القامشلي-عبد الحليم سليمان/محمد حبش-نورث برس
أثناء استقباله وفداً من فعاليات المجتمع المدني من إقليم الفرات، السبت، التقى مظلوم عبدي القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية بمدرسه لمادة اللغة العربية أثناء دراسته للمرحلة الثانوية في مدينة كوباني حسين محمد علي. فتبادل الاثنان السلام بحفاوة معرفتهما التي تعود إلى أوائل الثمانينات من القرن الماضي.
وجاءت زيارة الوفد في إطار مساع تهدف إلى تحقيق تقارب سياسي بين الإدارة الذاتية لشمال وشرقي سوريا والمجلس الوطني الكردي والأطراف السياسية الكردية الأخرى في المنطقة.
وعمل حسين محمد علي مدرساً للغة العربية في كوباني منذ تخرجه من قسم اللغة العربية في كلية الآداب بجامعة حلب عام 1975، كما إن لديه معرفة شخصية بعائلة "الجنرال" كما يحب أن يصفه، بحكم انتمائهما لذات المدينة.
ويتذكر المدرس السبعيني طالبه الذي أصبح "جنرالاً" يقود حالياً قوة عسكرية قوامها يقارب /100/ ألف مقاتل، استطاعت إخراج التنظيم من مدينتهما كوباني في العام 2014، قبل أن تتمكن العام الفائت وبدعم من التحالف الدولي من هزيمة أعتى تنظيم جهادي كان قد سيطر على معظم مساحة العراق وسوريا.
اللقاء الذي جمع بين الاثنين، وامتزج فيه الجانب الشخصي بالعام، كان فرصة لـ محمد علي وعبدي، لتبادل حديث ودي على هامش اللقاء حول المبادرة التي قدمها الوفد الضيف من أجل "توحيد القرار الكردي" والتي أطلقها عدد من المحامين من مدينة كوباني قبل أربعة أشهر.
كان طالبا "نجيبا"
ويصف محمد علي طالبه "عبدي" بالشخص "الجدي والنجيب، فهو ينتمي إلى عائلة متفتحة الذهن وتتعامل بجدية مع القضايا التي تؤمن بها حتى النهاية".
ويتذكر أنه كان "قوياً في صياغة المواضيع التعبيرية أثناء دراسته في الثانوية بكوباني إلى جانب الإعراب" على حد قوله.
ويقول عن الطالب "عبدي" بأنه كان "يتمتع بذهنية وطنية، ويثبت حضوره ويتمتع بكاريزما وشجاعة يدعمها قوة العقل والمنطق"، بحسب تعبيره.
بدوره شكر القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية الوفد على إبداء دعمه لجهود مبادرته التي أطلقها في تشرين أول من العام الفائت لتوحيد الصف الكردي المنقسم إلى أطراف منضوية تحت مظلة الإدارة الذاتية وأخرى خارجها أبرزها المجلس الوطني الكردي الذي يتلقى دعماً سياسياً ومالياً وشعبياً من إقليم كردستان العراق.
عبدي "متفائل"
وأبدى مظلوم عبدي تفاؤلاً خلال لقائه الوفد، مؤكداً إن عملية توحيد الصف الكردي "تشهد تقدماً ملحوظاً"، وإن آراء ومواقف الأطراف السياسية المعنية بالمبادرة "إيجابية"، معبراً عن أمله في تحقيق جهود مبادرته نتائج "جيدة" في الفترة المقبلة.
رسالة مكتوبة
من جانبه تحدث الدكتور بختيار الحسين باسم الوفد في مؤتمر صحفي عن أجواء اللقاء واصفاً إياها بالإيجابية وأنهم عازمون على عقد لقاءات مع المجلس الوطني الكردي وحزب الاتحاد الديمقراطي من أجل الدفع بجهود توحيد الصف الكردي "بعدما تحولت إلى مطلب جماهيري"على حد قوله.
وصرح "الحسين" لـ "نورث برس" بأنهم حملوا رسالة مكتوبة باسم مبادرتهم وسلموها إلى القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، موضحاً أنها مؤلفة من سبع نقاط تخص توحيد الصف الكردي، كما أنهم بصدد تسليمها إلى المجلس الوطني الكردي وحزب الاتحاد الديمقراطي، لافتاً إلى أنهم سينشرون تفاصيلها لاحقاً.
دخلنا التاريخ.. لكن!
وقال حسين محمد علي عن الأسباب التي دفعتهم للقيام بمبادرة لدعم جهود توحيد الصف الكردي "صحيح نحن دخلنا التاريخ ولكننا خفنا أن نخرج من الجغرافيا"، وذلك في إشارة إلى ما جرى بعد الانتصار أمام تنظيم "الدولة الإسلامية" وما اعقبها من هجمات شنتها تركيا على أراضي شمال وشرقي سوريا.
وأضاف أن القوى الدولية بصدد دعم القضية الكردية، "لذا نرى من الضروري وجود عنوان واحد للكرد في سوريا، وهذا ما يسهل مهمات الحلفاء تجاهنا"، على حد قوله.
كرد سوريون
ويرى المدرس السبعيني أن مساحة الخلافات بين الأطراف الكردية ليست كبيرة، ويؤكد "لم أشهد خلافات مصيرية لا يمكن النقاش حولها" مشدداً على ضرورة التأكيد على الهوية السورية: "نحن كرد سوريون وطنيون".