المطاعم السورية بمصر تخسر رهان "رمضان" في زمن "كورونا"

القاهرة- محمد أبوزيد- نورث برس

 

في ظل الإجراءات الوقائية المتخذة للوقاية من مخاطر انتشار فيروس "كورونا"، خسرت المطاعم السورية في مصر رهانها على شهر رمضان هذا العام.

 

ففي شهر رمضان من كل عام، وقبل الإفطار بأكثر من ثلاث ساعات، كانت الفرصة في حجز مكانٍ للإفطار بمطعم "أبو يوسف السوري" في مدينة نصر أو المهندسين، ضعيفة للغاية.

 

الشهر هو نفسه، والمطاعم هي نفسها، وشغف المصريين بالأكلات السورية لا يزال حاضراً لم يتوقف، لكنّ المشهد تغيّر تماماً مع الإجراءات الوقائية من فيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19).

 

الله يفرجها

 

"الله يفرجها ويزيح عنا الغمّة"، يقول عبدالقادر عباد (شيف بأحد المطاعم السورية بحي فيصل، ينحدر من غوطة دمشق)، لـ"نورث برس"، لافتاً إلى الظرف الراهن الذي دفع المطاعم إلى الاعتماد فقط على خدمة توصيل الوجبات للمنازل و"التيك أواي"، وحرمانها من ميزة عمل صالات الطعام التي كانت تدر أرباحاً جيدة لها، إذ كانت الصالة تضم أعداداً كبيرة من العاملين الذين توقف عملهم بشكل كامل بسبب تلك الظروف "التي نفتقد معها طعم رمضان ولمّة الناس".

 

 فالمطاعم التي كانت تشتهر بازدحامها على الإفطار طيلة أيام الشهر، ويتسابق الصائمون على حجز طاولات بها رفقة الأهل أو الأصدقاء، تكاد تكون فارغة إلا من بعض العاملين، بعد أن اقتصر نشاطها على وجبات "التيك أواي" و"الدليفري" فقط، مع غلق صالات الطعام ضمن سلسلة من الإجراءات الوقائية التي اتخذتها الحكومة المصرية في مواجهة انتشار فيروس "كورونا".

 

إقبال ضعيف

 

ويشير "عباد" إلى أنه "ورغم فتح المطاعم لخدمات توصيل الوجبات للمنازل، إلا أن الإقبال ضعيف أيضاً، في ظل عزوف الكثيرين عن الشراء في ظل التدابير الوقائية، رغم تمتع غالبية المطاعم بإجراءات نظافة وتعقيم على أعلى مستوى.. ونأمل أن تشهد الأيام المقبلة من الشهر الكريم إقبالاً جيداً".

 

 ولا يوجد إحصاء رسمي عن عدد المطاعم السورية في مصر، كما لا يوجد إحصاء دقيق بشأن حجم الاستثمارات بتلك المطاعم. لكنّ إجمالي حجم استثمارات رجال الأعمال وأصحاب رؤوس الأموال من السوريين في مصر يقدر بحوالي /23/ مليار دولار (غالبيتها موجهة في قطاعات العقارات والأغذية والمطاعم وكذلك المفروشات والملابس الجاهزة).

 

تخفيض الأسعار

 

يقول محمد مرجان، وهو سوري من حلب، مقيم في القاهرة ويعمل بمطعم سوري في حي مصر الجديدة (شرق العاصمة المصرية القاهرة)، "أمام الظروف الراهنة، اضطرت كثير من المطاعم إلى تخفيض أسعارها والإعلان عن عروض على الوجبات لجذب الزبائن، بعد ضعف الإقبال على الشراء ومع غلق صالات الطعام.

 

وأشار "مرجان" إلى أن الوضع في غاية الصعوبة، "المطعم يعمل بكامل طاقته لكنّ الإقبال ضعيف حتى من قبل بدء شهر رمضان.. عمال الصالة سواء مقدمو الطعام والخدمة وعمال النظافة، جميعهم توقفت أعمالهم نظراً لتوقف صالات الطعام".

 

وتابع: "شهر رمضان كان بالنسبة للمطاعم بشكل عام، سواء السورية أو المصرية وغيرها من المطاعم، موسماً خاصاً يزداد فيه الطلب، وبالطبع تزداد فيه الأرباح، لكن في رمضان هذا العام في ظل كورونا بالكاد نأمل أن نواصل العمل دون تحقيق خسائر".

 

ولا يوجد إحصاء أيضاً بعدد العاملين السوريين في المطاعم السورية، وعدد العائلات المستفيدة. لكنّ رئيس الجالية السورية في مصر، راسم الأتاسي، يقول لـ "نورث برس" إن السوريون -كما الجميع في مصر والعالم- يتضررون بشكل عام من فيروس "كورونا" والإجراءات الوقائية المتخذة للوقاية منه، ومن بين القطاعات الأكثر تضرراً المطاعم بالطبع.

 

وأفاد الأتاسي بأن إجمالي استثمارات السوريين في القطاعات الرئيسية يصل إلى /4.5/ مليار دولار، وهي قطاعات النسيج والمطاعم والمأكولات، وتتأثر تلك القطاعات بشكل كبير بالظروف والإجراءات الراهنة، ذلك أنه "لا يوجد عمل، وحركة البيع والشراء تراجعت بسبب توقف الأعمال وما فرضه من ظروف صعبة على المستهلك والتاجر".

 

وأردف، "ليس هناك أدنى شك في أن الظروف الراهنة تؤثر بشكل كبير وبصورة سلبية على السوريين العاملين في مصر وعلى الاستثمارات والمشاريع السورية في مصر، بما في ذلك طبعاً المطاعم السورية".

 

وتتجه الحكومة المصرية، بعد شهر رمضان الفضيل، إلى تخفيف الإجراءات الراهنة وإعادة فتح الاقتصاد، وذلك بعد أن أعلنت قبل يوم واحد من دخول شهر رمضان عن تخفيف جزئي بإعادة فتح بعض المؤسسات.

 

وذكر رئيس الوزراء المصرية المهندس مصطفى مدبولي، في مؤتمر صحافي، أنه بعد عيد الفطر ستكون هنالك إجراءات لفتح الاقتصاد، كما طالب المواطنين بالتعايش مع ظروف فيروس "كورونا"، والحرص على الإجراءات الوقائية، على أساس أن الظرف الراهن من المرشح أن يطول أمده.