الإجراءات الاحترازية للحظر تثقل كاهل مرضى السرطان في القامشلي
القامشلي -عبدالحليم سليمان- نورث برس
في مبنى هيئة الصحة "لإقليم الجزيرة" التابعة للإدارة الذاتية لشمال وشرقي سوريا، يستفسر أبو محمد (58عاماً) عن الإجراءات التي يخضع لها مرضى السرطان العائدين من دمشق عبر مطار القامشلي، في ظل إجراءات الحجر الصحي الذي فرضته الإدارة في مناطق شمال شرقي سوريا.
و"أبو محمد" هو من سكان مدينة القامشلي وزوجته مصابة بسرطان الثدي وتتلقى العلاج بشكل دوري في العاصمة دمشق.
موظفون في هيئة الصحة قالوا إن جميع العائدين من خارج مناطق الإدارة الذاتية يخضعون للحجر الصحي لمدة خمسة عشر يوماً بينما الأشخاص الذين يعودون من رحلات العلاج فقط تجرى لهم الفحوصات الطبية ثم يوضعون في الحجر الصحي في منازلهم بالتنسيق مع مجالس الأحياء (الكومين).
ويقول محمد خلف عبد العزيز نائب الرئاسة المشتركة لهيئة الصحة في "إقليم الجزيرة" لـ"نورث برس" إن المرضى المصابين بالسرطان يتم تخريجهم من الحجر الصحي فور إتمام الفحوصات اللازمة لهم من قبل الطبيب المختص بالأورام والسرطانات ويحالون إلى الحجر المنزلي.
ويُؤمّن نسبة كبيرة من المصابين بالسرطان جرعاتهم لفترة طويلة من خلال الصيدليات الموجودة في مدينة القامشلي.
ويقول أحد أبناء (ط.م) البالغ من العمر (65 عاماً) والمصاب بسرطان في البنكرياس، إنهم أمنوا الجرعات اللازمة لوالدهم لفترة عدة أشهر وهم لا يحتاجون للسفر إلى دمشق في هذه الفترة، حيث جرى تشخيص مرض والدهم وتحديد العلاج له في إحدى مشافي العاصمة.
إغلاق العيادات
يشير الطبيب المختص في أمراض الدم والأورام الدكتور دانيش محمود حج ابراهيم، والذي يشرف على علاج وجرعات عشرات المرضى في مدينة القامشلي وريفها إلى أن عدد المصابين بأمراض السرطان ازداد في السنوات الأخيرة لأسباب عدة كتلوث الجو بدخان الحراقات النفطية وغياب الرقابة الغذائية.
وبعد فرض حظر التجول في شمال شرقي سوريا، من قبل الإدارة الذاتية والذي شمل منع التجمعات بما فيها تجمع المرضى في العيادات الطبية انتقل حج إبراهيم للإشراف على مرضاه في إحدى مشافي المدينة الخاصة.
ويخشى الطبيب المختص بالأورام أن تتأثر صحة المرضى لدى مجيئهم إلى المستشفى نتيجة الاختلاط الزائد مع الناس مقارنة مع تلقيهم العلاج في العيادات الخاصة حيث كانت نسبة الاختلاط أقل، بحسب الطبيب.
ويعاني المصابون بالسرطان بالأساس من ضعف في جهازهم المناعي بحسب ما أشار الطبيب، وأن نسبة الوفيات بفيروس "كورونا" كبيرة بين المصابين بالسرطان على مستوى العالم والتي وصلت إلى /22/ بالمئة من الوفيات وهي نسبة عالية، وفقاً له.
جهود لمواجهة السرطان
وقال نائب الرئاسة المشتركة لهيئة الصحة، إنهم كانوا بصدد فتح مركز لمعالجة أمراض السرطان وتجهيز كل المراحل التي يلزمها علاج المرض من خلال مبنىً خاص بجانب مشفى القلب والعين في مدينة القامشلي بالإضافة إلى تجهيز مركز لتصوير الرنين المغناطيسي.
وتؤّمن الهيئة لهؤلاء المرضى تسهيلات السفر من أجل العلاج إلى دمشق وإقليم كردستان العراق لا سيما في فترة حظر التجول المفروضة كإجراء احترازي لمنع انتشار جائحة "كورونا" في المنطقة.
وافتتحت الإدارة الذاتية قبل ستة أشهر مركزاً تخصصياً للكشف المبكر عن سرطان الثدي (الماموغرافي- إيكودوبلير) في القامشلي.
وبحسب روجدا سليمان مديرة المركز الحاصلة على شهادة الهندسة في نظم الحاسوب والتي تشرف على أداء الأجهزة والكمبيوترات في المركز، فإن طاقم المركز مؤلف من ست نساء بالإضافة إلى الطبيب المختص بالأشعة.
وتشير سليمان إلى أن المركز يقدم بالمجان خدمات التصوير والكشف المبكر للحالات لدى النساء سواء أكانت ورم سرطاني في الثدي أو تليف أو كيس زلالي أو تضخم في العقد اللمفاوية، بالإضافة إلى خدمات التوعية الصحية سواء للنساء المريضات أو الأصحاء لكيفية التعامل مع المرض أو الوقاية منه بما في ذلك الفحص الذاتي.
وتقول مديرة المركز عن حجم العمل في المركز "نستقبل في اليوم الواحد من/15/ إلى /20/ مريض تقريباً وشهرياً من /350/ إلى /390/ مريض، فيما تبلغ النسبة الإيجابية بالمرض /2/ %".
وتتوافد النسوة من مختلف مناطق الجزيرة على المركز بحسب مديرته، فيما يتلقى المركز دعمه من منظمة الهلال الأحمر الكردي التابع للإدارة الذاتية.
أما المثقفة الصحية في المركز فاطمة عبد الله، تشرف على توعية النساء المريضات أو السليمات على التعامل مع الأورام التي تصيب الثدي وتتركز على الفحص الذاتي للسليمات فيما المريضات يقتصر على الدعم النفسي وكيفية التعامل مع المرض.