مع اقتراب شهر رمضان.. أوضاع مأساوية لقاطني المخيمات شمالي إدلب

إدلب ـ نورث برس

 

يواجه قاطنو المخيمات شمال إدلب، مؤخراً، صعوبات معيشية تتزايد يوماً بعد آخر في ظل غياب الجهود الإغاثية في بعضها ونقصها في أخرى، خاصة مع اقتراب حلول شهر رمضان.

 

وقال أبو أغيد خطاب، وهو ناشط إعلامي وأحد قاطني مخيمات أطمة شمالي إدلب، لـ "نورث برس"، إن "النازحين بحاجة ماسة للمواد الغذائية مع اقتراب شهر رمضان، في ظل غياب أي دور للمنظمات الإغاثية، والجهود القليلة التي لا تفي بالغرض ولا تغطي الاحتياجات المتزايدة".

 

ويعاني سكان المخيم أيضاً، حسب "خطاب"، من أوضاع اقتصادية متردية، خاصة وأن أغلب العائلات باتت تنتظر السلة الشهرية لتقوم ببيع قسم منها لتأمين ما يلزمها من دواء وخبز وطعام، كون كمية الخبز لا تكفي، في حال كان هناك توزيع إغاثي أصلاً، يضاف إلى ذلك أنه لا يوجد فرص عمل في ظل انتشار البطالة وغياب أي مردود لتأمين لقمة العيش.

 

ويصل مصروف العائلة بشكل يومي إلى أربعة آلاف ليرة سورية كحد وسطي، ما بين ثمن خبز وماء ودواء، إذ يضطر النازحون لبيع ما يملكون من أثاث وبيع ما يمكن توفيره من السلة الإغاثية الشهرية من أجل تأمين المصروف اليومي، وفق ما أفاد به "خطاب".

 

ويبلغ عدد مخيمات أطمة نحو /100/ مخيم، تأوي حوالي /5000/ عائلة، تفتقد أدنى مقومات الحياة المعيشية، وفق المصدر ذاته، والذي يعتبر من أقدم قاطني المخيم.

 

ويوجد في مخيمات أطمة منظمتان تعملان على تزويد النازحين ببعض الخدمات، وهما منظمة "عطاء" المسؤولة عن السلة الشهرية ومادة الخبز، والثانية منظمة "الكلوبل" وهي مسؤولة عن النظافة وتوزيع مياه الشرب وإفراغ الجور الفنية.

 

وقال "خطاب" إن "عمل هذه المنظمات لا يفي بالغرض ولا تستطيعان تأمين مطالب النازحين، بسبب العدد والمساحة الكبيرين.

 

كما يفتقد سكان مخيمات أطمة الرعاية الطبية، وسط المخاوف من انتشار "فيروس كورونا"، حيث لا يوجد في جميع تلك المخيمات سوى مستوصفين وبإمكانات متواضعة.

 

 

ويشتكي سكان مخيم "سراقب"، في قرية "كللي" بريف إدلب الشمالي، كذلك من أوضاع معيشية لا تقل سوءاً عن باقي المخيمات الموزعة في الشمال السوري، وسط غياب أي دور للمنظمات الإغاثية أيضاً.

 

وقال أبو يزن الإبراهيم، وهو أحد قاطني مخيم "سراقب"، لـ "نورث برس"، إنه "ومنذ إشادة المخيم قبل ثلاثة أشهر، لم تدخل المساعدات الإغاثية إلى المخيم سوى مرة واحدة، وكانت المساعدات جداً خجولة"، حسب تعبيره.

 

وأضاف "الإبراهيم" أن " أبرز احتياجات الأهالي هي الخبز والماء والسلة الغذائية الشهرية، كونه كما أشرنا لا يوجد أي منظمة مسؤولة عن دعم المخيم، ولا يوجد حتى مشاريع لشهر رمضان الذي تفصلنا عنه أيام قليلة".

 

ويأوي مخيم "سراقب" /122/ عائلة نزحت من مدينة سراقب وما حولها ومن ريف معرة النعمان وأرياف حماة، منذ مطلع العام الجاري 2020، هرباً من العمليات العسكرية الدائرة بين قوات الحكومة السورية وفصائل المعارضة، بحسب إدارة المخيم.

 

ويتواجد في قرية "كللي" أكثر  من /40/ مخيماً إضافة لمخيم "سراقب"، يعاني قاطنوها من مشاكل صحية ومن انتشار الأمراض، وسط عدم وجود أي نقطة طبية تخدم المنطقة.

 

وقال "الإبراهيم" إن من أبرز الأمراض المنتشرة في المخيم هو مرض اللشمانيا أو "حبة حلب" كما تسمى محلياً، إذا يوجد في المخيم /25/ حالة إصابة،  يضاف إلى ذلك وجود عدد من حالات الشلل بين كبار السن، في حين أن أقرب نقطة طبية تبعد عن المخيم ثلاثة كيلومترات، ولا توجد فيها أدوية للمرضى "بل يطالبنا القائمون عليها بشراء الأدوية من الخارج، في حين أن أكثرنا لا يملك ثمن الدواء ".

 

وأوضح، "مصروف العائلات في المخيم مرتفع جداً، فكل عائلة  تحتاج /4000/ ليرة سورية،  منها حوالي /1500/ ليرة سورية ثمن الخبز، كون ربطة الخبز الواحدة تباع بـ /400/ ليرة، في حين أن عدداً كبير من النازحين يضطر للعمل في الزراعة لتأمين المصروف اليومي، والبعض الآخر يعيش على أمل المساعدات فقط رغم شحها".

 

ودفعت تلك الظروف أكثر من /15/ عائلة لمغادرة المخيم بسبب قلة الدعم، حسب "الإبراهيم" الذي أضاف إن "الكل يركض خلف لقمة عيشه، خاصة أننا لم نر أي منظمة مهتمة لأمرنا سواء أكانت تركية أم غيرها".

 

وحذر "الإبراهيم" أنه "في حال لم يكن هناك أي تحرك من المنظمات مع اقتراب شهر رمضان فالحالة سيرثى لها والمصروف اليومي سيكون مرتفعاً جداً".

 

ولا تقتصر المشاكل في عموم مخيمات الشمال السوري على الجانب الإغاثي، بل يتعداها ليصل إلى الجانب الصحي والتعليمي، إضافة إلى مشاكل الصرف الصحي وعدم وجود حمامات ودورات للمياه، يضاف إلى ذلك اهتراء الخيام واضطرار العائلات النازحة مؤخراً للمبيت عند عوائل لا تملك سوى خيمة واحدة، الأمر الذي يزيد من مرارة النزوح في الشمال السوري، وسط صمت إغاثي مطبق سواء من المنظمات التركية والدولية.