"كورونا" يُغير طقوس وعادات شهر رمضان في منبج

منبج- صدام الحسن- نورث برس

 

غاب عن شهر رمضان في مدينة منبج، شمال شرق حلب، العديد من العادات الرمضانية وطقوسها التي اعتاد السكان إحياءها، من تبادل أطباق الإفطار والدعوة إلى الولائم، إلى اجتماع أُسر الأبناء والأحفاد في "البيت الكبير" للعائلة، إضافة إلى غياب صلاة التراويح في المساجد.

 

ويأتي كأحد التبعات التي خلفتها المخاوف من انتشار فيروس "كورونا" المستجد والإجراءات الاحترازية للوقاية منه على الجوانب الاجتماعية وحالة الإلفة التي كانت تشهدها منبج كما العديد من المناطق السورية.

 

غابت الإلفة

 

وقالت أم محمد (35 عاماً)، وهي ربة منزل من سكان مدينة منبج، إن فيروس "كورونا" غير عادات وتقاليد رمضانية قديمة هذا العام، حيث "كنا نتبادل قبل ظهور الفيروس أطباق الطعام مع الجيران والأقارب، لكن نسبة كبيرة من السكان أصبحوا يخافون الآن من الأطعمة التي تأتيهم من الخارج خشية عدوى فيروس كورونا".

 

وأضافت أنهم كانوا ينتظرون شهر رمضان "لتعود العائلة للاجتماع معاً، وهو ما اختفى هذا العام بسبب الفيروس"، إلا أنها أبدت قناعتها بضرورة التزام الإجراءات الوقائية، "من واجب العائلات حالياً الالتزام بحظر التجول وقضاء الأجواء الرمضانية داخل المنازل".

 

وكانت منظمة الصحة العالمية قد دعت، الأسبوع الماضي، المسلمين إلى "الحرص على إحياء فضيلة الكرم والجود في شهر رمضان المبارك" خلال جائحة فيروس كورونا "كوفيد 19 "، مع اتباع ما يصدر من إرشادات رسمية بشأن التجمعات الاجتماعية والدينية والتباعد البدني في إطار تفشي الفيروس.

 

  قيدت العبادات

 

ومن أهم ما يفتقده خضر الحمد (25عاماً)، من سكان مدينة منبج أيضاً، في شهر رمضان هذا العام هو غياب بعض الطقوس الدينية مثل إقامة صلاة التراويح والاجتماع في المساجد للعبادات وتلاوة القرآن، "اعتدنا أن يكون شهر رمضان شهر العبادات والتجمعات في المساجد والمنازل والمناسبات، لكننا حرمنا هذا العام من صلاة التراويح التي كنا ننتظرها مع قدوم شهر رمضان".

 

وأضاف الحمد، "لم نعد نستطيع أنا وأفراد عائلتي تناول الإفطار مع أخوتي وزوجاتهم ككل عام"، مشدداً هو الآخر على ضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية، "فهي فترة وستنقضي، ويعود كل شيء كما كان"، على حد تعبيره.

 

 

وكان مكتب شؤون الأديان والمعتقدات التابع للإدارة الذاتية لشمال وشرقي سوريا، قد قرر في الـ/15/ من شهر أذار/ مارس الماضي، تعليق صلوات الجمعة والجماعة وإلغاء كافة التجمعات الدينية والمناسبات الاجتماعية وتعليق كافة الدروس الدينية وحلقات الذكر ودروس القرآن في مناطق الإدارة الذاتية كإجراء احترازي للوقاية من فيروس "كورونا" المستجد.

 

تهنئة عن بعد

 

وقال سهيل الخليل (32عاماً)، إن فيروس "كورونا" حصر مباركات السكان بقدوم شهر الصيام هذه السنة بمواقع التواصل الاجتماعي وعبر الهواتف، بالإضافة إلى أن الأسواق لم تزدحم كعادتها في كلّ عام خلال شهر رمضان.

 

لكن أكثر ما يبرز في المدينة حالياً، بحسب الخليل، هو الضرر الذي لحق بذوي الدخل المحدود، لأنهم كانوا يعتمدون على عملهم اليومي لكسب قوتهم، "ترافق انتشار فيروس كورونا مع شهر رمضان، فكيف لتلك العائلات تدبر أمورها؟".