الحلويات والمعجنات، لتسمح بعد تمديد حظر التجول للمرة الثانية في الـ21 من نيسان/ أبريل الماضي بفتح محالات الحلويات والذي تزامن مع اقتراب حلول شهر رمضان.

 

بينما مددت الإدارة الذاتية لشمال وشرقي سوريا فترة حظر التجول للمرة الثالثة في الـ30 من شهر نيسان/ أبريل الماضي لعشرة أيام على أن يبدأ من الساعة الثالثة عصراً وحتى السادسة صباحاً من اليوم التالي، وتفتح خلال هذه الفترة كافة المحلات والمهن والأسواق، باستثناء المقاهي، المطاعم، الكافيتريات، دور العبادة والمدارس والجامعات، حيث تبقى مغلقة طيلة فترة الحظر.

 

لكن نضال مسرور ( 35 عاماً)، وهو صاحب بسطة مشروبات سوس وتمر هندي في مدينة منبج، رأى أن الإقبال على المشروبات الرمضانية هذا العام قليل مقارنة بالأعوام السابقة، "ويعود السبب حسب وجهة نظري إلى ارتفاع الأسعار نوعا ما، بالإضافة لتقلبات الطقس، الأمر الذي جعل الكثيرين يعزفون عن شراء المشروبات".

 

ويؤثر ارتفاع درجات الحرارة عادة على حركة بيع المشروبات الرمضانية الباردة إلا أن الحرارة أدنى من معدلاتها بنحو/2-4/ درجات مئوية لمثل هذه الفترة من السنة، حيث يكون الجو غائماً جزئياً بشكل عام مع بقاء فرصة لهطل زخات متفرقة من المطر خاصة في المنطقة الشمالية الغربية والجزيرة، بحسب ما ذكرته المديرية العامة للأرصاد الجوية السورية اليوم السبت.

 

وأضاف مسرور أنه اضطر هذا العام إلى استبدال المحل بالبسطة، "بسبب الآجار الغالي، مضطرون للعمل لتأمين لقمة العيش نعمل من الفجر للغروب لنؤمن مصاريف طعامنا في النهاية".

 

كما أن أسعار المشروبات الرمضانية ارتفعت هذا العام للضعف تقريباً، فيبلغ ثمن اللتر الواحد من السوس أو التمر الهندي في مدينة منبج \300\ ليرة سورية بينما كان يباع في العام الماضي بـ \150\ ليرة، بحسب بائعي مشروبات رمضانية في منبج.

 

وقال فؤاد عابدين (29 عاماً)، من سكان مدينة منبج ومعيل لعائلة تضم ستة أشخاص، إن غاية أي أسرة هذا العام هو تأمين وجبة الإفطار الأساسية، "وبالإمكان الاستغناء عن المشروبات أو المعجنات التي تعتبر من الكماليات بالنسبة لمعظم الأسر"، على حد قوله.

 

وأضاف أنه يعمل كعامل بأجرة يومية لا تتجاوز ثلاثة آلاف ليرة، وإذا اشترى المشروبات والمعجنات في رمضان، فإنه لن يتمكن من تأمين وجبتي الإفطار والسحور لأفراد عائلته.

 

"تبلغ تكلفة مائدة الإفطار لأسرة متوسطة العدد هذا العام حوالي خمسة آلاف ليرة سورية وسطياً، حتى لو كانت الوجبات عادية ولا تحتوي على أطعمة دسمة، ويظهر عجز كبير عند المقارنة بين يوميتي وتكاليف الطعام".