قرار بتعقيم السلع والمواد الغذائية قبل دخولها إلى ريف حلب الشمالي

ريف حلب الشمالي- دجلة خليل- نورث برس

 

اتخذت البلديات في بلدات وقرى ريف حلب الشمالي، الأربعاء، قراراً يسمح بدخول المواد الغذائية والسلع الأساسية القادمة من حلب ومناطق أخرى عبر معبري الأحداث ونبل بشرط تعقيمها، وذلك بعد مخاوف من أن تحمل السيارات والبضائع الداخلة عدوى فيروس "كورونا المستجد".

 

وأوضحت ملك حسين، الرئيسة المشاركة للبلديات في ريف حلب الشمالي، لـ"نورث برس"، أن البلديات قامت، الأربعاء، بتعيين عاملين من أعضاء البلدية على المعابر للقيام بتعقيم السيارات الداخلة إلى ريف حلب الشمالي.

 

ونوهت حسين إلى أنه تم اتخاذ قرار، اليوم أيضاً، يسمح بدخول جميع سيارات الخضار والمواد الغذائية القادمة من حلب إلى ريف حلب الشمالي، "وذلك بعد تعقيمها".

 

وكان سكان وبائعو مواد غذائية في مناطق ريف حلب الشمالي، قد انتقدوا هيئة الصحة وخلية الأزمة في المنطقة، لعدم تعقيمها للمواد الغذائية التي تستورد من مناطق الحكومة السورية، في ظل انتشار "الجائحة" في مناطق الأخيرة.

 

وقال فراس محمد (40عاماً)، وهو مهجر من منطقة عفرين ويعمل بائعاً للخضار في قرية فافين بريف حلب الشمالي، إنه يتوجب على البلديات وهيئة الصحة بريف حلب الشمالي تعقيم البضائع المستوردة إلى المنطقة، "لأن البضائع تأتي من مدن تقع تحت سيطرة الحكومة السورية، حيث سجلت حالات بفيروس كورونا في تلك المناطق".

 

وأضاف "نقوم بتسلم الخضار القادمة من معبر نبل في قرية "أحرص"، فالخضار تمر من عدة قرى  مثل دير جمال وكفر نايا وكفر صغير"، مطالباً بتسليم الخضار وتفريغها على المعبر مباشرة.

 

وتستورد مناطق ريف حلب الشمالي المواد الغذائية والخضار والفواكه من مدينتي حلب وطرطوس عبر معبري "الأحداث ونبل"، حيث يتم تسليم المواد الغذائية على معبر الأحداث لتجار الجملة دون السماح بدخول التجار والسيارات القادمين من حلب إلى ريف حلب الشمالي.

 

في حين تدخل السيارات المحملة بالخضار من معبر "نبل" إلى ريف حلب الشمالي ليتم تفريغ الخضار في قرية أحرص وتوزيعها على بائعي الخضار في القرى والبلدات.

 

وقال محمود حسين(34عاما)، وهو أحد المتبضعين في محل للمواد الغذائية، إنه يقوم بتعقيم مشترياته قبل استخدامها " لا أدري إن كانت المنتجات تحمل الفيروس أم لا، فمن الممكن أن يكون أحد المصابين بالفيروس قد لمس البضائع، والفيروس يعيش على الأسطح لعدة أيام، الأمر الذي يشكل مخاوف لدي".

 

وشدد حسين على ضرورة تعقيم المنتجات على المعابر كإجراء احترازي للوقاية من الفيروس، "كون جميع السكان لا يعلمون كيفية تعقيم المواد الاستهلاكية"، على حد تعبيره.

 

وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن "فيروس "كورونا المستجد" يمكنه البقاء فوق الأسطح لبضع ساعات أو حتى عدة أيام (حسب نوع السطح)، بينما من غير المرجح بقاء الفيروس فوق سطحٍ ما بعد نقله وتغيُّر مكانه وتعرضه لظروف ودرجات حرارة مختلفة".

 

ولا يتوقف الأمر عند قيام بعض سكان ريف حلب الشمالي ومهجري عفرين بتعقيم الخضار والمواد الغذائية، بل تصل المخاوف إلى المنتجات المعلبة التي تدخل عن طريق المعابر ويخشى البعض من انتشار فيروس "كورونا" المستجد عبرها.

 

فقد قال هاني بلو(29 عاماً)، وهو مهجر من منطقة عفرين، إنه يقوم بتعقيم الخضار، ولكن يتساءل عن المنتجات المعلبة التي لا يمكن تعقيمها، "أتخوف من انتشار الفيروس عبر هذه المعلبات، فلا أدري إن كانت آمنة أم لا".

 

وتقول منظمة الصحة العالمية، عبر موقعها الرسمي على الإنترنت، إنه "لا توجد حتى اليوم معلومات وبائية تشير إلى أن لمس السلع أو المنتجات أو السيارات المصدّرة من البلدان المتضررة بفاشية كوفيد-19 تشكل مصدراً لانتقال العدوى إلى البشر".

 

وتضيف المنظمة "ولهذه الأسباب، لا توجد توصيات بشأن تعقيم أي من السلع والمنتجات المجلوبة من البلدان المتضررة بفاشية كوفيد-19، إذ لا توجد أي أدلة على أن هذه المنتجات تشكّل خطراً على الصحة العامة".