لتمضية فترة الحظر.. سوريون في مصر ينخرطون بأنشطة ثقافية "أونلاين"

القاهرة- محمد أبوزيد- نورث برس

أقامت الجالية السورية في مصر أنشطة وفعاليات ثقافية مباشرة عبر الإنترنت لتمضية الوقت أثناء فترات الحظر والحجر المنزلي في ظل الإجراءات الرسمية المتخذة للوقاية من فيروس "كورونا" المستجد (كوفيد-19)، وذلك على غرار فعاليات رسمية أقيمت تحت إشراف وزارة الثقافة المصرية.

 

وشارك العديد من السوريين في فعاليات ثقافية سورية خالصة "أونلاين"، سواء الحفلات الغنائية والموسيقية أو المسرحيات، تم بثها وتداولها عبر عدد من الحسابات بمواقع التواصل الاجتماعي التي تضم الكثير من السوريين المتواجدين في مصر، وغيرهم أيضاً من المتواجدين خارجها وكذلك من المصريين.

 

شعر  وإنشاد

 

 وتضمنت الفعاليات أيضاً أمسيات شعرية وإنشاد ديني، في مساهمة من أصحابها لدعم الناس من أجل الاستفادة من وقت الفراغ في أوقات حظر التجول، وتمضية الوقت بشكل إيجابي، لتلاقي هذه الفعاليات اهتماماً كبيراً، تعبر عنه نسب التفاعل المباشر معها على الإنترنت.

 

ومن بين الحفلات التي وجدت صدى واسعاً عبر مجموعات تواصل السوريين بمواقع ومنصات التواصل الاجتماعي المختلفة، حفلة إنشادية للمنشد السوري عدنان الحلاق، الذي كان قد شارك في مسلسل باب الحارة بجميع أجزائه، وهو مؤسس فرقة الوهاب للإنشاد.

 

وتم التنويه عن موعد البث عبر مجموعة خاصة بالسوريين في مصر، قبل نحو /24/ ساعة من بث الأمسية، وحرص قرابة ألفي شخص على متابعته والتفاعل معه من خلال التعليقات أثناء الأمسية التي استمرت لأكثر من نصف ساعة، وتضمنت عدداً من الأناشيد والابتهالات الدينية وتابعها.

 

ومن بين الفعاليات، أيضاً، بث ثقافي مباشر للشاعر سيف الدين الخطيب، والذي تابعه مئات السوريين ممن تفاعلوا مع الأبيات الشعرية التي يلقيها وطلبوا أبياتاً خاصة بأسمائهم، وهو ما تفاعل معه الشاعر بإلقاء أبيات من قصائد مختلفة تحمل أسماء أشخاص، وفق طلب متابعيه، وذلك بعد اتفاق مسبق مع إدارة إحدى مجموعات الجالية السورية على الإنترنت.

 

ومن بين الفعاليات الثقافية المباشرة التي شاركها سوريون عبر مجموعاتهم الخاصة بمواقع التواصل الاجتماعي في مصر، أمسية شعرية وغنائية للمنشد عبد الرحمن موفق أبو شعر، والتي استمرت لساعات وتابعها أكثر من /14/ ألف مشاهد.

 

"وقت إيجابي"

 

يقول ضياء أبو الوليد، وهو سوري من مدينة حلب ومقيم بمدينة العبور، شرق القاهرة، والذي يدير إحدى الصفحات الخاصة بالسوريين في مصر، إن " مشاركة السوريين في تلك الأمسيات المتداولة، تأتي من باب الترويح عن النفس في فترات حظر التجول أينما كانوا، واستغلال الوقت بشكل مباشر في فعاليات ثقافية ومعرفية تحمل رائحة سوريا".

 

وأضاف، "فترات الحجر الراهنة دفعت البعض إلى اللجوء لتطبيقات ربما غير مفيدة، ومن ثمّ فهذه الأمسيات التي نحاول أن نشارك فيها هي جزء من مجموعة أفكار لقضاء وقت الحظر بالمنزل واستغلاله بشكل إيجابي، ضمن مجموعة من الأمور الإيجابية الأخرى كتعلم مهارات عبر الإنترنت أو إنجاز بعض الأمور المتأخرة بالمنزل، وحتى التواصل مع الأهل في كل مكان عبر تطبيقات التواصل".

 

تسلية وكوميديا

 

وتضاف إلى تلك الفعاليات أيضاً مبادرات شخصية من جانب بعض السوريين، ممن استغلوا فترة الحظر في الظهور ببث مباشر أو مسجل في فيديوهات مختلفة يقومون فيها بالحديث عن موضوع بعينه مع شرح أبعاده، ومن بينها فيديوهات تثقيفية توعوية.

 

ومن بين تلك الفيديوهات، ما بدأه الشابان السوريان (يحيي وبراق) اللذان يقيمان في مصر، وقد بدأا معاً بث قناة فيديوهات مرحة تخلط بين تعليم الطهي السوري والخليجي، والكوميديا والمقالب، كنوعٍ من الترفيه، وهي القناة التي تم الترويج لفيديوهاتها الأولية عبر مجموعات التواصل الخاصة بالسوريين.

 

 وقال "براق" وهو شاب في مقتبل العمر إن تلك القناة الجديدة والتي بدأت من الحجر "هدفها الرئيسي رسم الضحكة على وجوه الناس.. من خلال المقالب والمواقف الطريفة مع الطبخات التي يقوم بها يحيي.. الجميع يعاني من الحجر، والناس ضجرون، وبالتالي أردنا أن نطلق تلك القناة من أجل أن يخرج الناس من هذه الحالة الصعبة، ولدينا خطط للاستمرار بعد الحظر بشكل مختلف من خلال التصوير بالخارج واستعراض معالم مصر".

 

وأقرت جمهورية مصر العربية مد حظر التجول (من الثامنة مساءً للسادسة صباحاً) لمدة أسبوعين جديدين، تنتهي قبل نهاية الأسبوع المقبل، مع تعطيل العمل في المقاهي والكافتريات والإبقاء على المطاعم لتوصيل الطلبات للمنازل في غير فترات الحظر، مع استمرار تعليق العمل بالمدارس وإقرار بدائل لامتحانات الفصل الدراسي الثاني.