تشديد الرقابة يخفض إنتاج الأعمال الدرامية السورية هذا العام

دمشق – أحمد كنعان – نورث برس

 

الرقابة على الأعمال الدرامية في سوريا حكاية قديمة متجددة، ويعتبر القائمون على الأعمال التلفزيونية أن منع عرضها جزئياً أو كلياً على التلفزيون السوري عمل غير مجدٍ، ذلك أن المشاهد قادر على انتقاء ما يشاء من العروض ومتابعتها، سواء على محطات فضائية أخرى، أو بعض المنصات الإلكترونية.

 

الرقابة تعود

 

ويعتبر مسلسل "دقيقة صمت" الذي أخرجه الراحل شوقي الماجري، علامة بارزة بهذا الخصوص، إذ انتقد العديد من المتابعين الرقابة لأنها سمحت بتصويره على الأراضي السورية، لتقيم وزارة الإعلام بعدها دعوى قضائية على منتجيه والحجز احتياطياً على أملاكهم لأنّهم قاموا بتهريب العمل خارج الأراضي السورية، دون الحصول على موافقة لتصديره.

 

وبعد ذلك، قامت وزارة الإعلام بتشديد الرقابة على الأعمال الدرامية حيث يتم تحصيل الموافقة على النص قبل التصوير، ثم الحصول على موافقة للتصدير بعد الانتهاء من التصوير، ومراقبة المادة المصورة النهائية، ما دفع أغلب المنتجين للتريّث، حيث أن كلفة الانتاج تتزايد بهذا الشكل، كما أن التخوف الأكبر يدور حول سؤال "ماذا سنفعل بما أنتجناه إذا لم تتم الموافقة على تصديره؟".

 

عادة قديمة

 

وقال السيناريست فؤاد حميرة،  لـ "نورث برس"، إن مسلسل (الحصرم الشامي) بقي ثلاث سنوات لدى لجنة القراءة، وإنه اضطر لإجراء تعديلات كثيرة على مسلسل (ممرات ضيقة)، في حين "رفضت لجنة القراءة مسلسل (الزبال) بحجة الإساءة للعلاقات السورية – التركية التي كانت جيدة وقتها، حيث أرسل النص للسفير التركي الذي طلب رفض العمل".

 

وأردف أنه لم يقتنع يوماً بما تقوله الرقابة، وكان يشعر أحياناً بأنهم يلمحون بالرفض طلباً للرشوة، فقد تم قص الكثير من مسلسل (غزلان في غابة الذئاب) لدى عرضه على التلفزيون السوري.

 

 "يجب على من يقومون بالرقابة أن يفكروا في جدواها، إذ بإمكان المشاهد متابعة العمل في محطات أخرى".

 

هدنة مؤقتة

 

أمّا المخرج محمد عبد العزيز، فقد أوضح لـ "نورث برس" أنّ الرقابة منعت في العام 2018 مسلسله (ترجمان الأشواق)، رغم أنّ العمل من إنتاج المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والاذاعي، ما أجبره على إعادة تصوير الكثير من المشاهد بدل التي طلبت الرقابة حذفها، وإعادة مونتاج أجزاء كبيرة من العمل، رغم أنّه لم يكن راضياً عن النتيجة.

 

وأضاف، بخصوص العمل ذاته، "المادة التي عرضت ليست ما كنت أفكر به"، في حين اعتبر عمله الجديد (شارع شيكاغو) الذي توقف تصويره بسبب فيروس كورونا المستجد "هدنة مع الرقابة".

 

وقال المخرج زهير قنوع، الذي منعته الرقابة من تصوير فيلمه (أدرنالين)، إن "وجود هكذا نوع من الرقابة يجب أن ينتهي، فالمفارقة هي أن فيلمي يحارب العنف، لكن الرقيب فهمه على أنه ترويج للعنف،  وعندما يتحدث الفيلم عن عصابات الجريمة الإلكترونية ويحتوي مشاهد عنيفة ولكنها ضرورية، إلا أنها لا تروج للعنف".

 

 وعمّا إذا كان يفكر في تصوير الفيلم خارج الأراضي السورية، أضاف: " لا أفكر بذلك لأن الفيلم سوري ويجب أن يصور هنا، وأنا بانتظار رفع قيود الرقابة لأصوره".  

 

رد الرقابة

 

وقال المدير السابق لدائرة الرقابة والتقييم الفكري في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون في سوريا، سومر إبراهيم، لـ "نورث برس": "هناك ثلاثة مواضيع ممنوع ملامستها، وهي مقام الرئاسة ومؤسسة الجيش العربي السوري وعلم البلاد".

 

وانخفض الانتاج الدرامي السوري في موسم العام 2020، انخفاضاً حاداً، إذ لم يتجاوز عدد الأعمال المنتجة عشرة أعمال، في حين تجاوز إنتاج موسم العام الفائت 2019، أكثر من /25/ عملاً درامياً.