في ديريك.. ست نساء ينتجن خمسمئة كمامة طبية يومياً

ديريك- سولنار محمد- نورث برس

 

في مشغل صغير أنشئ على عجل في مدينة ديريك، أقصى شمال شرقي سوريا، تنهمك ست نساء في العمل على حياكة كمامات طبية بعد أن شهدت المنطقة نقصاً حاداً في توفرها، ويدأب أولئك النسوة على تعقيم أيديهن والأدوات التي يستخدمنها أثناء العمل.

 

وبدأت الورشة عملها الأربعاء الفائت بعد مبادرة من مكتب المرأة في بلدية الشعب في المدينة بافتتاحها، بالتنسيق مع منظمة الهلال الأحمر الكردي.

 

ويبدأ العمل في المشغل من الساعة الثامنة صباحاً حتى الثانية بعد الظهر، لإنتاج /5000/ كمامة خلال عشرة أيام متتالية، حيث يصل معدل الإنتاج اليومي إلى /500/ كمامة.

 

وتقدم منظمة الهلال الأحمر الكردي، الأقمشة الخاصة بصناعة الكمامات، بالإضافة إلى تعقيم المشغل، حسب ما أفادت عائشة عزالدين، مديرة مكتب المرأة بديرك لـ"نورث برس".

 

وأضافت عز الدين التي تشرف على صناعة الكمامات في المشغل وتتجول بين العاملات وتقدم لهن الإرشادات وتساعدهن في الحياكة أيضاً، أنه "من المتوقع حياكة المزيد من الكمامات، في حال كان هناك طلب عليها".

 

ويتم تسليم الكمامات يومياً ، بعد الانتهاء من حياكتها، للهلال الأحمر الكردي لتعقيمها، ومن ثم تسليمها لمكتب المرأة وهيئة البلديات التي تشرف على عملية توزيعها على عناصر القوى الأمنية وموظفي البلدية.

 

وتحرص المشرفة على اتخاذ الإجراءات الوقائية من فيروس "كورونا" داخل المشغل، فعند دخول العاملات إلى المشغل توزع عليهن "القفازات والكمامات وأغطيةً للأرجل، كما يجري تعقيم ماكينات الخياطة قبل البدء بالعمل يومياً".

 

لكن وعلى الرغم من الانتاج اليومي "الجيد"، إلا أن الأمر لا يخلو من عوائق يواجهها مكتب المرأة خصوصاً من جهة الحصول على مستلزمات الخياطة بسبب إغلاق المحال التي تبيع هذه المستلزمات، عقب قرار حظر التجول، إضافة إلى انقطاع التيار الكهربائي، ما اضطرهم إلى تأمين مولدة كهربائية، "لتسريع وتسهيل إنجاز العمل".

 

وقال أحمد شيخموس، وهو إداري في منظمة الهلال الأحمر الكردي بمدينة ديريك، لـ"نورث برس"، إن عملية تعقيم الكمامات في مشغل ديريك تتم على مرحلتين "مرحلة التعقيم الرطب ومرحلة التعقيم الجاف"، مشيراً إلى جودة الأقمشة المستخدمة.

 

واعتبر شيخموس أن الكمامات التي يتم صناعتها في المشغل" تفي بالغرض"، لافتاً إلى أن فريقاً من الهلال الكردي يقوم بتأمين الأقمشة وتعقيم المشغل وتوزيع القفازات وأغطية الأرجل على العاملات.

 

ومع بدء حظر التجول في مناطق الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا الذي، بدأ في الـ/23/ من الشهر الفائت، أطلقت عدة مبادرات لصنع الكمامات في المنطقة بهدف تغطية حاجة المنطقة منها في ظل ارتفاع أسعارها ونقص توفرها في الأسواق.

 

و في نهاية الشهر الفائت أطلق خياطٌ في مدينة ديريك مبادرة مماثلة، بمساعدة بعض  أصدقائه، لخياطة /2000/ كمامة طبية لتوزيعها على موظفي البلديات التابعة للإدارة الذاتية مجاناً.

 

وبعد القرارات الخاصة بإجراءات حظر التجول وإغلاق المعابر الحدودية مع مناطق شمال وشرقي سوريا، ظهر نقص حاد في توفر الكمامات والمستلزمات الطبية المختلفة، بحسب ما ذكر بشير سليمان، وهو صاحب مستودع أدوية في مدينة القامشلي، في وقت سابق لـ"نورث برس".