ريف حلب الشمالي – دجلة خليل – نورث برس
يستقبل مهجرو منطقة عفرين القاطنون في مخيمات وقرى بريف حلب الشمالي شهر رمضان للعام الثالث على التوالي بعيداً عن قراهم، وسط غياب معظم طقوسه وعاداته هذا العام بسبب انتشار فيروس "كورونا" المستجد في دول الجوار والإجراءات الاحترازية للوقاية من تفشيه في المنطقة، بالإضافة لتردي الأحوال المعيشية وارتفاع أسعار المواد.
وقالت فاطمة حمرشو (46عاماً)، وهي مهجرة من قرية براد التابعة لناحية شيراوا جنوبي عفرين وتقطن في مخيم "سردم" بريف حلب الشمالي، إنها تتذكر بحسرة الأيام الرمضانية في قريتها قبل "احتلال" القوات التركية وفصائل المعارضة المسلحة التابعة لقريتها.
"لم نكن نشعر بصعوبة الصيام، كانت أفراد العائلة والأصدقاء يتجمعون ونقوم بتناول الإفطار سوياً، أما الآن فلا نستطيع تبادل الزيارات بسبب الخوف من تفشي فيروس كورونا".
وتشير حمرشو إلى خيمتها التي لا تقي من برد ولا حر وسط ظروف متدهورة من عدة جوانب، "كورونا والتهجير لا يكفينا، ليزيد ارتفاع الأسعار من الطين بلة"، على حد تعبيرها.
ويختلف الحال في ريف حلب الشمالي، عن مدن شرق الفرات التابعة للإدارة الذاتية لشمال وشرقي سوريا، فالحصار المفروض على الطرق والمعابر من قبل قوات الحكومة السورية، وقلة إمكانات مؤسسات الإدارة الذاتية في تلك المناطق دفع بعض تجار حلب "للتحكم بأسعار المواد على هواهم"، بحسب ما أفاد به سكان ومهجرون وتجار في المنطقة.
ووصل سعر الكيلو غرام من البندورة مع بدء شهر رمضان إلى ألف ليرة، حيث كان يبلغ الكيلو منه مع بدء حظر التجول/500/ ليرة سورية، فيما ارتفع سعر كيلوغرام البطاطا من /400/ ليرة سورية إلى /600/ ليرة، بحسب بائعي خضار في مخيمات ريف حلب الشمالي.
وقالت ملك حسين، الرئيسة المشاركة لهيئة البلديات بريف حلب الشمالي، إن الخضروات تدخل إلى المنطقة عبر معابر تابعة للقوات الحكومية التي تفرض ضرائب جمركية على جميع المواد، بالإضافة إلى أن تجار مدينة حلب يقومون بالاحتكار والتحكم بالأسعار.
وتدخل المواد الغذائية والخضار إلى قرى ومخيمات يقطنها مهجرو عفرين في ريف حلب الشمالي عبر معبري "الأحداث" و "نبل " اللذين تشرف عليهما حواجز الأمن التابع للحكومة السورية.
وتذكر فهيمة مصطفى (51عاماً)، والتي تقطن في مخيم "سردم" أيضاً، أنها كانت تعتمد على الخضار التي كانت تزرعها في منطقتها قبل سيطرة القوات التركية وفصائل المعارضة التابعة لها، "كنا في عفرين نأكل مما نزرعه بأيدينا ونعتمد معظم الأيام على (المونة) المنزلية ولا نتأثر كثيراً بارتفاع الأسعار".
وتعيش /1.765/ عائلة مهجرة من منطقة عفرين، تضم أكثر من سبعة آلاف شخص، في خمسة مخيمات بريف حلب الشمالي هي (العودة، وبرخدان، وسردم، والشهباء، وعفرين)، وفق آخر إحصائيات هيئة الشؤون الاجتماعية في الإدارة الذاتية لمقاطعة عفرين والتي تعمل في مناطق من ريف حلب الشمالي.
وقال إدريس وقاص، الإداري في مخيم "سردم"، إنهم كانوا يقدمون السنة الماضية الخضار مجاناً لمهجري عفرين والتي تم زراعتها في أراضٍ زراعية بريف حلب الشمالي، "في حين لم نستطع تقديم الخضروات هذه السنة نتيجة تأخر الموسم الزراعي وبدء الإجراءات الوقائية لمنع تفشي فيروس كورونا".
ولفت وقاص في حديثه إلى غياب تقديم الدعم من قبل المنظمات الإغاثية والإنسانية، "الإدارة الذاتية هي الجهة الوحيدة التي تتكفل بتقديم المساعدات كل شهر لمهجري عفرين"، بحسب قوله.
وتحتوي السلال الغذائية على سكر وزيت وبرغل وأرز حليب للأطفال الرضع، بالإضافة إلى متممات غذائية للأطفال حتى سنتين، بحسب إدارة مخيم "سردم".