استعدادات أصحاب الحصادات في الحسكة للموسم الحالي وسط مخاوف من الخسارة

الحسكة – جيندار عبدالقادر – نورث برس

 

يتخوف أصحاب حصادات زراعية ومزارعون في الجزيرة خلال فترة التحضير للموسم الزراعي، من عدم إنصافهم بتحديد أجور الحصادات وسعر شراء محصول الشعير، وذلك بسبب التكاليف التي يتكبدونها جراء ارتفاع سعر صرف الدولار الذي سبب ارتفاعاً في أسعار مستلزمات الموسم، ولأنهم بالمقابل سيجنون أرباحهم بالليرة السورية.

 

وبدأ مالكو الحصادات في الحسكة وريفها بالتجهيز للموسم الزراعي مع استمرار معاناتهم في ظل قلة توفر وغلاء قطع الغيار نتيجة إغلاق الطرق والمعابر لمدة طويلة مع تنفيذ الإجراءات الاحترازية لمواجهة خطر انتشار مرض كورونا.

 

تحضيرات

 

وقال خالد محمد (43 عاماً)، وهو صاحب حصادة من نازحي سري كانيه/ رأس العين إلى مدينة الحسكة، إنه يقوم بالاستعداد لموسم الحصاد منذ نحو شهر ونصف الشهر من خلال أعمال الصيانة السنوية.

 

واشتكى من قلة توفر قطع الغيار بالإضافة إلى غلاء الأسعار في ظل الاستغلال الذي يقوم به الصناعيون، "في السابق كنا نتمكن من تجهيز الحصادة بمبلغ يقدر بنحو /500/ ألف ليرة سورية، في حين أننا نحتاج حالياً لأكثر من 2.5 مليون ليرة (..) يبلغ ثمن البرغي الواحد ما يعادل سعر أربعة كيلوغرامات من الشعير".

 

وتبلغ أسعار مختلف المستلزمات المتعلقة بالحصاد من حصادة وجرار وعربة مقطورة ومختلف العدة المرتبطة بها نحو //80 مليون ليرة سورية، بحسب قوله.

 

وفقد محمد كامل ممتلكاته وموسمه الزراعي ومحصوله، بالإضافة إلى منزله في سري كانيه/ رأس العين، نتيجة العملية العسكرية التركية العام الفائت في منطقة شرق الفرات بمشاركة فصائل المعارضة السورية المسلحة التابعة لتركيا، والتي نهب عناصرها معظم ممتلكات الأهالي.

 

وأضاف محمد أن قرارات الحظر في الأيام الأولى تسببت من خلال إغلاق المنطقة الصناعية وصعوبة التنقل وحظر التجول بقلة دخول قطع الغيار.

 

تكاليف باهظة

 

وقال حسن إسماعيل حسن 33) عاماً)، وهو صاحب حصادة من مهجري سري كانيه أيضاً، لـ"نورث برس"، "نقوم بشراء القطع ودفع تكاليف التصليح بالدولار، بينما نجني أجورنا بالليرة السورية"، طالباً من الجهات المسؤولة في الإدارة الذاتية بضرورة دراسة الوضع بالشكل الجيد والتكاليف الباهظة المترتبة على أصحاب الحصادات قبل أن يقوموا بتحديد أسعار الحصاد.

 

وأضاف، "في الموسم الماضي كان سعر الدولار الواحد يقدر بنحو /600/ ليرة سورية، وسعر الحصاد للأراضي البعل كانت /2000/ ليرة للدونم الواحد، في حين أن سعر الدولار وصل لنحو /1300/ ليرة وبالتالي لابد أن يكون سعر دونم البعل ما لا يقل عن /4000/ ليرة، مشاكلنا ليست فقط بالمازوت، نحن نشتري برميل الزيت بنحو //190 ألف ليرة في حين كان العام الماضي بنحو //70 ألف ليرة سورية، الفارق كبير جداً، إلى جانب أجور العمال التي باتت مضاعفة بالمقارنة مع العام الماضي ".

 

من جانبه، أكد أحمد حمكي (42 عاماً)، وهو صاحب ورشة للميكانيك في المنطقة الصناعية بمدينة الحسكة، لـ"نورث برس"، أن عمليات الاستغلال موجودة في كافة جوانب الحياة الاقتصادية والتجارية في المدينة، وخاصة لدى الصناعيين في المنطقة الصناعية وأصحاب محال بيع قطع الغيار، في ظل قلة القطع وكثرة أعداد السيارات والحصادات والآليات، على حد قوله.

 

ولفت إلى أنهم: "يتحججون بارتفاع سعر الدولار وأنهم يشترون كافة القطع بالعملات الأجنبية"، في حين أن البعض لديه قطع منذ سنوات، لكنه يبيعها بأسعار خيالية لندرتها.

 

أما المزارع صالح عبدالعزيز(54 عاماً)، فقد أوضح أنهم دفعوا خلال الموسم الحالي الكثير من المصاريف على أراضيهم الزراعية من تكاليف سماد وبذار وأجور حراثة وزراعة للجرارات الزراعية.

 

"لدي /80/ دونماً من الأرض، قمت برش 18 كيلوغراماً من الشعير لكل دونم، أي نحو 1,440 طن لأرضي الزراعية بسعر 80 ليرة لكيلو الشعير وبمبلغ إجمالي يقدر بنحو 115// ألف ليرة سورية فقط للبذار".

 

وأضاف أنه تحمل تكاليف أخرى لحراثة أرضه ورشها بالمبيدات، لافتاً أن سعر الحصاد كان يتراوح العام الفائت ما بين  %7و %12لأصحاب الحصادات، في حين تقاضى آخرون مبلغ يتراوح ما /1800/ و//2500 ليرة لقاء حصاد كل دونم.

 

مزارعون يتخوفون

 

ويقول صالح عبدالعزيز، أيضاً، إنهم لم يجنوا أرباحاً تذكر خلال الموسم الزراعي 2019 نتيجة "ارتفاع أجور الحصادات وقلة أعدادها والاستغلال الذي حصل بعد أن التهمت النيران آلاف الهكتارات، وخشية المزارعين من احتراق موسمهم الزراعي وخضوعهم لعمليات الاستغلال من قبل أصحاب الحصادات الزراعية للإسراع بالحصاد، إلى جانب تدني أسعار الشعير التي كانت في أفضل الحالات بـ //80 ليرة سورية للكيلوغرام الواحد".

 

وأضاف أنه في ظل الانخفاض المستمر لسعر الليرة السورية وبقاء أسعار الشعير بهذه المستويات المتدنية، إلى جانب أسعار الحصاد في هذا العام، والتي من المتوقع أن تصل إلى أكثر من 3000// ليرة لكل دونم أو بنسب تتجاوز 15 بالمئة، فإنه من المتوقع أن يخسر المزارع هذا الموسم، لكن قد تربح الأراضي المزروعة بالقمح نسباً قليلة، على حد قوله.

 

ويطالب المزارعون والعاملون في القطاع الزراعي هيئة الزراعة في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، بدارسة كل هذه الاعتبارات قبل تحديد سعر شراء الشعير هذا الموسم.

 

وكانت الإدارة الذاتية قد حددت سعر شراء كيلو القمح من المزارعين خلال الموسم الحالي بـ /225/ ليرة سورية، بينما لم تحدد سعر شراء إنتاج الشعير حتى الآن.