"كورونا" في إسبانيا.. مدن صمتت موسيقاها وتحصن سكانها في المنازل

هوشنك حسن – نورث برس

 

صمت يطبق على شوارع مدن إسبانية عرفت بالموسيقا والحفلات، لكنها باتت الآن فارغة، يخترقه أحياناً صفير سيارات الإسعاف، الحشود الغفيرة في المرافق العامة تبددت ليتحصن الناس في منازلهم خوفاً. سؤال وحيد يجول في بال الجميع، هل سأكون الضحية القادمة أم سأنجو؟.

 

وبلغ عدد الإصابات بفيروس "كورونا" في إسبانيا /166.831/، في حين بلغت الوفيات /17.209/، بحسب البيانات التي أعلنتها جامعة "جونز هوبكنز" الأمريكية اليوم الاثنين، لتكون بذلك الأولى أوروبياً فيما يخص عدد الإصابات من الفيروس والثانية في العالم بعد الولايات المتحدة الأمريكية، ولا يزال العدد يرتفع بشكل يومي.

 

استنفار

 

وقالت الدكتورة كامي إبراهيم، مسؤولة قسم الطوارئ في مشفى "of may 2" ببرشلونة، لـ "نورث برس"، إن الوضع في اسبانيا تفاقم لعدة أسباب، أهمها تأخر الاستجابة السياسية العالمية، من ناحية اعتبار "كورونا" كوباء عالمي وقيام الحكومات بالإجراءات اللازمة.

 

 "نحن الآن في حالة هستيريا جماعية، نركض في جميع الاتجاهات دون الوصول إلى أي مكان".

 

وذكرت بيانات وزارة الصحة الإسبانية، أمس الأحد، أن العاصمة مدريد لا تزال الأكثر تضرراً مع /46.587/ إصابة، يليها إقليم كتالونيا /34.027/ إصابة، وكانت كتالونيا، مقاطعة شمال شرق إسبانيا عاصمتها برشلونة، ترغب بالانفصال عن مدريد منذ مدة طويلة، لكن يبدو أن طموحها الأول اليوم بات التصدي للوباء.

 

حالة طوارئ متأخرة

 

حالة الطوارئ في البلاد أعلنت في 14 آذار/ مارس الفائت، المدارس والجامعات والمحلات التجارية أغلقت أبوابها، لكن المعامل والشركات كانت تعمل حتى نهاية الشهر نفسه، ما جعل الحكومة محل انتقادات من مراقبين.

 

ومن جانبها، أشارت وزارة الصحة الإسبانية إلى أن منحى العدوى الذي شهد ارتفاعا حاداً في الفترة الأخيرة، بدأ يتخذ شكلا مسطحاً، يأتي هذا بالتزامن مع توسيع نطاق إجراءات الإغلاق في جميع أنحاء البلاد ليشمل تعليمات للعمالة غير الأساسية بالبقاء في المنازل لمدة أسبوعين لخفض الضغط عن المستشفيات.

 

بحسب وزارة الصحة الإسبانية، يعود تفشي الوباء بشكل كارثي إلى إصابة أكثر من /14/ ألف شخص بين الأطباء والممرضين وتقنيي مكافحة الفيروس في خط الدفاع الأول، ما أدى إلى تفاقم الوضع وإجبار الحكومة على الاستعانة بأطباء وممرضين متقاعدين، بالإضافة لطلب المساعدة من طلاب كليات الطب.

 

كما أكدت الوزارة أن غرف الإنعاش في أربعة أقاليم لم تعد قادرة على استقبال المرضى، في حين بلغ عدد المتعافين من  المرض / 62.391/، وفق ما نشرته جامعة "جونز هوبكنز" الأمريكية.

 

"ابقوا في منازلكم"

 

وقالت الطبيبة كارمن أليغريا، التي أصيبت بالفيروس أثناء قيامها بعملها ضمن مشفى "PAC" في مدينة كاسيريس، لـ "نورث برس"، "شعرت أن حرارتي كانت ترتفع، وجدت صعوبة في التنفس وألم في كامل الجسم"، بعد قيامها بالفحوصات اللازمة كانت النتيجة إيجابية مما يعني إصابتها بالفيروس، فقامت بحجر نفسها ضمن المنزل حتى التعافي.

 

بحسب الطبيبة الخمسينية، لا يميز الفيروس بين الناس حسب الأعمار، يصيب الصغير والكبير، وتضيف "نعم نسبة الوفاة بين كبار السن أكبر من غيرهم، لكن هذا لا يعني أنه لا يصيب الشباب" وفي نهاية حديثها تنصح الناس بالبقاء في المنازل حتى اكتشاف لقاح لهذا "العدو الفاتك"، بحسب تعبيرها.

 

وأعلنت الحكومة الإسبانية ، الخميس الماضي، تمديد حالة الطوارئ حتى 26 من نيسان/ أبريل الجاري، وأكدت على مخالفة كل من يخرج من بيته من دون سبب مقنع أو طارئ، حيث أن السلطات تمنع التجول في الشوارع، في حين تسمح فقط لأصحاب الكلاب بالخروج لمدة عشر دقائق يومياً كنوع من العناية بهم.