المناطق الصناعية بحلب تعمل رغم تطبيق قرارات الإغلاق على منشآت أخرى

حلب – نورث برس

 

لم تطبق الجهات الحكومية المسؤولة عن حظر التجول في مدينة حلب، شمالي سوريا، إجراءاتها المشددة على المدن والمناطق الصناعية في الشيخ نجار والشقيف والليرمون والقاطرجي والراموسة، بالإضافة إلى معامل متفرقة في محيط مدينة حلب، لتواصل هذه المنشآت الصناعية إنتاجها، في وقت شملت فيه إجراءات الإغلاق مؤخراً أسواقاً وقطاعات أخرى.

 

وتعتبر المناطق الصناعية الرئة الاقتصادية التي يتنفس منها الاقتصاد الحكومي في حلب، كما أنّها مصدر دخل لآلاف العمال الذين يحركون الأسواق في مدينة حلب عبر تبضعهم من المردود الشهري الذي يتقاضونه.

 

ولجأت الكثير من تلك المعامل والمصانع إلى التواصل مع مجلس محافظة حلب، وتقديم مبررات لاستمرار عملها كحاجة السكان إلى بعض المواد الأساسية، أو قدرتها على تحويل عملها إلى إنتاج مستلزمات للوقاية من فيروس "كورونا" المستجد.

 

وقال حسام ششمان، وهو أمين سر المدينة الصناعية في "الشيخ نجار"، إنهم سعوا مع اللجان الحكومية المختصة في محافظة حلب، منذ بداية الإجراءات الاحترازية، لإبقاء المدن والمناطق الصناعية خارج إجراءات الإغلاق، ليتم العمل على إنتاج مستلزمات ضرورية خلال هذه الفترة.

 

"كثير من المعامل حولت جهدها لصناعة أدوات خاصة لمواجهة انتشار الفيروس، مثل معامل النسيج وورشات الخياطة التي اتجهت لصناعة القفازات والكمامات والملابس الخاصة بالكوادر الطبية".

 

وأضاف، في حديثه لـ "نورث برس"، "إنّ تشغيل المعامل بهدف صرف الجهود لرفد الأجهزة الحكومية بمستلزمات محلية الصنع، كانت له نتائج إيجابية كبيرة عادت بالفائدة ليس فقط على القطاع الصحي، بل على مجمل القطاعات والمرافق الحيوية والخدمية".

 

ومع ازدياد الطلب على المنظفات والمعقمات، ازدادت أسعار المواد الأولية لتصنيعها محلياً وعالمياً، الأمر الذي دفع بعض صناعيي حلب إلى البحث عن مصادر محلية بديلة للاستيراد أو الاعتماد على كميات مخزنة من تلك المواد.

 

أمّا الصناعي عبد المجيد علبي، وهو صاحب معمل لتصنيع مواد التعقيم والتنظيف في مدينة "الشيخ نجار" الصناعية، فأوضح أنّهم حاولوا الاستجابة لازدياد الطلب على مواد التعقيم والمنظفات في ظلّ الجائحة التي تجتاح العالم، "حاولنا في المعمل تذليل عقبات كثيرة تقف في وجه توفير مواد التعقيم والتنظيف بأسعار مقبولة".

 

وعن العقبات التي واجهتهم، أضاف أنه نسق مع مجلس محافظة حلب وقيادة شرطة المحافظة، من أجل تسهيل وصول العمال إلى العمل، خلال أوقات الحظر، في حين تم الاعتماد على مواد تعقيم مصنعة محلياً وعلى المواد المخزنة سابقاً، لتخفيف أثر ارتفاع أسعار المواد الأولية على الأسواق.

 

ومع توقف الكثير من الأعمال التي طالتها تداعيات إجراءات مواجهة فيروس "كورونا"، صار تأمين فرصة عمل من أجل الراتب الشهري في ظل الحظر مكسباً كبيراً للكثير من العمال في مدينة حلب وأريافها، والذين لجأ الكثير منهم إلى المدن الصناعية والمعامل بحثاً عن فرصة عمل للتغلب على تردي الأوضاع الاقتصادية نتيجة الغلاء والبطالة معاً.

 

وقال حسان الزيات، وهو عامل في معمل نسيج في منطقة "الشقيف" الصناعية، إن "الحصول على فرصة عمل في ظلّ توقف معظم الأعمال والمهن بسبب فيروس كورونا، هو إنجاز كبير، لكن وصولي من منزلي في حي الكلاسة إلى مكان عملي يعرضني لمصاعب عديدة، إضافة لارتفاع تكاليف المواصلات، إنما يبقى الحال أفضل من التزام البيت دون مردود مادي في ظل هذا الغلاء".

 

وأضاف الزيات، لـ "نورث برس"، أنهم في المعمل يلتزمون باتخاذ إجراءات الوقاية المتوفرة من ارتداء كمامات وقفازات، وتنظيف وتعقيم الأرضيات والآلات التي يعملون عليها، ومراعاة مسافة بين العمال، "في سبيل أن نستمر في العمل".