سكان في حلب لا يكترثون لارتداء الكمامات كاهتمامهم بالإجراءات الوقائية الأخرى
حلب – نورث برس
ارتفاع عدد الإصابات المعلنة بفيروس كورونا المستجد في سوريا مؤخراً، لم يقنع بعض سكان حلب بضرورة ارتداء الكمامات الطبية، رغم ازدياد الطلب عليها محلياً وعالمياً مع اتساع رقعة تفشي الوباء في دول العالم.
ومع أن معظم السكان اهتموا بإجراءات وقائية أخرى كالتعقيم والنظافة والمحافظة عموماً على صحة الجسم والجهاز المناعي، إلا أنهم لم يهتموا بارتداء الكمامات بالدرجة نفسها، حتى أثناء تنقلهم في أحياء المدينة أو مرورهم بأسواقها وشوارعها الرئيسة.
وقال محمد خلو، وهو نازح من مدينة عفرين ويقيم مع عائلته في حلب، لـ "نورث برس"، إن الكمامات باتت "لعبة لتجار الأزمة ولم تبق وسيلة من أجل الوقاية"، فهم يتحكمون بأسعارها دون ضبط، "الكمامة الواحدة كانت تباع قبل انتشار فيروس كورونا بمبلغ /20/ ليرة، ولكن وصل سعرها الآن إلى /800/ ليرة".
وأضاف أن إمكاناته المادية لا تسمح له بشراء كمامات لعائلته المكونة من خمسة أشخاص بهذا السعر، "أفضّل شراء الطعام لعائلتي بدلاً من شراء الكمامة".
هذا إلى جانب عدم ثقة الكثيرين بنوعية الكمامات التي تنتج محلياً في ورشات الخياطة وتباع خارج الصيدليات والمستودعات الطبية.
وقال سعيد مصا، وهو معلم في مدرسة للمرحلة الابتدائية، إنّ الكمامات مفقودة في الصيدليات، لكنها متوفرة على البسطات "وأظنّ أنّها غير معقمة، أستعيض عنها بالمحافظة على نظافتي الشخصية والوقاية الذاتية".
ولكن ينظر علي طرابيشي، وهو محام من مدينة حلب، للأمر من زاوية أخرى، فقد قال لـ "نورث برس" إن السكان لا يأخذون موضوع ارتداء الكمامات بشكل جدي لأنهم لم يعتادوا عليها، فهي "شيء جديد في حياتنا اليومية".
كما رأى طرابيشي أن الإصابات المحدودة داخل سوريا والإعلان عن أنها "آتية من خارج البلاد"، ساهم في طمأنة الناس، لكن "إن حدثت خطورة كبيرة مع مرور الأيام، فمن المؤكد أننا سنتقيد بإجراءات إضافية".
وكانت مديرية التربية في حلب قد خصصت، قبل حوالي أسبوع، ست ثانويات للتعليم المزدوج، المعتمد على بيئة العمل مع المؤسسة التعليمية، وخمسة معاهد للتربية المنزلية، لتصنيع كمامات ضمن المواصفات والقياسات المطلوبة.
من جهته، قال صهيب العلي، وهو صيدلي في مدينة حلب، إن قيام العديد من الأشخاص والورشات بصناعة الكمامات، ليس إلا "ليتاجروا بها، لأنها سلعة مطلوبة الآن".
وحول عدم توفر الكمامات في الصيدليات والمستودعات الطبية المعتمدة، أضاف العلي أن " نقص الكمامات في الأسواق السورية، يعود لأن سوريا كانت تستورد الكمامات من الصين، بكلفة /16/ ليرة للواحدة منها ، لكن توقف استيرادها وبدأ التجار بتصنيعها محلياً بأسعار باهظة، وحتى أحياناً دون تعقيم ودون المواصفات المطلوبة".
وتوصي منظمة الصحة العالمية، عبر موقعها الإلكتروني على الإنترنت، بعدم ارتداء الكمامات إلا عند ظهور أعراض السعال والعطس، أو عند رعاية شخص مصاب بعدوى "كوفيد-19"، كما تشدد على معرفة كيفية الاستخدام السليم للكمامة والتخلص منها عند استخدامها.