الرقة – أحمد الحسن – نورث برس
بقيت مناطق من ريف الرقة، شمالي سوريا، منذ أكثر من أسبوع خارج دائرة التشديد الأمني لتطبيق حظر التجول المفروض من قبل الإدارة الذاتية لمواجهة مخاطر انتشار فيروس كورونا المستجد، لتبقى حركة تنقل السكان في المستوى الاعتيادي لما قبل فترة الحظر.
ويبرر سكان ونازحون يقيمون في هذه الأرياف عدم التزامهم باختلاف طبيعة العمل بين الأرياف والمدن، ولحاجتهم إلى مصادر دخل تعتمد على استمرار العمل اليومي.
وقال خالد محمد النواف (36 عاماً)، وهو نازح من ريف حماة ومقيم في قرية "حزيمة" (20 كم شمال مدينة الرقة)، لـ "نورث برس" إنه من الصعب الالتزام بالحظر لأن طبيعة عمله "كراعي غنم" تتطلب منه أخذ الماشية إلى المراعي، "علي التجوّل بها بشكل مستمر ولساعات طويلة، فإن التزمت بالحظر كيف لنا العيش أنا وعائلتي؟".
وأضاف أن طبيعة عمله تجعله بعيداً عن الناس الذين يحتمل وجود إصابات بينهم، "طوال الوقت في البرية وقلما أخالط الناس".
واستناداً إلى توصية عامة من منظمة الصحة العالمية، ينبغي للعاملين في المسالخ والأطباء البيطريين ومن يتعاملون مع الحيوانات الحية والمنتجات الحيوانية، أن يطبقوا ممارسات النظافة الشخصية الجيدة، بما يشمل الحرص على غسل اليدين جيداً بعد لمس الحيوانات والمنتجات الحيوانية.
وعلى هؤلاء العاملين أن يتجنبوا تعريض أفراد أسرهم لملابس أو أحذية العمل الملوثة أو أي أدوات أخرى ربما لامست مواد يحتمل تلوثها، حسب منظمة الصحة العالمية.
ويرى هاني الدحام (24 عاماً)، وهو أحد قاطني مخيم الحكومية، /20/ كم شمال مدينة الرقة، أن الحظر قد أصبح عبئاً عليهم، وذلك لاعتمادهم على العمل اليومي في إعالة أسرته، "أعيل اثني عشر شخصاً بالاعتماد على عملي في مجال البناء، ومنذ فرض الحظر على المنطقة توقفت كل الأعمال المتعلقة بالبناء".
وأضاف "نحن عمال يومية إذا عملنا أكلنا، وإذا لم نعمل لا نستطيع حتى شراء الخبز".
وشمل الحظر إغلاقاً للمحال التجارية في مدينة الرقة وريفها باستثناء المحال التي تختص ببيع المواد الغذائية والصيدليات والأفران على أن يسمح للأهالي بالتسوق في فترة السماح بين السادسة والعاشرة صباحاً من كل يوم، وقد أوكلت مهمة تطبيق هذا الحظر إلى قوى الأمن الداخلي في مدينة الرقة.
وجاء الحظر كإجراء وتدبير وقائي لمنع انتشار فيروس كورونا ولإتاحة السيطرة عليه في حال ظهرت حالات إصابة في المنطقة.
وقال حمدان العبد، رئيس خلية الأزمة في مدينة الرقة، لـ "نورث برس"، إن سبب عدم التزام بعض الناس بالحظر تعود إلى الحاجة المادية لمعظم سكان مدينة الرقة وريفها واعتمادهم على العمل اليومي لكسب قوتهم.
وأضاف "وبسبب طول فترة الحظر ولاعتماد الكثير من السكان على العمل اليومي، قررنا منح العائلات الفقيرة سلالاً غذائية توزّع عن طريق المجالس المحلية على العوائل الفقيرة تتضمن الحاجات الغذائية الأساسية".
وأصدر المجلس التنفيذي لشمال وشرقي سوريا، الأحد الفائت، بياناً يقضي بتوزيع سلال غذائية على العوائل "المحتاجة" في المنطقة، في فترة حظر التجول المفروض لتفادي انتشار فيروس كورونا المستجد.
وكانت "خلية الأزمة" في الرقة قد تشكلت من /12/ عضواً لمواجهة فيروس "كورونا" ولتقييم وضع المنطقة بصدد الحظر الذي بدأ بتاريخ 23 آذار / مارس الجاري.