مزارعو كوباني يترقبون الحصاد وسط مخاوف من تكرار الحرائق

كوباني – فتاح عيسى / فياض محمد – نورث برس

 

يراقب المزارعون في ريف مدينة كوباني، شمال شرق حلب، مزروعاتهم وينتظرون وقت الحصاد وسط مخاوف من تكرار ما حدث العام الفائت من تعرض محاصيلهم للحرائق، فيطالبون مديرية الزراعة والجهات المسؤولة في "إقليم الفرات" بالعمل على اتخاذ تدابير واستعدادات لمنع تكرار تلك الحرائق مع اقتراب موعد الحصاد.

 

وقال محمود مصطفى (65 عاماً)، وهو مزارع من قرية ديهابان شرق كوباني، إن مديرية الزراعة في كوباني لم تقم برش المبيدات على الحشائش في القرى الشرقية حتى الآن، "والتي ساعدت في احتراق المحاصيل العام الماضي"، على حد قوله.

 

وطالب بالإسراع في رش المبيدات وزيادة عدد سيارات الإطفاء خلال الموسم الزراعي تحسباً لحتما نشوب حرائق في الأراضي الزراعية.

 

ولفت مصطفى، الذي خسر العام الفائت نحو//17هكتاراً من محصوله في قرية "ديهابان" نتيجة الحرائق، إلى أن مزارعي ريف كوباني قاموا بزراعة أراضيهم هذا العام، رغم التهديدات التركية باجتياح منطقة كوباني.

 

ويشير مصطفى إلى أهمية تنظيم عمل الحصادات كي لا تتكرر مشكلة العام الفائت، حيث "اتجهت معظم الحصادات إلى الجزيرة للعمل، فيما بقيت أعداد قليلة جداً في منطقة كوباني".

 

وكان المزارعون في ريف مدينة كوباني قد اشتكوا العام الماضي من قلة عدد الحصادات الزراعية في مناطقهم وقت الحصاد، الأمر الذي أدى لأضرار كبيرة في محاصيلهم، وبشكل خاص محصول الشعير الذي بدأت حبوبه بالتساقط نتيجة تأخر حصاده.

 

وكانت أغلب الحصادات الزراعية التي تشتهر كوباني بكثرتها، قد اتجهت العام الماضي إلى أرياف الرقة ودير الزور والحسكة، التي نضجت محاصيلها الزراعية قبل محاصيل كوباني بعشرة أيام تقريباً، بالإضافة إلى أن اتساع رقعة المزروعات في أرياف المناطق الأخرى وإنتاجها الوفير كان سبباً لإسراع معظم أصحاب الحصادات نحوها.

 

من جهته، قال محمد بركل (59 عاماً)، مزارع من كوباني، إنه تحمل تكلفة رش مبيدات الحشائش على الطريق قرب أرضه قبل نحو عشرة أيام، لافتاً إلى أنه "كان من المفروض أن تقوم مديرية الزراعة برش المبيدات أو تعطي للمزارعين المبيدات كي يتم رشها".

 

وأضاف "اشتريت عبوة المبيدات بسعر ستة آلاف ليرة سورية "، موضحاً أن  نحو/50/ هكتاراً من الأراضي الزراعية احترقت في قريته العام الماضي.

 

يؤكد بركل أن مديرية الزراعة لم تقم برش المبيدات في قرى (مكتلة، وديهابان، وشاهينك، وشران)، حيث قام أغلب مزارعي تلك القرى بتأمين المبيدات على نفقتهم الخاصة.

 

وكانت مديرية الزراعة في كوباني قد قامت، قبل نحو أسبوعين وبالتنسيق مع هيئة الاقتصاد في "إقليم الفرات"، برش طرق (كوباني- الجلبية، وكوباني – صرين، وكوباني – القنايا، وطريق كوباني باتجاه بلدة الشيوخ) بالمبيدات، بحسب ما أوضحه فهد عباس، الإداري في مديرية الزراعة في كوباني، لـ"نورث برس".

 

وقال عباس إن المديرية قامت باستئجار جرارات زراعية عملت على رش المبيدات لمدة أسبوع على الطرقات التي تمر عبر الحقول الزراعية في الريف.

 

وبلغ إجمالي المساحات الزراعية التي أحرقتها النيران في مقاطعة كوباني خلال موسم 2019، /11.396/ دونماً ، بينها /2.202/ دونم مزروعة بالقمح، و/9.194/ دونماً مزروعة بالشعير، إضافة إلى احتراق /17.989/ شجرة، أغلبها أشجار زيتون وفستق، فضلاً عن /30/ دونماً مزروعة بالعدس، بحسب تصريح سابق للمتحدث باسم لجنة الاقتصاد في مقاطعة كوباني، خليل شيخ مسلم.

 

وأوضح شيخ مسلم  حينها أن المساحات التي أتلفتها النيران، توزعت في نحو /50/ قرية بريف كوباني، تعود ملكيتها لـ/308/ أشخاص.

 

وكانت الإدارة الذاتية لشمال وشرقي سوريا قد قامت بالاستناد لقرار هيئة الاقتصاد والزراعة الصادر في /30/ أيلول/ سبتمبر من العام الماضي، بتعويض المزارعين الذين تضرروا نتيجة احتراق محاصيلهم، من خلال تقديم البذار لهم بشكلٍ مجاني.