نقص علف الدواجن نتيجة الحظر يعرض مربيها في منبج لخسائر كبيرة

منبج – صدام الحسن – نورث برس

 

اشتكى مربو دواجن في أرياف مدينة منبج، شمالي سوريا، من نقص حاد في الأعلاف المخصصة للمداجن مؤخراً، ما تسبب بتعرضهم لخسائر كبيرة مع ضعف حركة الشراء في ظل حظر التجوّل في مناطق شمال وشرقي سوريا.

 

وقال أحمد الحزين 37) عاماً)، وهو صاحب مدجنة في قرية "تل عرش" في ريف مدينة منبج الشرقي، لـ "نورث برس"، إنه هو وغيره من أصحاب المداجن في مدينة منبج تعرضوا لخسائر  كبيرة خلال فترة حظر التجول، وذلك للنقص الحاد في أعلاف الدواجن وصعوبة تأمينها، إضافة إلى صعوبة تصريف الإنتاج على مذابح الدواجن في مدينة منبج بسبب حظر التجول.

 

واشتكى الحزين من استغلال التجار لظروف الحظر في تخفيض أسعار الفروج بحجة عدم القدرة على تصريف الإنتاج، "فكل يوم يتم بيع ما يقارب الـ /15/ ألفاً من الفروج، بحيث أصبحت تكاليف الإنتاج تفوق أسعار البيع".

 

وطالب الحزين لجنة الاقتصاد بتسهيل إجراءات الحظر بالنسبة لمذابح الدواجن في المدينة، لتتمكن المداجن بدورها من تصريف إنتاجها، بالإضافة إلى تأمين الأعلاف وبأسعار مناسبة.

 

من جهته، قال محمد التربو (50عاماً)، وهو أحد مربي الدواجن بريف منبج، إن تكاليف تربية الدواجن باهظة في الفترة الأخيرة، فرحلة التربية تبدأ من شراء الصوص، الذي تبلغ تكلفة شرائه وإيصاله للمدجنة /60/ سنتاً أي ما يعادل /700/ ليرة تقريباً، مروراً بفترة تغذيته بالعلف والدواء، اللذان يُشتريان بالدولار أيضاً، حيث يبلغ ثمن الطن الواحد من العلف قرابة /520/ دولار"أصبح حالنا يرثى له".

 

 وأضاف أن البيع بالمقابل يكون بالعملة السورية، مع تأجيل الدفع أحياناً لمدة تصل إلى /40/ يوماً، مشيراً إلى بلوغ دفعات الفروج في مداجنهم عمر الأربعين يوماً، وهو عمر البيع، مع عدو توفر بيع يتناسب مع التكاليف.

 

"إن بقى الحال هكذا، سيتسبب بعزوف كثير من المربّين عن تربية الدواجن، الأمر الذي ينعكس سلباً على الاقتصاد والثروة الحيوانية في المدينة".

 

ويبلغ عدد المداجن في مدينة منبج /300/ مدجنة تحتاج إلى حوالي مئتيْ طن من العلف يومياً، بحسب ما أوضحه رئيس اتحاد مربي الدواجن في منبج.

 

وقال الطبيب البيطري نزار عبد الدائم، وهو رئيس لاتحاد مربي الدواجن في منبج، إن مشكلة نقص العلف في هذه الفترة أصبحت هاجساً يؤرق كل المربين، واضطر غالبيتهم لبيع إنتاجهم بأسعار زهيدة، ومنهم من لم يستطع البيع ما أدى إلى نفوق إنتاجه وخسارته.

 

وأضاف، "نحن كإدارة الاتحاد لم نمنع استيراد الأعلاف، لكن المشكلة هي منع الفصائل المسلحة التابعة لتركيا لدخول الأعلاف إلى المدينة، كونها تأتي غالباً عن طريق تركيا".

 

وأغلقت "الحكومة السورية المؤقتة" التابعة للمعارضة السورية، في 18 من آذار/ مارس الفائت، كلاً من معابر الحمران وعون الدادات وأبو الزندين، والتي تربطها مع مناطق الحكومة السورية ومناطق الإدارة الذاتية، بشكل كامل.

 

وقررت "الحكومة المؤقتة"، في بيان رسمي في حسابها على موقع "فيس بوك"، إغلاق المعابر أمام الحركة التجارية بالاتجاهين بعد إيقاف حركة مرور المدنيين.

 

وأشار عبد الدائم إلى أن جميع المربّين يستطيعون التوجه إلى اتحاد مربي الدواجن، الذي بدوره ينسق مع لجنة الاقتصاد في منبج، لإعطاء المربي وثيقة تثبت امتلاكه مدجنة وتسهيل أموره لاستيراد العلف من مدينة الرقة، ريثما تحل مشكلة الطريق كإجراء اسعافي.

 

وقال، "بالنسبة لمذابح الفروج قمنا بافتتاح ثلاث مذابح كبيرة مجهّزة بوسائل النظافة والوقاية والمعدات التي تمنع قدر الإمكان انتقال الأمراض، خاصة في فترة تفشي وباء كورونا، بالإضافة إلى السماح بشحن الفروج من مدينة منبج إلى مناطق الجزيرة".