نشطاء: تركيا تتجاهل فتح هيئة تحرير الشام معبراً تجارياً مع الحكومة السورية

نورث برس – اسطنبول

 

أثار غض الطرف من قبل تركيا عن الخطوة التي قامت بها "هيئة تحرير الشام"، أو ما تعرف باسم "جبهة النصرة سابقاً" وإصرارها على فتح معبر تجاري مع الحكومة السورية بين قريتي "معارة النعسان وميزناز" شرقي إدلب، غضب سكان محليين والذين تساءلوا عن السبب الذي يقف وراء ذلك وفقاً لنشطاء ميدانيين وإعلاميين.

 

وذكرت مصادر محلية من ريف إدلب لـ"نورث برس" أن الجيش التركي وبعد وضعه، أمس الأربعاء، ساتراً ترابياً قطع به الطريق المؤدي إلى المعبر، جاء اليوم الخميس وقام بإزالة السواتر الترابية بعد يوم واحد من نصبها، من دون معرفة الأسباب التي دفعته إلى ذلك، الأمر الذي أثار غضب وريبة سكان في المنطقة، لافتين إلى أن هناك "اتفاق مسبق جرى بين تركيا وهيئة تحرير الشام".

 

وتعليقاً على ذلك قال فادي الشمالي وهو ناشط ميداني ويعيش في ريف إدلب لـ "نورث برس"، إنه "لا أحد بإمكانه أن يقدّر الموقف، ولكن بالمحصلة نرى أن المصلحة مشتركة بين تركيا والهيئة، خصوصاً أن أكثر البضائع التي ستذهب إلى النظام السوري ذات منشأ تركي".

 

و قال الشمالي: "للأسف، نحن قريبون جداً من الحدث وليس بمقدورنا أن نقدّر الموقف، ولكن أكثر التجار في المنطقة قالوا إن هناك ضغط من تجار تركيا من أجل فتح المعبر التجاري مع النظام السوري".

 

وأشار إلى أنه وقبل إغلاق المعابر الداخلية الثلاثة كمعبر الحمران وأبو الزندين ومعبر عون الدادات، كانت نسبة كبيرة من البضائع التجارية المنتشرة في أسواق الحكومة السورية تركية المنشأ.

 

وعن الأسباب التي تدفع بالتجار الأتراك للضغط من أجل فتح المعبر التجاري مع النظام السوري خاصة وأن البضائع التركية لها سوق في الشمال السوري، أوضح الناشط الميداني أن "الشمال مستهلك لحد معين، لكن الفقر منتشر بين عموم السكان بنسبة ملحوظة وهم يركضون خلف أساسيات المعيشة فقط، وهذا الأمر جعل أنظار التجار الأتراك تتوجه صوب مناطق النظام السوري".

 

وقال الشمالي إن "الأمر ليس بجديد، فعند دخول الجيش الوطني والتركي إلى منطقة رأس العين جنوبي الحسكة، قام عناصر الجيش الوطني بببيع كل محتويات (صوامع العالية) وكانت أطناناً من الحبوب للنظام السوري على مرأى من الجيش التركي الذي تجاهل الأمر".

 

وأضاف: "حسب ما يشاع فإن هناك أنباء من خلف الكواليس تتحدث أن فتح المعابر مع النظام السوري هو من ضمن اتفاق (سوتشي) الموقع بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين، والتركي رجب طيب أردوغان، بخصوص منطقة إدلب".

 

وفي 26 من نيسان/أبريل الجاري، حاولت "هيئة تحرير الشام" عرقلة دورية تركية كانت تسير على طريق "حلب اللاذقية" أو ما يعرف باسم طريق "M4"، وإصابة عدد من الجنود الأتراك جراء إطلاق قذائف المدفعية عليهم، لمنعهم من إكمال الدورية العسكرية.

 

وفي رد منه على سؤال حول السبب الذي يقف وراء عدم منع تركيا لـ "هيئة تحرير الشام" من فتح المعبر التجاري مع الحكومة  السورية رغم رفض السكان، قال الناشط الإعلامي والذي يعيش في إحدى قرى ريف إدلب الجنوبي "عبيدة العمري" لـ "نورث برس"، إن "الهيئة هددت تركيا بقطع طريق سرمدا في حال تدخلها بمسألة المعبر التجاري مع النظام السوري، وهددت أيضاً بخرق اتفاق إدلب".

 

وأوضح أن "طريق سرمدا له أهمية كبيرة لتركيا، كونه يُعرف بأنه أوتستراد باب الهوى الذي تلتقي خلاله معظم الطرقات الرئيسة للمعابر مثل معبر أطمة سابقاً ومعبر باب الهوى ومعبر كفر لوسين بريف إدلب".

 

وأشار إلى أن "قادمات الأيام ستوضح المصالح المتبادلة بين الأطراف المستفيدة من المعبر الجديد، خاصة إذا كانت إيراداته مرتفعة".

 

وقبل أيام قليلة ألقى الطيران الحربي التركي مناشير ورقية دعا فيها السكان إلى "التعاون معه والوقوف إلى جانبه وعدم الانجرار وراء الساعين لخلق الفتن".

 

وجاء فيها أيضاً "الجيش التركي يعمل لصالح المدنيين من أجل أمن واستقرار المنطقة"، إلا أن مراقبين وجدوا أن الأقوال شيء وما يجري على أرض الواقع بعد غض الطرف عن افتتاح الهيئة لمعبر مع الحكومة السورية شيء آخر.