نقص الكهرباء بالتزامن مع حظر التجول يجبر سكان حلب على العودة إلى "الأمبيرات"

 

حلب – علي الآغا – نورث برس

 

جاء النقص في ساعات توفر الكهرباء بمدينة حلب، شمالي سوريا، مع حظر التجول الجزئي للوقاية من مخاطر انتشار فيروس "كورونا المستجد"، على عكس توقعات السكان ومسؤولي مؤسسة الكهرباء في المدينة، ما دفع العائلات إلى إعادة اشتراكاتها في المولدات الخاصة "الأمبيرات".

 

وازداد تقنين الكهرباء في أحياء حلب على الرغم من إغلاق الأسواق التجارية وإطفاء إنارة الشوارع، الأمر الذي أعاده مسؤولون عن قطاع الكهرباء إلى زيادة في إنتاج المعامل، لا سيما معامل الأدوية والمواد الطبية والمعقمات. 

 

وبات تقنين الكهرباء مشكلة كبيرة لدى سكان حلب، فقد عاد معظمهم إلى تفعيل اشتراكاتهم في المولدات الخاصة أو ما يعرف بـ "الأمبيرات"، بعد أن كانوا قد ألغوها في فترات سابقة نتيجة تحسن الكهرباء النظامية.

 

وقال عبد الستار قلعه جي، وهو أحد سكان حي الشعار، لـ "نورث برس"، إن وضع الكهرباء كان أفضل بكثير قبل بدء تطبيق حظر التجول الجزئي، "قبل الحظر ونتيجة لتحسن فترة تقنين الكهرباء قمت بإلغاء الأمبيرات".

 

وأضاف "زادت فترات انقطاعها أكثر مما كانت عليه قبل الحظر، حتّى أنّها غير كافية لشحن البطارية المنزلية ، ما أجبرني على العودة للأمبيرات".

 

وكان حظر التجول الجزئي قد بدأ في مدينة حلب في 25 آذار/ مارس الفائت، بالتزامن مع إغلاق الأسواق التجارية، في إطار الإجراءات الحكومية للوقاية من فيروس كورونا المستجد.

 

وقال سامر كولا، وهو صاحب مولدة كهربائية في حي سيف الدولة، لـ "نورث برس"، إنّ أصحاب المولدات كانوا يخشون أن يؤدي تطبيق الحظر ازدياد ساعات توفر الكهرباء، وهو ما يعني تقليل عدد مشتركي الأمبيرات.

 

وأضاف "لكن الأمر كان مختلفاً تماماً مع الحظر، حيث قلت ساعات توفرها، ما سبب ازدياد عدد المشتركين في الأمبيرات بنسبة 60%، عما كان عليه الحال قبل أسبوعين عندما قام عدد من مشتركي الأمبيرات بإلغاء اشتراكاتهم".

 

وكان نظام تقنين الكهرباء في مدينة حلب يجري قبل تطبيق الحظر وفق أربع ساعات تشغيل مقابل ساعتي انقطاع خلال النهار وساعات المساء، ومع استمرار الكهرباء في ساعات الليل المتأخرة حتى الصباح دون انقطاع، لكن الواقع الحالي يشير غالباً إلى ثلاث ساعات لتوفر الكهرباء  مقابل ثلاث أخرى لانقطاعها، مع انقطاع متكرر خلال ساعات الليل.

 

من جانبه، قال المدير العام لشركة كهرباء محافظة حلب، المهندس محمد الصالح، لـ "نورث برس"، إن الكهرباء في مدينة حلب جيدة في هذه الفترة، مقارنة مع فصل الشتاء الذي تزداد فيه ساعات التقنين أكثر بسبب الحمل الزائد وتشغيل السخانات من قبل السكان.

 

لكنه أشار إلى ازدياد الحمولة خلال أيام حظر التجول الجزئي، وخصوصاً في ساعات الليل، رغم إغلاق جميع الأسواق التجارية وإطفاء مصابيح الإنارة في الشوارع.

 

وأعاد الصالح الأمر إلى أنّ المعامل والمصانع والمطاحن والمشافي ومحطات المياه تعمل في هذه الفترة أكثر مما كانت عليه قبل الحظر، بسبب زيادة الطلب في كافة النواحي على المنتجات والمياه والكهرباء، بالإضافة إلى ازدياد المجالس والسهرات العائلية.

 

وقامت مؤسسة كهرباء حلب منذ بدء تطبيق حظر التجول الجزئي بتقليل ساعات التقنين لخطوط المعامل الدوائية لزيادة الإنتاجية، لأن الطلب تزايد على المواد المطهرة والمعقمات للوقاية من فيروس "كورونا المستجد، بحسب ما أوضحته المؤسسة.

 

وكان قرار الحكومة السورية لحظر التجول الجزئي الذي بدأ تنفيذه في 25 آذار/ مارس الفائت يشمل الفترة من الساعة السادسة مساء إلى السادسة صباحاً، إلا أن الفريق الحكومي "المعني بالتصدي" لوباء كورونا قرر الخميس الماضي مدة إضافية للحظر يومي الجمعة والسبت بحيث تبدأ من الساعة /12/ ظهراً.