الوطني الكردي والاتحاد الديمقراطي يستقبلان الوفد الداعي للوحدة الكردية في سوريا

القامشلي – عبدالحليم سليمان – نورث برس

 

استكمل وفد فعاليات المجتمع المدني القادم من إقليم الفرات (تقسيم إداري يضم كوباني، الرقة، الطبقة وتل أبيض) لقاءاته، الأحد، مع المجلس الوطني الكردي وحزب الاتحاد الديمقراطي في إطار سعيهم لدفع جهود توحيد الصف الكردي في سوريا.

 

وبعد لقاء قصير للوفد مع المجلس الوطني الكردي في مدينة القامشلي شمال شرقي سوريا، والذي كان مغلقاً أمام وسائل الإعلام، قال بختيار الحسين المتحدث باسم الوفد إن أجواء اللقاء كانت إيجابية ويأملون حل المشاكل والقضايا بين الطرفين، في إشارة إلى الإدارة الذاتية الديمقراطية والمجلس الوطني الكردي.

 

عقب لقائه مع المجلس توجه الوفد إلى مقر حزب الاتحاد الديمقراطي، وهناك دخل في لقاء أطول دام لأكثر من ساعتين وكان في استقبالهم أعضاء هيئة الرئاسة والعلاقات الخارجية للحزب.

 

الاتحاد الديمقراطي يرحب

 

الناطقة باسم حزب الاتحاد الديمقراطي، سما بكداش، قالت في مؤتمر صحفي بعد الاجتماع إلى جانب أعضاء من الوفد، إنهم يرحبون بالمبادرة التي تقودها فعاليات المجتمع المدني في إقليم الفرات وأنهم على استعداد لإنجاحها، مشيراً إلى استلامهم لورقة  تتضمن مطالب مبادرة الوفد.

 

من جهته ذكر جلال شيخو أحد أعضاء الوفد، أن مبادرتهم تشكل عاملا مساعدا للمبادرة التي أطلقها القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، وأنهم كفعاليات المجتمع المدني في كوباني "يتطلعون إلى مشاركة باقي الفعاليات في المناطق الأخرى للدفع باتجاه توحيد الصف الكردي وعدم إضاعة الفرصة التاريخية للمنطقة".

 

المبادرة لا تتوقف

 

وأضاف شيخو أن اقتصار لقاءهم مع المجلس الوطني الكردي وحزب الاتحاد الديمقراطي جاء بسبب وجود قضايا بين الطرفين مضيفاً أن المبادرة تشمل اللقاء مع الأطراف السياسية الكردية الأخرى.

 

ويتواجد المجلس الوطني الكردي ضمن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة المدعوم من تركيا التي قادت عمليات عسكرية ضد قوات سوريا الديمقراطية، ولم ينضم للإدارة الذاتية المعلنة في شمال وشرق سوريا، ليتهمه الاتحاد الديمقراطي بالتبعية لتركيا، بينما يتهم المجلس الكردي حزب الاتحاد الديمقراطي (من الأحزاب المؤسسة للإدارة) بالتفرد في حكم المنطقة.

 

وصرح بختيار الحسين المتحدث باسم وفد الفعاليات لـ"نورث برس" إنهم ألحّوا بشدة على الأطراف التي التقوها خلال اليومين، لحل كل القضايا والمشاكل العالقة ومنها توزيع الثروات من خلال العمل المؤسساتي وبالإضافة إلى الهيكلية العسكرية للقوات ومصالح القوى المختلفة.

 

لقاء مطول وضاغط

 

وعزا الحسين سبب طول مدة لقائهم مع حزب الاتحاد الديمقراطي إلى مناقشة عديد القضايا العالقة وممارسة الضغط عليهم لضرورة حل المشاكل والقضايا العالقة مع المجلس الوطني الكردي بالإضافة إلى مناقشة وضع شمال وشرق سوريا لاسيما بعد سيطرة تركيا على عدة مناطق، وضرورة عدم تكرار ذلك والحفاظ على ما تبقى من مكتسبات والحفاظ على حسن الجوار مع الدول الإقليمية.

 

اهتمام دولي

 

صالح مسلم الرئيس المشارك السابق لحزب الاتحاد الديمقراطي وعضو هيئة علاقاته الخارجية قال في حديث مطول لـ"نورث برس" إن المبادرة التي أطلقتها قوات سوريا الديمقراطية لتوحيد الصف الكردي لاقت ترحيب جميع الأطراف المعنية بالإضافة إلى جهود "جنوب كردستان" لتشجيع المجلس الوطني الكردي للانضمام، واهتمام التحالف الدولي والولايات المتحدة الأمريكية بها وأنهم يحاولون تقريب وجهات النظر بين جميع الأطراف من خلال لقاءات ممثلي التحالف معها.

 

الاختلاف والحوار

 

ونوه الرئيس المشارك السابق لحزب الاتحاد الديمقراطي إلى ظهور اختلاف بالآراء حول العديد من النقاط والقضايا، مستدركاً أنها تحل بالنقاش والحوار، وأنهم كإطار وطرف سياسي تختلف نظرتهم عن القوة العسكرية المتمثلة بقوات سوريا الديمقراطية.

 

وختم مسلم حديثه بالقول أن وحدة الصف الكردي مسألة استراتيجية بالنسبة لحزبهم ولا يمكنهم المساومة عليها، مشيراً إلى أن تحقيق هذا الهدف أحيانا يتطلب اجراء مناورات سياسية دون الحياد عن غايتهم بالرغم من وجود أطراف تحاول عرقلة هذا التوجه على حد تعبيره.

 

الكردي لا يجيب

 

وحاولت نورث برس استطلاع وجهة نظر المجلس الوطني الكردي في سوريا حول المبادرة التي جاء بها وفد فعاليات المجتمع المدني من إقليم الفرات إلا أنها لم تتلقى أي ردٍ لأسئلتها لا بالإيجاب ولا بالنفي.

 

ورقة عمل الوفد

 

وحصلت نورث برس على نسخة من ورقة عمل وفد فعاليات المجتمع المدني في إقليم الفرات وتتألف من ثمانِ نقاط انطلقت من مبادرة لمحاميي مدينة كوباني في الـ 27 من كانون الثاني/يناير الماضي، لتتبناها لاحقا فعاليات مدنية وشخصيات وطنية مستقلة في كوباني من أطباء وصيادلة ومدرسين ومثقفين.

 

وتتضمن مبادرة الفعاليات ثمان نقاط أبرزها (تشكيل مرجعية سياسية لشمال وشرق سوريا، وإعادة هيكلة الإدارة الذاتية بالاعتماد على التكنوقراط، واعتماد آليات لتوزيع وصرف الثروة والموارد المالية بمعايير مؤسساتية وبإشراف الرقابة الإدارية، بالإضافة للوصول إلى الشراكة العسكرية بعد تحقيق التفاهمات والشراكة الإدارية والسياسية).