بسبب ضغوط دولية.. الصحة العالمية تلغي طلباً بفتح معبر مع شمال شرقي سوريا

نورث برس

 

طالبت منظمات الإغاثة العاملة مع الأمم المتحدة، مجلس الأمن بالسماح بشكل عاجل باستخدام معبر تل كوجر/اليعربية، على الحدود العراقية السورية مجدداً لتسليم الإمدادات للمساعدة في مكافحة "كورونا" في مناطق شمال شرقي سوريا، بحسب مسودة مذكرة لمنظمة الصحة العالمية اطلع عليها أعضاء مجلس الأمن، لتعاود المنظمة حذف الطلب في نسخة محدثة.

 

وكان مايك مولوري، مساعد وزير الدفاع السابق للشرق الأوسط، وخلال مؤتمر افتراضي عقده معهد "الشرق الأوسط" في واشنطن وحضرته "نورث برس" الثلاثاء الماضي، كشف عن أن بعثات من الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات غير الربحية، ستصل قريباً لإغاثة شمال وشرقي سوريا للمساعدة في أي تبعات محتملة لوباء "كورونا"، على أن تتولى القوات الأمريكية مهمة حمايتها.

 

وخلال اجتماع لمجلس الأمن بشأن الوضع الإنساني في سوريا، أمس الأربعاء، دعا عدد من الأعضاء المجلس إلى المساعدة في تعزيز عمليات نقل المساعدات عبر الحدود إلى سوريا.

 

وقالت مسودة مذكرة لمنظمة الصحة العالمية اطلع عليها أعضاء مجلس الأمن الدولي، إن منظمات الإغاثة العاملة مع الأمم المتحدة يقترحون "إعادة فتح معبر اليعربية على وجه الاستعجال. سيكون لهذا تأثير كبير على التعامل مع مرض كوفيد-19 في شمال شرقي سوريا"، بحسب ما ذكرت "رويترز".

 

لكن الصحة العالمية حذفت الثلاثاء الفائت في نسخة محدثة من مذكرة المناشدة المباشرة بإعادة فتح معبر تل كوجر/اليعربية بعد نحو أربعة أشهر من توقف استخدامه في عمليات الأمم المتحدة بسبب معارضة روسيا والصين.

 

وقالت المسودة المحدثة إن "هناك حاجة إلى خيارات جديدة" لإحلال المساعدات التي كان يتم تسليمها عبر العراق، مضيفة أنه لا يمكن توسيع عمليات الشحن عبر خطوط الصراع في البلاد بما يكفي لتلبية الاحتياجات في شمال شرقي سوريا.

 

ولم ترد منظمة الصحة العالمية حتى الآن على طلب للتعليق.

 

وفي وقت سابق من هذا الشهر، أوقف الرئيس الأمريكي دونالد ترمب التمويل الأمريكي لمنظمة الصحة العالمية، متهماً المنظمة بالتركيز أكثر من اللازم على الصين، وهو ما تنفيه المنظمة.

 

وقال مدير شؤون الأمم المتحدة في منظمة "هيومن رايتس ووتش"، لويس شاربونو، بخصوص التغييرات التي أدخلت على المذكرة "يجب أن تقف منظمة الصحة العالمية ثابتة ولا ترضخ للضغوط من القوى الكبرى. الأمر يتعلق بإنقاذ الأرواح، وليس تجنب الانتقادات".

 

وأضاف شاربونو، "ينبغي لمجلس الأمن على الفور أن يجدد التفويض باستخدام معبر اليعربية".

 

وقالت كيلي كرافت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، إنه ينبغي بحث كل الخيارات بما في ذلك استخدام معبر اليعربية.

 

إلا أن سفير روسيا لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا قال، "نحث زملاءنا بقوة على ألا يضيعوا وقتهم في البحث عن سبيل للدفاع، بشكل صريح أو ضمني، عن العودة إلى استخدام اليعربية".

 

وكان مجلس الأمن قد أجاز سنوياً تسليم المساعدات من خلال المعبر العراقي على مدى السنوات الست الماضية، لكنه توقف عن إصدار الموافقة في كانون الثاني/ يناير الماضي، بسبب معارضة روسيا، حليفة سوريا، وبدعم من الصين.

 

وقال مارك لوكوك مسؤول المساعدات بالأمم المتحدة للمجلس يوم الأربعاء "الفجوات في الإمدادات الطبية آخذة في الاتساع في شمال شرقي سوريا".

 

عرقلة الاستجابة لمخاطر"كورونا"

 

وقالت "هيومن رايتس ووتش" إنّ القيود على تسليم المساعدات من دمشق والعراق  تعرقل وصول الإمدادات والطواقم الطبية المطلوبة للحؤول دون وصول فيروس "كورونا" إلى مليونيّ شخص في شمال شرق سوريا، واحتوائه، ومعالجته.

 

وطالبت "رايتس ووتش" من مجلس الأمن الدولي إلغاء قراره الصادر في كانون الثاني /يناير فوراً، والقاضي بسحب إذنه بنقل إمدادات المعونة الأممية من العراق غلى شمال شرقي سوريا.

 

كما طالبت المنظمة دمشق، برفع قيودها الطويلة الأمد على وصول المساعدات إلى شمال شرقي سوريا والسماح للإمدادات والطواقم الطبية بالدخول إليها.

 

وكان مجلس الأمن أقر في العاشر من كانون الثاني/يناير، القرار رقم (2504) والذي سحب بموجبه الإذن باستعمال معبري اليعربية والرمثا من أصل أربعة معابر أذِن باستعمالها في قراراته السابقة حول إيصال المساعدات عبر الحدود إلى سوريا.

 

وجدّد القرار الإذن باستعمال المعبرين الآخرين بين تركيا وشمال شرقي سوريا لمدّة ستة أشهر فقط، بالمقارنة مع /12/ شهراً في القرارات السابقة ذات الصلة بشأن سوريا.

 

وتوقّفت وكالات الأمم المتحدة، بما فيها منظمة الصحة العالمية، منذ التاريخ السابق عن إيصال المساعدات من إقليم كردستان العراق إلى شمال شرقي سوريا، وأصبحت جماعات الإغاثة الدولية غير قادرة على تلقّي الدعم المالي من الأمم المتحدة، بما في ذلك عبر خطّة الاستجابة الإنسانية العالمية لفيروس "كوفيد-19" وصندوق التمويل الإنساني عبر الحدود لسوريا.

 

وكانت الإدارة الذاتية، قد ناشدت في وقت سابق الأمم المتحدة بضرورة إعادة النظر في قرارها حول إغلاق معبر تل كوجر/ اليعربية الحدودي مع العراق، والعمل على إيصال المساعدات الإنسانية إلى مناطق شمال وشرق سوريا.

 

واعتبرت أن قرار مجلس الأمن حول استثناء المعابر الواقعة في مناطق شمال شرق سوريا، لإدخال المساعدات الإنسانية إلى الأراضي السورية، والاقتصار على المعابر الواقعة، كمعبر تل أبيض، تحت سيطرة الاحتلال التركي، "رضوخاً للضغوطات الروسية، التي جاء في إطار اتفاق تركي روسي".