رغم تدابير حكومية وأهلية.. أزمة الخبز في أحياء حلب في تفاقم
حلب – علي الآغا – نورث برس
يضطر سكان في أحياء مدينة حلب، خلال هذه الفترة، إلى الازدحام على الأفران أو شراء الخبز بأسعار مرتفعة لتأمين حاجة عائلاتهم في ظل المخاوف من انتشار فيروس كورونا المستجد وارتفاع أسعار المواد الغذائية والأساسية.
ولم يستطع مجلس مدينة حلب من تقليل الازدحام أمام الأفران رغم إجراءاته في ميادين أخرى كإغلاق الأسواق التجارية والأثرية والساحات والحدائق العامة.
وفي سلسلة الحلول، "غير المجدية" بحسب سكان من المدينة، قرر مجلس مدينة حلب اتّباع آلية جديدة في توزيع الخبز، وهي تخصيص /12/ سيارة جوالة، تجوب الحارات والأحياء وتبيع الخبز بسعر الأفران نفسه.
لكن السيارات التي تجولت في أحياء حلب لبيع الخبز، خلقت ازدحاماً أيضاً، فهناك سيارات باعت كمية كبيرة من الخبز لأشخاص قاموا هم بدورهم ببيعها قرب مكان توقف السيارات الجوالة بسعر مضاعف، أي بـ /200/ ليرة بدلاً من سعرها الرسمي /100/ ليرة.
وقال فراس صالح، وهو من سكان حي السكري، لـ "نورث برس"، إن عملية التوزيع عن طريق السيارات الجوالة، باتت تذل المواطن بدل التصدي لفيروس كورونا، فهو لم يحصل على مادة الخبز من السيارة منذ يومين، إنما يشتريها من "المتاجرين بالخبز".
وكانت إجراءات مجلس المدينة في حلب لإيجاد حل لمشكلة الازدحام أمام الأفران العامة ، قد بدأت منذ /13/ آذار/ مارس الجاري، بتحديد كمية الخبز لكل شخص يصل إلى نافذة البيع بـ 100 ليرة سورية، ليعقبها تفعيل معتمدين في جميع أحياء حلب وتخصيص "فرن الرازي" فقط لتزويد المعتمدين، ولكن هذا الإجراء حوّل الأزمة والازدحام من أمام الأفران إلى أمام نقاط المعتمدين.
كما أدى الازدحام وزيادة الطلب على الخبز مع نقض توفره إلى رفع أسعار ربطة الخبز السياحي، حيث ارتفع سعر الربطة الواحدة منه من /450/ ليرة سورية إلى 600 ليرة.
زيادة الطلب على الخبز دفعت، أيضاً، خمسة أفران في المدينة إلى تمديد ساعات عملهما بهدف زيادة الإنتاج والربح في ظل الازدحام والتدافع على شراء الخبز، إلا أن مجلس مدينة حلب قام بإغلاق الأفران الخمسة، بسبب عدم تقيدهم بساعات العمل التي خصصها مجلس المدينة، ما أدى لتفاقم أزمة الخبز المتوفرة أكثر بعد نقصان الكمية التي كانت تنتجها تلك الأفران.
وقال محمد جعفر، من سكان حي السكري ، لـ "نورث برس"، إن مجلس المدينة يفرض سلطته دون مراعاة الظرف الطارئ الذي يمر فيه السكان، فبدلاً من إغلاق الأفران كان يجب أن يقوم بفرض غرامات مالية على أصحابها، أو جعل الفرن تحت تصرف مجلس المدينة لتلبية حاجات الأهالي.
ويرى جعفر أن إجراءات كالتي اقترحها، كانت ستخفف الازدحام نوعاً ما، "لكن تعودنا منهم على تعقيد الأمور لا حلّها".
وقال محي الدين عقاد، وهو أحد سكان حي السكري أيضاً ، لـ "نورث برس" إن إيقاف عمل فرن السكري بسبب عدم التقيد بأوقات الدوام جعل الأمور تتفاقم أكثر بدلاً من حلها، " توجهنا نحن أهالي حي السكري إلى أحياء أخرى للحصول على الخبز".
وأضاف "إجراءات مجلس المدينة تزيد تعقيد الوضع ويستغلها بعض ضعاف النفوس، فربطة الخبز السياحي ارتفعت مع إجراءات المجلس من /450/ ليرة سورية، إلى /600/ ليرة سورية، ولا أحد يحاسبهم حتّى".
وكانت وزارة الصحة السورية قد أعلنت يوم أمس الأحد عن وصول عدد الحالات المصابة بفيروس كورونا المستجد إلى تسع إصابات، توفيت إحداها فور وصولها للمشفى، في أول اعتراف رسمي بوجود انتشار للفيروس داخل البلاد بعد الحالات المعلنة سابقاً والتي قالت إنها قدمت من الخارج ولا خوف منها في نطاق الحجر الصحي.