قبيل موسمها.. كورونا يشل حركة السياحة الدينية بريف دمشق
ريف دمشق – نورث برس
تسبب ظهور إصابات بفيروس كورونا في العاصمة دمشق بتضرر أعمال آلاف السكان وأصحاب المحال في منطقة "السيدة زينب"، في ريف دمشق الجنوبي، بعد فرض حجر صحي كامل، منذ حوالي أسبوع، على المنطقة التي تعتبر وجهة للسياحة الدينية لمعتنقي المذهب الشيعي، نظراً لوجود مزارات دينية فيها.
وجاء فرض الحجر الصحي على منطقة السيدة زينب بعد تأكيد إصابة أشخاص في المنطقة بفيروس كورونا المستجد، كانوا قد دخلوا من الحدود اللبنانية إلى البلاد، حسب ما أعلنته مصادر حكومية، الخميس الماضي.
وقال هادي الخفاجي، وهو صاحب محل لبيع الألبسة في سوق "بهمن" في منطقة السيدة زينب، لـ "نورث برس"، إن المنطقة وأسواقها وتجارها كانوا من أول المتضررين من أزمة كوفيد – 19، فانتشار الفيروس في إيران ولبنان، أثر سلباً على العمل والنشاط السياحي والتجاري لها، لاسيما مع اقتراب موسم السياحة الدينية الذي يبدأ عادة في أول رمضان ويبلغ ذروته في أول محرم "ذكرى عاشوراء".
وأضاف، "نسبة 70 % من السكان يعيشون على إيرادات السياحة الدينية، سواء العاملين في الفنادق أو في الأسواق والمحال التجارية، وحتّى سائقي الحافلات وسيارات الأجرة".
وكانت وزارة الصحة السورية قد أعلنت في الثالث من نيسان/ أبريل الجاري ارتفاع عدد المصابين بفيروس كورونا إلى /16/ إصابة، كانت بينها حالتا وفاة، لتعلن وكالة سانا الرسمية فرض الحجر الصحي على منطقة السيدة زينب بعد يوم من فرضه على بلدة منين في ريف دمشق أيضاً.
وأصيب النشاط السياحي في منطقة "السيدة زينب"، كغيره من الأنشطة التجارية والصناعية، بشلل تام منذ تفشي فيروس كورونا في إيران ولبنان وبعض دول الخليج العربي، التي تعتبر من أكثر الدول ارتياداً لمقام (السيدة زينب) والمزارات الدينية الأخرى في المنطقة المعروفة بازدحام أسواقها.
وقال عبد الكريم علولو، وهو صاحب فندق "ولاية علي" في محيط مقام السيدة زينب، لـ"نورث برس"، إن المشكلة تكمن في منع الخروج والدخول من وإلى المنطقة، والتجول في الشوارع ممنوع إلّا لشراء الاحتياجات الضرورية التي نقص توفرها مع تشديد الحظر.
"فدخول البضائع والمواد التموينية إلى السيدة زينب، يواجهه عوائق كبيرة تفرضها اللجان الصحية التي تخضعها لتفتيش مبالغ فيه أحياناً، عدا عن استغلال التجار للأزمة في رفع أسعار المواد الغذائية".
وقامت الحكومة السورية بتجهيز مراكز صحية ومشاف عامة وخاصة في المنطقة، في ظل مخاوف من ارتفاع أعداد المصابين بفيروس كوفيد – 19، والذي لايزال حاملوه محجوراً عليهم صحياً "في فندق بالمنطقة".
وكانت وزارة الصحة السورية قد جهزت، أواخر آذار/ مارس الفائت مركزاً للحجر الصحي بفندق "الجميل بلازا" في منطقة السيدة زينب بريف دمشق للحجر على القادمين من خارج سورية لمدة /14/ يوماً.
وعن المصابين والموضوعين في الحجر الصحي، قال الدكتور محمد نور الأقرع، وهو طبيب في مشفى "الخميني" بمنطقة السيدة زينب، لـ "نورث برس"، إن "الإصابات هي لأشخاص قدموا من خارج سوريا، وتم الحجر عليهم، وتبين لاحقاً أن بينهم من يحمل الفيروس".
وأضاف، "يتم حالياً تقديم الأدوية والرعاية الطبية للمصابين في الحجر ضمن الحدود الممكنة، فلا يوجد حتى الآن علاج لهذا الفيروس".