الجمعيات الإغاثية السورية في تركيا.. عمل جدي أم مجرد حبر على ورق؟

اسطنبول ـ نورث برس

 

تزداد معاناة اللاجئين السوريين في تركيا مع اقتراب أزمة "كورونا" من دخول شهرها الثاني، وسط غياب أي دعم أو إغاثة كافية لهم ولعائلاتهم من قبل الجمعيات الإغاثية العاملة في تركيا في ظل توقف العمل اليومي وصعوبة تأمين الاحتياجات اليومية والمصاريف الشهرية.  

 

وقال "بسام صويلح"، وهو لاجئ سوري من دمشق يقيم في تركيا، إنه بدأ العمل بشكل تطوعي مع "منبر الجمعيات السورية في تركيا"، والذي يضم أغلب الجمعيات السورية في إسطنبول، لعدم توفر أي فرص عمل في إسطنبول بسبب أزمة كورونا، لكنه اكتشف أن العمل يقتصر على توعية السوريين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، "تفاجأت أن العمل عبارة عن إطلاق حملات توعوية على مواقع التواصل الاجتماعي دون أن يكون هناك أي حملات إغاثية على أرض الواقع".

 

وأضاف: "أخشى أن يكون عمل الجمعيات إعلامياً فقط لاستدراج الدعم، فيقتصر دورهم على المنشورات الطبية والتوعوية".

 

وقال "صويلح" إن اللاجئين السوريين في تركيا يحتاجون عملاً على الأرض، ويريدون دعماً إغاثياً ومعونة مالية تساعدهم على دفع إيجارات المنازل، "وليس مجرد شعارات لا تغني ولا تسمن من جوع".

 

ووصل عدد الجمعيات والمنظمات السورية التي تهتم بقضايا اللاجئين السوريين في تركيا إلى نحو /100/ جهة إغاثية، متجاوزة عدد الجمعيات التركية نفسها التي تهتم بمواطنيها الأتراك، حسب مصادر من تلك المنظمات.

 

وقال "وائل علي"، وهو ناشط سوري في مجال الإغاثة من حمص، يقيم أيضاً في إسطنبول، إن الجمعيات والمنظمات الإغاثية غائبة تماماً عن الساحة مع أزمة السوريين، "معظمها تقوم بمحاولات لتقديم مشاريع للداخل، دون أي اكتراث بقضايا اللاجئ السوري في الخارج".

 

وأضاف: "نحن كمجموعة نشطاء إغاثيين نعمل في كل ولاية على تنظيم مبادرات فردية للمساعدة، ولكن لا يوجد لدينا أي داعم، نعتمد على جهود فردية".

 

وأشار "علي" إلى أن عدداً من المنظمات الإغاثية في تركيا قدمت طلباً للولاة في عموم الولايات التركية، ولكن ليس لتقديم المعونات الإغاثية للسوريين، بل من أجل مساعدة من لا يمكنه الذهاب لشراء الاحتياجات الرئيسية، سواء من كبار السن أو غيرهم من المرضى، "أي أن الأمر خدمي وليس لتوزيع المساعدات على منازل السوريين".

 

وأعلنت وزارة الصحة التركية، أمس الخميس، ارتفاع حصيلة الإصابات بفيروس "كورونا" إلى /42/ ألفاً و/282/ إصابة.

 

ومع كل إعلان من قبل الحكومة التركية عن دعم إغاثي مقدم لمواطنيها، يترقب السوريون أن يشملهم أي تبرع أو أن يدرج ملفهم الإغاثي على طاولة صناع القرار في تركيا في ظل أزمة "كورونا"، كما أنهم يترقبون أن يكون هناك أي تحرك جدي وفعال للمنظمات والجمعيات التي تدعي تمثيل السوريين، على أمل أن تساهم ولو بالقدر البسيط الذي يخفف من معاناة تلك الظروف الراهنة.

 

من جانبه قال " علاء رجوب"، وهو لاجئ سوري من مدينة حلب في تركيا، إنه لم ير أي شيء إيجابي ولا حتى سلبي عن الجمعيات، فهو يسمع عن جمعيات مختصة بأمور السوريين، لكن وبالفعل عملها "مجرد حبر على ورق، والمستفيدون منها بتصوري هم موظفيوها والمحيطون بهم فقط لا غير، أي لا توجد أي خدمات عامة للناس".

 

وروى "رجوب" أن "إحدى النساء الأرامل توجهت إلى جمعية علماء الشام وطلبت منهم المساعدة وأخبرتهم أنها أرملة من دون أي معيل، إلا أنهم لم يقدموا لها أي شيء".

 

وقال "هادي إدريس"، مصدر مطلع على عمل "المجلس الإسلامي السوري": "بتوقعي لا توجد إمكانيات لديهم حالياً، وبالتالي كيف سيساعدون آلاف مؤلفة من السوريين في تركيا؟ كل الناس اليوم باتت بلا عمل".

 

بينما قال "سعيد نحاس"، وهو المسؤول السابق عن إدارة منظمة "سند" الإغاثية وعضو مجالس إدارة العديد من المنظمات المجتمعية السورية، إن "هناك الكثير ممن يقدم المعونات وهي ليست حبراً على ورق، ولكن لا أحد يوثِّق أعمالها ويراقبها، وهل هي كافية؟ قطعاً لا، هل لديها قاعدة بيانات وافية ومدروسة ؟ بالطبع لا".