ذوو احتياجات خاصة من الرقة يتابعون التعلم عن بعد رغم المصاعب
الرقة- مصطفى الخليل- نورث برس
يقوم حامد عدنان الفتيح (35عاماً) النازح من مدينة دير الزور والذي يقطن بمنزل للآجار في حي السخاني وسط مدينة الرقة، على متابعة وضع ابنة أخيه آيات الفتيح (10سنوات)، بعد وصول الفيديوهات التعليمية عبر تطبيق "الواتس آب" على هاتفه من قبل مدربة الإعاقة السمعية في مركز "صناع المستقبل" في الرقة.
وكانت الطفلة آيات، التي تعاني من مشكلة في حاسة السمع منذ ولادتها، تتابع تعليمها في قسم الإعاقة السمعية في مركز "صناع المستقبل" حتى تعليق الدوام في المركز في /23/ آذار/ مارس الماضي حين فرض قرار حظر التجول من قبل الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا.
وتُقدر أسرة الطفلة آيات الفتيح، تطورها واستجابتها التعليمية والمعرفية بنسبة /30/ بالمئة، حسب عمها حامد، الذي يتمنى أن يستمر مركز "الطفولة الآمنة" في الرقة بعمله، لرعاية ذوي الاحتياجات الخاصة في الرقة.
ولجأ المعلمون في مركز "الطفولة الآمنة" التابع لمنظمة صناع المستقبل(منظمة غير حكومية) في الرقة، الخاص بذوي الاحتياجات الخاصة، بالتزامن مع حظر التجول إلى القيام بتسجيل دروس من خلال كاميرات هواتفهم المحمولة، ليتم إرسالها عبر تطبيق "الواتس آب"، إلى أهالي الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة.
الطريقة الجديدة في إعطاء الدروس، تسببت بصعوبات للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة والذين يحتاجون في الظروف العادية إلى اهتمام ورعاية خاصة، رغم أنها توفر متابعة دروس وتدريبات الأطفال تحت إشراف مباشر من قبل عائلة كل طفل داخل منزله.
وقال وسام العلي، مدرب الدعم النفسي والاجتماعي ومسؤول الحماية في مركز "الطفولة الآمنة"، لـ"نورث برس"، إن هناك سلبيات عديدة لطريقة التعليم عن بعد وإرسال الفيديوهات التعليمية عبر تطبيق "الواتس آب" لأهالي الأطفال، وذلك بسبب الظروف المعيشية لأسرهم، وانقطاع خدمة الإنترنت والتيار الكهربائي في أحيان كثيرة، و أحياناً عدم تواجد الهاتف الذي يتم إرسال الفيديوهات التعليمية من خلاله.
وأضاف: "لا توجد ساعة محددة من قبل معلمي المركز، ولا حتى من قبل أهالي الأطفال لإرسال الردود والمناقشات".
وكان مركز "الطفولة الآمنة" الواقع في حي المشلب شرق مدينة الرقة قد افتتح من قبل فريق منظمة "صناع المستقبل" في الـ/14/ من شهر تموز/ يوليو من عام 2018، وكان يضم في البداية عدداً من الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، بالإضافة لأطفال آخرين.
لكن المركز تخصص منذ مطلع تموز/ يوليو 2019 بتعليم الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة فقط، والبالغ تعدادهم في المركز /90/ طفلاً، مقسمين إلى ثلاثة أقسام حسب نوع الإعاقة، حركية أو سمعية أو بصرية.
من جانبه، أوضح أحمد الموسى، مدير مركز "الطفولة الآمنة" في الرقة، لـ"نورث برس"، أنهم كانوا أمام خيارين بعد حظر التجول، إما أن يتابع الأطفال دروسهم ضمن المركز، وهذا غير ممكن في ظل حظر التجول(حسب تعبيره)، أو أن يبقى الأطفال في منازلهم، فيتحملون بعض الضغوطات النفسية وعدم الاستجابة الكافية لطريقة التعليم عن بعد، بالإضافة إلى عدم وصول الدروس لهم بشكل جيد.
وأضاف الموسى أن التعليم عن بعد عن طريق إرسال الفيديوهات لم يتمكن من الوصول إلى جميع الأطفال المسجلين في المركز بسبب "عدم استجابة الأهل لهذه الفكرة وضعف شبكة الإنترنت، كما أنها أقل جدوى من طريقة التعليم العادية قبل فرض حظر التجول".
وكان دوام الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة في مركز "الطفولة الآمنة" قبل فرض حظر التجول يبدأ من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الساعة /12/ ظهراً، وكان الأطفال يصلون إلى المركز ويعودون إلى منازلهم بعد انتهاء الدوام عن طريق سيارات تابعة للمركز.