التعليم عن بعد في الرقة.. حل تربوي رغم عدد من العوائق
الرقة – أحمد الحسن – نورث برس
أطلقت لجنة التربية والتعليم التابعة لمجلس الرقة المدني مؤخراً، مشروعاً لتعليم الطلاب عن بعد، وذلك بعد أكثر من شهر على تعليق دوام المدارس وفرض حظر التجوّل على المنطقة.
وقررت الإدارة الذاتية لشمال وشرقي سوريا في /14/ آذار/ مارس الماضي، تعليق الدوام في كافة المدارس والمعاهد والجامعات حتى إشعار آخر، لمواجهة خطر انتشار فيروس "كورونا".
دروس مسجّلة
وقامت لجنة التربية بتجهيز مدرسة "رابعة العدوية" في مدينة الرقة وتزويدها بالأجهزة التقنية اللازمة لتسجيل الدروس في كافة المواد الدراسية والتي يتم بثها عن طريق قنوات تلفزيونية وعبر مواقع التواصل الاجتماعي وذلك لضمان استمرار تعليم الطلاب واستئناف الدروس المقررة التي لم يتلقوها في المدارس هذا العام.
وقال خلف المطر، رئيس لجنة التربية والتعليم في مدينة الرقة، لـ"نورث برس"، إن لجنة التربية التابعة لمجلس الرقة المدني وعقب تعليق دوام المدارس "باشرنا بتجهيز دروس نموذجية ليتم ايصالها للطلاب إما عن طريق التلفزة أو عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي".
وأوضح أن هذا البرنامج التعليمي يقتصر على الدروس التي لم يتلقاها الطلاب في المدارس بعد حظر التجول وتعليق الدوام في المؤسسات التعليمية.
ويستهدف البرنامج التعليمي الجديد، الذي يعده معلمون من مدينة الرقة، مختلف المراحل التعليمية ابتداء من الصف الرابع الابتدائي وحتى الثالث الثانوي، حيث يتم تحضير الدروس وتصويرها ومن ثم بثها فيما بعد، بهدف وصولها إلى أكبر عدد ممكن من الطلاب.
وقال رياض المرعي، وهو مدرس من ملاك لجنة التربية والتعليم في مدينة الرقة وأحد المشاركين في برنامج التعليم عن بعد، لـ "نورث برس"، إنهم يحرصون على "تحضير الدروس التعليمية وشرحها بشكل مفصل أمام الكاميرا".
واعتبر "هذه الخطوة من أكثر الخطوات ضرورة ونجاحاً في مجال التعليم خلال هذه الفترة، وذلك لضمان سلامة أبنائنا الطلبة في ظل انتشار فيروس كورونا وما يشكله من خطر على المنطقة".
وأكد المرعي أنهم على استعداد دائم للإجابة عن استفسارات الطلاب عن طريق مجموعة من الأرقام التي تم تعميمها عن طريق مجموعات ومواقع التواصل الاجتماعي.
عوائق أمام الطلاب
أما أيهم الخالد ( 15 عاماً)، وهو طالب في الصف الثالث الإعدادي في مزرعة القحطانية، /5/ كم غرب مدينة الرقة، فقد اختصر وجهة نظره حول هذه الطريقة التعليمية بقوله "الرمد أفضل من العمى".
وأوضح أنه "عند إغلاق المدارس أصابني شيء من الإحباط، لأن معظم دروس الفصل الثاني لم نأخذها في المدرسة، لذلك أواجه صعوبة في فهمها وخصوصاً المواد العلمية منها".
لكن الخالد أضاف "لقد ساعدتني الدروس المسجلة كثيراً، حيث أني أعمد إلى إعادة الدرس عدة مرات، وهو ما يسهّل علي فهمه".
هذا وتعتبر مشكلة ضعف الإنترنت من أبرز العوائق التي ترافق التعليم عن بعد، ذلك لأن معظم الطلاب يعمد إلى تلقي الدروس عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي مستخدمين الهواتف الذكية، في حين يعتبر البث التلفزيوني أقل نفعاً وذلك لعدم قدرة الطلاب على التكيّف بمشاهدة الدروس التي وصلوا إليها خلال دراستهم في المنزل وفي الوقت المتاح لهم.
يسترسل الخالد: "أشاهد الدروس عن طريق الهاتف ولكن الضعف في باقات الإنترنت يتسبب بانقطاع الدرس ومشاكل أخرى، وعندما ألجأ إلى تحميل الدرس إلى الهاتف يستغرق ذلك وقتاً طويلاً، كما أنه يستهلك مساحة كبيرة من ذاكرة الهاتف، الأمر الذي يضطرني إلى حذف الملفات المتراكمة بشكل مستمر".
بينما أشار طالب آخر في المرحلة الثانوية، طلب عدم ذكر اسمه، إلى أنه لا يملك القدرة على اقتناء هاتف ذكي، وهو ما يعيقه عن متابعته الدروس التي تنشرها لجنة التربية.
وأبعدت مخاطر انتشار فيروس "كورونا" /789.225/ طالباً عن مدارسهم في عموم مناطق شمال وشرقي سوريا، حيث أغلقت أبواب /4,137/ مدرسة، بحسب هيئة التربية والتعليم في الإدارة الذاتية.