أربعة أعوام على قصف حي الشيخ مقصود باستخدام غازات سامة

 

حلب – زين العابدين حسين – نورث برس

 

يتذكر سكان حي الشيخ مقصود، في الجهة الشمالية من مدينة حلب، قيام فصائل المعارضة السورية المسلحة بقصف الحي بقذائف تحمل غازات سامة في مثل هذه الأيام من العام 2016.

 

استهداف الحي  بالغازات السامة تسبب آنذاك بإصابات عديدة بين المدنيين من سكان الحي الذي كانت وحدات حماية الشعب قد صدت هجمات فصائل المعارضة عنه في العام 2012.

 

وروى شيار علي، وهو أحد المصابين جراء قصف الحي بالغازات السامة، لـ "نورث برس"، مشاهداته في ذلك اليوم: " كنت في منزلي برفقة أصدقائي، سمعنا صوت انفجار من الشارع خلف منزلنا، فسارعنا لإسعاف المصابين، رأينا دخاناً ذا لون مائل إلى الأصفر وأطفالاً فاقدين لوعيهم، فأدركنا بأنه تم قصف الحي بغازات سامة، لأننا شاهدنا حالات مشابهة من قبل، في العام 2013".

 

وأضاف "قمنا بتغطية وجوهنا فوراً بقطعة قماش، وأسعفنا المصابين للمشفى، وتم فحصنا أيضاً بسبب ظهور أعراض علينا مثل صعوبة التنفس والرجفان".

 

وقال الدكتور ولات معمو، وهو إداري في مشفى الشهيد خالد فجر وأحد معاصري الهجمات الكيميائية على الحي، إنّ الجانب المعروف باسم (حي معروف) في الشيخ مقصود تعرض لاستهداف بالغازات الكيماوية عام 2013، ما تسبب بفقدان ثلاثة مواطنين لحياتهم، "أحدهم طفل لم يكمل الرابعة من عمره بعد، ووالده الأربعيني وامرأة ثلاثينة، كما أصيب خمسة عشر شخصاً آخرين، تم إسعافهم آنذاك إلى مدينة عفرين".

 

وأضاف معمو، لـ "نورث برس"، أن حي الشيخ مقصود تعرض لهجوم بالغازات السامة مرة أخرى في نيسان/ أبريل عام 2016، حيث وصلت إلى المشفى في ذلك الوقت حالات اختناق كثيرة، لكنهم لم يستطيعوا تحديد ماهية الغازات المستعملة، "لم نستطع معرفة الغازات المستخدمة بالضبط، وما نوعها، وذلك لقلّة الإمكانات في المشفى حينها، وعدم وجود مخبر، لكن الفحص السريري للمصابين أكّد تعرضهم لغازات سامة، فقد ظهرت عليهم حالات إقياء واحمرار وضيق تنفس بالإضافة إلى الرجفان".

 

ولفت معمو إلى أنّه كان من بين المصابين أطفال، وآخرون عسكريون من وحدات حماية الشعب الذين أصيبوا بالأعراض نفسها أثناء محاولات إسعاف المدنيين المصابين للمستشفى.

 

من جانبها، قالت روشين موسى، الرئيس المشارك لبلدية الشعب في حيي الشيخ مقصود والأشرفية بحلب، والتي كانت من بين الشهود على الحادثة، إنّ الحي فقد ضحايا مدنيين إثر اختناقهم بسبب الغازات السامة في المرة الأولى، لكن الفصائل المسلّحة قصفت الحي للمرة الثانية بالغازات السامة في 2016، "وقعت إصابات عديدة بين المدنيين، وتم إسعافهم من قبل كادر المشفى رغم إمكانات المشفى المتواضعة".

 

وكان إسلام علوش، المتحدث الرسمي باسم "جيش الإسلام"، قد اعترف بقصف حي الشيخ مقصود باستخدام "أسلحة غير مصرح بها في هذا النوع من المواجهات".