استمرار الحجر على السيدة زينب بدمشق وسط نقص توفر الخبز والمواد الغذائية
دمشق – أحمد كنعان – نورث برس
يعاني سكان بلدة السيدة زينب، في ريف دمشق الجنوبي، من نقص في الخبز والمواد التموينية مع انقطاع الكهرباء لساعات طويلة في تقنين، ما يؤدي إلى عدم القدرة على تعبئة المياه التي لا تتوافق ساعات ضخها مع مواعيد توفر الكهرباء، وذلك في ظل الحجر الصحي الكامل فيها منذ بداية نيسان/ أبريل الجاري.
شخصيات من المنطقة تحدثوا لـ"نورث برس" عن أبرز ما يعانيه السكان من أعباء الحجر الصحي، وسط غياب بعض الحلول، وارتباك في تنفيذ القرارات المتعلقة بالعزل.
وقال الشيخ فادي برهان، مدير العلاقات العامة في فرع جامعة "المصطفى"، وهي جامعة دينية غير حكومية لها فرع في السيدة زينب، لـ "نورث برس"، إن الكهرباء لا تتوفر في منطقة السيدة زينب إلّا لساعتين فقط يومياً كونها مناطق إعادة إعمار، لكنه لفت أيضاً إلى أن انقطاع الكهرباء يعني انقطاع المياه.
" لا يمكن تشغيل المضخة بدون كهرباء، وسعر صهريج المياه الكافي ليوم واحد يبلغ /2000/ ليرة سورية، وهذا ما يزيد العبء علينا في ظروف الحجر الصحي".
وأضاف أن هناك ارتباكاً في تنفيذ القرارات الخاصة بتنفيذ الحجر، فيما يخص السماح لشاحنات المواد الغذائية بالدخول وتعقيمها، بالإضافة إلى وقائع أخرى، " تمّ مثلاً منع مريضة من الخروج إلى موعد غسيل كليتيها في مشفى ابن النفيس".
وأشار برهان إلى رداءة نوعية المواد الغذائية والأساسية الداخلة إلى منطقة الحجر، والأسعار الخيالية لها، "حين نخاطبهم يجيبونا بأنّ هناك اجتماعاً سيعقد لحل الوضع وضبط الأمور".
وتعرف بلدة السيدة زينب، التي تبعد /10/ كلم جنوب العاصمة دمشق، بكثافة عدد سكانها، خاصة بعد لجوء أبناء القرى المجاورة إليها أثناء سنوات الحرب السورية، كونها كانت تحظى بحماية أمنية نتيجة مكانتها الدينية لوجود مقام السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب فيها.
وقال أيمن الحسن، وهو رئيس جمعية القصة في اتحاد الكتاب العرب ويسكن في منطقة السيدة زينب، أن الازدحام لا يزال موجوداً على الأفران، متسائلاً: "لماذا لا يتم توزيع الخبز على البيوت في السيدة زينب، كما يحدث في أحياء من العاصمة دمشق"
من جانبه، قال الشيخ حسن عبد الهادي، مدير الحوزة الزينبية، لـ "نورث برس"، إن هناك نقصاً في المواد الغذائية في البلدة وفي مقدمتها الخبز.
"تمرّ أيام لا تصل فيها إلّا كميات قليلة من الخبز، أمّا مواد التعقيم والكمامات والقفازات اللازمة للوقاية من كورونا المستجد فهي متوفرة بشكل جيد".
وأشار عبد الهادي إلى تركز إجراءات حجر مشددة على أربعة أبنية، اكتشفت فيها حالات إصابة، حيث تمّ نقل المصابين إلى مراكز الحجر، "ولم يسمح لساكن الأبنية بالدخول أو الخروج من البناء، فيما تمّ تزويدهم بالمواد الغذائية، وتأمين الكشف الصحي يومياً".
وكانت الحكومة السورية قد قررت، مطلع نيسان/ أبريل الجاري، عزل منطقة السيدة زينب في ريف دمشق الجنوبي، لتقييد الحركة في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية بعد أن تمّ تسجيل أول إصابة بفيروس كورونا في أحد المباني.
ونفى مصدر من وزارة الصحة السورية، في 11 نيسان/ أبريل الجاري لصحيفة الوطن، فك الحظر عن الأبنية، وذلك بعد انتشار شائعة عن فك الحظر عن الأبنية التي تم الحجر عليها في شارع الحرامات ببلدة السيدة زينب، مؤكداً أنّ فك الحظر عن المبنى مرتبط بضرورة أن تكون جميع نتائج التحليل لسكان الأبنية سلبية.